تكتيكات الـ"BDS" ترعب الاحتلال

04 مارس 2016
نشطاء BDS يشوشون على دعاية الاحتلال بالخارج (ميشلي رال/getty)
+ الخط -

مرّة جديدة، ينجح نشطاء حركة المقاطعة الدولية "BDS" في التشويش على ماكينة الدعاية الإسرائيلية في أرجاء العالم، والتي تهدف إلى تبرير السياسات التي ينتهجها الاحتلال ضدّ الشعب الفلسطيني. إذ أكّدت جهات إسرائيلية رسمية أن نشطاء "BDS" يكادون لا يسمحون للمتحدثين الرسميين والنخب التي ترسلها تل أبيب إلى الخارج لشرح مواقفها أمام الرأي العام العالمي بأداء مهماتهم.

اقرأ أيضاً: حركة مقاطعة إسرائيل تطلق أسبوع مقاومة "الأبارتهايد" في العالم

وفي تقرير نشره موقعها، أمس، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن نشطاء "BDS" أفشلوا، الأربعاء من الأسبوع الماضي، محاضرة كان يلقيها طالبان إسرائيليان أمام طلاب جامعة جنوب كاليفورنيا، للتدليل على "الطابع الإنساني" لأنشطة جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية.

وأشارت الصحيفة إلى أن نشطاء "BDS" لم يسمحوا للطالبين اللذين يعملان ضمن منظمة "StandWithUs"، التي تعمل في مجال شرح المواقف الإسرائيلية داخل الولايات المتحدة، من مواصلة إلقاء المحاضرة. وبحسب الصحيفة، فقد وصف نشطاء "BDS" الطالبين بأنهما "مجرمان وقتلة أطفال"، مشيرة إلى أن ما أحرج الطالبين الإسرائيليين هو أن أحد نشطاء "BDS" الذين قاطعوهما كان الفلسطيني طارق أبو خضير، الطالب الذي وثقت وسائل إعلام عالمية قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بالاعتداء عليه بشكل وحشي أثناء زيارته للقدس. مع العلم أن طارق هو ابن عم الفتى محمود أبو خضير، الذي أحرقه مستوطنون يهود في يونيو/حزيران 2014 وهو حي في القدس.

ونقلت الصحيفة عن شير، وهي طالبة إسرائيلية، خدمت في سلاح الاستخبارات الإسرائيلي، وشاركت في المحاضرة، قولها: "فجأة قام شاب من بين الحضور وسألنا: هل تعرفونني؟ فأجبنا: لا، فرفع صورا يظهر فيها جنود إسرائيليون ينهالون عليه بالضرب المبرح، وهو ما أجج مشاعر الحضور أكثر". 

وكانت قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى قد ذكرت، مطلع الأسبوع الجاري، أن نشطاء "BDS" شوشوا على المحاضرات التي ألقاها ممثل إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، في عدد من الجامعات الأميركية أخيراً. وكان نشطاء "BDS" قد قاطعوا، قبل شهر، محاضرة كان يلقيها الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي الداخلية "الشاباك"، الجنرال عامي أيالون، في جامعة لندن.

وفي السياق، حذرت محافل في الخارجية الإسرائيلية من خطورة تأثير أنشطة "BDS" في الجامعات الأميركية. ونقلت الإذاعة العبرية، أول من أمس، عن هذه المحافل قولها إن خطورة هذه الأنشطة تكمن في أنها تؤثر على الشريحة التي تشكل القيادة السياسية للولايات المتحدة في المستقبل، مشددة على الحاجة لتخصيص الكثير من الموارد لمواجهة هذا الخطر.

وفي سياق متصل، حذرت محافل إسرائيلية رسمية من خطورة أثر التكتيك الذي اتبعته "BDS" في بريطانيا أخيراً، والذي يقوم على نشر مواد إعلامية وصور توثق الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني على جدران مرافق ومؤسسات تشهد تواجداً مكثفاً للجمهور البريطاني. 

وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، الليلة قبل الماضية، أن مسؤولين في الخارجية الإسرائيلية قللوا من تأثير القرار الذي اتخذه رئيس بلدية لندن بإزالة هذه المواد، مشيرين إلى أن التحرك الرسمي البريطاني مهما كان فاعلاً لن يكون كافياً لمواجهة هذا التكتيك الخطير. 

وقد كتب نشطاء "BDS"، فجر أمس الخميس، شعارات على جدران البرلمان البريطاني تطالب بالغاء الزيارة التي يقوم بها رئيس الكنيست الإسرائيلي يولي إدلشتاين للبرلمان. 

من جهته، استغل أدلشتاين الخطاب الذي ألقاه، أول من أمس، أمام البرلمان البريطاني ليهاجم "BDS"، زاعماً أن أنشطتها تشكل خطراً على مصالح الفلسطينيين. ونقل موقع صحيفة "ميكور ريشون" عن أدلشتاين، قوله إن إغلاق المصانع في مستوطنات الضفة الغربية تحت ضغط تأثير حركة المقاطعة الدولية قد أدى إلى ازدياد مستويات البطالة لدى الفلسطينيين، لأن هذه المصانع تم نقلها إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث لا يتمكن العمال الفلسطينيون من العمل.

بموازاة ذلك، ازدادت وتيرة تنظيم المؤتمرات في إسرائيل التي تناقش سبل مواجهة حركة "BDS". فقد أعلنت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أنها ستنظم مؤتمراً عالمياً في القدس المحتلة، في الثامن والعشرين من الشهر الجاري، لمناقشة سبل مواجهة "هذا التحدي الخطير". وذكرت، في عددها الصادر أمس، أن وزراء ومشرعين وباحثين وقادة مؤسسات ومنظمات يهودية من جميع أرجاء العالم سيشاركون في هذا المؤتمر. ويأتي تنظيم هذا المؤتمر بعد أقل من شهر على تنظيم "النقابة الصهيونية" مؤتمرا عالميا في تل أبيب لنفس الهدف.

اقرأ أيضاً: نجاح "أسبوع الفصل العنصري" يستنفر اللوبي الداعم للاحتلال ببريطانيا 

المساهمون