تقرير عن تلوث المياه في ضاحية بيروت الجنوبية يثير القلق

06 أكتوبر 2018
تأكيد وجود الجراثيم في المياه (فيسبوك)
+ الخط -


 نشر مواطن لبناني عبر صفحته على "فيسبوك" لنتائج فحوصات عيّنة من مياه الخدمة التي يستعملها في منزله، التي جاءت "غير مطابقة" للمواصفات، ما أثار ردود فعل على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان بعضها ساخراً ومستهجناً. لأن التقرير المخبري الذي تلقاه المواطن أظهر تلوث المياه واحتواءها على معدلات مرتفعة من البكتيريا التي تدل على وجود براز فيها.

وقال حسام عطايا، المواطن الذي نشر نتائج الفحوصات على صفحته على "فيسبوك" في حديث لـ "العربي الجديد"، إنه منذ نحو شهر ونصف تقريباً لاحظ تغيراً في رائحة ومذاق مياه الخدمة. وأضاف: "عانى أولادي من حساسية سببها المياه. أحدهم عانى من ارتفاع في حرارة جسمه والإسهال. ولدى الكشف عليه، شخصت طبيبة حالته بأنها إصابة بجرثومة، وقالت إن مصدر الجرثومة إما الهواء وإما المياه، لكنني لم أدقق في الموضوع. ومع الوقت ساءت حال المياه أكثر".

وتابع عطايا: "بما أن زوجتي تعمل في مركز الأبحاث العلمية الزراعية قررت إرسال عينة من المياه لفحصها، فكانت نتيجة الفحص كارثية".

لكن عطايا أشار إلى أن سرعة انتشار الخبر وردود الفعل فاجأته، مؤكداً أن هدفه لم يكن التشهير إنما حماية صحته وصحة عائلته. ونقل عن خبراء من مركز الأبحاث قولهم إن "نتائج الفحوصات تدل على وجود نسبة مواد كيميائية مرتفعة تؤدي للتسمم. كما تظهر أن المياه التي تصل إلى الخزانات يمر فيها مجرور (مياه صرف صحي)".

بدوره، حاول زياد واكد رئيس بلدية حارة حريك، وهي إحدى مناطق ضاحية بيروت الجنوبية التخفيف من الصدمة، ودعا في تصريح للمواطنين إلى عدم المبالغة، وإلى انتظار نتائج الفحوصات التي ستجريها شركة مياه بيروت وجبل لبنان. وأوضح واكد أن البلدية ستتأكد من صحة وجود تسرب من الصرف الصحي إلى بئر المياه في المبنى الذي حُكي عنه، لأن الشكوى الوحيدة صدرت من هناك.

نوع البكتيريا الموجودة في عينة المياه من أحد مباني حارة حريك(فيسبوك)


كما دعا المواطنين ولجان السكان في المباني إلى إجراء فحوص للمياه التي يستخدمونها، "فهي مسؤوليتهم". لكنه نفى وجود أي حالات إصابة بأمراض ناجمة عن تلوث المياه. بل عدّ الحديث عن دخول بعض الناس إلى المستشفيات نتيجة تلوث المياه "مجرد إشاعات"، واعداً بأن البلدية في اجتماعاتها ستتوسع في الكشف على الآبار، خصوصاً الموجودة لجهة منطقة برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية. وعن الإجراءات التي ستتخذ حال أكدت النتائج تلوث المياه، أوضح أن البداية ستكون بالتوقف عن استخدام هذه المياه.

من جهتها، أوضحت الاختصاصية البيئية نهاد عواد لـ"العربي الجديد"، أن "الفحوص التي تظهر أن المياه ملوثة كيميائياً وبيولوجياً، تظهر أيضاً وجود القولونيات والإشريكية القولونية، وهي بكتيريا مصدرها مياه مجاري الصرف الصحي. فالإشريكية القولونية (Escherichia coli) توجد عادة في الأمعاء الغليظة، ووجودها دليل على أن المياه ملوثة بالبراز".
العينة غير مطابقة للمواصفات 

وأعربت عواد عن استغرابها من كلام رئيس البلدية، مؤكدة أن البكتيريا الموجودة في المياه تسبب أمراضاً، خصوصاً الأطفال الرضع الذين يعجزون عن تجنب ابتلاعها، ما قد يعرضهم للإصابة بالسحايا.

وعددت عواد العوارض التي تسببها البكتيريا، قائلة: "تسبب الإسهال وأمراضاً عديدة في المسالك البولية. كما تسبب التهابات في الأمعاء والتهاب المرارة ومجرى البول. كما يؤدي تناول تلك المياه دوماً إلى التهاب في الرئتين". ولفتت عواد إلى أن العارضين الأبرز هما الالتهابات والإسهال. ونبهت من يعاني من آلام في البطن ومن إسهال وتعب وقيء وشعور بالإجهاد، بأنه ربما يكون قد تعرض للإصابة بالبكتيريا.

وختمت بالتشديد على ضرورة إجراء فحوصات للتأكد من مصدر التلوث، وضرورة إجرائها في فترات مختلفة من العام، "لأن شح المياه يزيد من نسبة التلوث"، بحسب قولها.
دلالات
المساهمون