أكّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تقرير إلى مجلس الأمن الدولي أنّ إيران تحترم بالكامل الاتفاق الدولي الذي أبرمته في 2015 حول برنامجها النووي. وفي حين لم يحسم مسألة ما إذا كانت الصواريخ التي أطلقتها جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) على السعودية إيرانية الصنع أم لا، انتقد غوتيريس تنقل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بين العراق وسورية، رغم القرار الأممي بحظر سفره.
وبحسب وكالة "فرانس برس"، قال غوتيريس في التقرير الذي سيناقشه مجلس الأمن في 18 ديسمبر/كانون الأول، إنّ الاتفاق النووي هو "أفضل وسيلة لضمان الطبيعة السلمية حصراً للبرنامج النووي الإيراني".
وأضاف أنّ رفض الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قبل شهرين الإقرار بالتزام طهران هذا الاتفاق "أرخى للأسف ظلالاً من الشك على مستقبل هذا الاتفاق".
ومن دون أن يتخلى رسمياً عن الاتفاق رفض ترامب في 13 أكتوبر/تشرين الأول، الإقرار بالتزام طهران بالاتفاق الذي تم التفاوض بشأنه لعامين بين إيران ومجموعة الدول الست (روسيا والصين وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا). ويومها حذّر ترامب من أن بلاده قد تنسحب "من أحد أسوأ" الاتفاقات في التاريخ، تاركاً مصير هذا الاتفاق في يد الكونغرس.
وفي تقريره إلى مجلس الأمن، ندّد غوتيريس مجدداً بحرية التنقّل التي يتمتع بها قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الذي "استمر في الذهاب إلى العراق وسورية على الرغم من حظر السفر" المفروض عليه بموجب قرارات الأمم المتحدة.
كما تطرّق الأمين العام للمنظمة الدولية، إلى قضية الصواريخ البالستية التي أطلقها الحوثيون في اليمن على السعودية.
وكان خبراء أمميون قد عاينوا بين 17 و21 نوفمبر/تشرين الثاني، شظايا صواريخ أطلقت من اليمن إلى السعودية، ورجحوا وجود صلة لهذه الصواريخ مع مصنع إيراني.
وكتب الخبراء الأمميون في تقريرهم يومها أن قطعة من مكوّنات صاروخ بالستي، أطلق من اليمن على الرياض في 4 نوفمبر، انتشلت من نقطة الارتطام تحمل "علامة شعار شبيه بشعار مجموعة الشهيد باقري الصناعية"، التابعة لمنظمة الصناعات الجوية الإيرانية والخاضعة لعقوبات أممية.
وطلبت اللجنة في رسالة وُجّهت إلى إيران في 24 نوفمبر، معلومات عن الأفراد والشركات التي صدّرت إليها "مجموعة الشهيد باقري" مكوّنات الصاروخ.
وقال غوتيريس في تقريره إن "الأمين العام يواصل تحليل المعلومات المجمّعة، وسيحيط مجلس الأمن علماً بها في الوقت المناسب".
وتتهم السعودية والولايات المتحدة باستمرار إيران بتزويد الحوثيين في اليمن بالأسلحة، لكن طهران تنفي باستمرار هذه الاتهامات.
(فرانس برس)