أظهر تقرير إحصائي شهري صادر عن مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 615 فلسطينياً من الأرض الفلسطينية المحتلة، خلال شهر يوليو/ تمّوز الفائت، من بينهم 93 طفلاً، و9 نساء.
وأشارت مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان (نادي الأسير الفلسطيني، مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين)؛ ضمن ورقة حقائق أصدرتها اليوم، إلى أن سلطات الاحتلال اعتقلت 266 مواطناً فلسطينياً من مدينة القدس، و76 مواطناً فلسطينياً من محافظة رام الله والبيرة، والبقية توزّعوا في بقية محافظات الضفة الغربية و13 مواطناً فلسطينياً من قطاع غزة.
وبذلك بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتّى نهاية مايو/ أيّار الماضي، نحو 5700، منهم 37 سيدة، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال في سجون الاحتلال نحو 230 طفلاً، والمعتقلين الإداريين قرابة 500، وأصدرت سلطات الاحتلال خلال الشهر المنصرم 100 أمر إداري بين جديد وتجديد لأوامر صدرت سابقاً.
من جانب آخر، قالت "هيئة شئون الأسرى والمحرّرين": "إنه في تاريخ السادس عشر من يوليو/ تمّوز 2019، أعلنت إدارة سجون الاحتلال عن استشهاد الأسير نصار ماجد عمر طقاطقة (31 عاماً) من بلدة بيت فجار في محافظة بيت لحم، وذلك في زنازين سجن نيتسان الرملة، حيث كان يقبع في ساعاته الأخيرة".
وأوضحت أنه منذ تاريخ اعتقاله في الـ19 من حزيران/ يونيو الماضي حتى يوم الإعلان عن استشهاده، تعرّض لتحقيق قاسٍ ولظروف احتجاز قاهرة على يد المحققين والسجانين، عدا عن عمليات النقل المتكررة في مراكز التحقيق، واجه خلالها تفاقماً خطيراً على وضعه الصحي، حسب شهادات رفاقه الأسرى.
وبحسب المعطيات التي وصلت إلى مؤسسات الأسرى عقب استشهاده؛ فإن الشهيد طقاطقة تعرّض للتعذيب والإهمال الطبي خلال فترة التحقيق، حيث كان يقبع في الفترة الأولى من التحقيق بمركز تحقيق "المسكوبية"، ثم جرى نقله إلى مركز تحقيق في معتقل "الجلمة"، وأُدخل بعد ذلك إلى معتقل "مجدو"، حيث تعرّض للضّرب على يد السجانين.
وحسب نتائج التشريح الذي أُجري لجثمان الشهيد؛ فقد تبيّن أن سبب الوفاة المباشر نتج عن التهاب رئوي حادّ، مما يؤكد ما تعرّض له خلال فترة التحقيق من إهمال طبي وحرمان من العلاج المناسب، إضافة إلى ظروف التّحقيق الصّعبة، إلى أن استشهد وهو يصارع المرض وحيداً داخل زنزانته.
وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثمان الشهيد طقاطقة، استكمالاً لسياساتها التعسفية والانتقامية التي تمارسها بحق الأسرى خلال فترة اعتقالهم وحتى بعد استشهادهم، حيث تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 44 شهيداً.
واعتبرت مؤسسات الأسرى أن ما تعرّض له طقاطقة هو جريمة تندرج ضمن قائمة طويلة من الجرائم التي تنفذّها سلطات الاحتلال وأجهزتها المختلفة بحق الأسرى في سجونها، ومنها التعذيب الذي حرّمته القوانين والأعراف الدولية.
في سياق آخر، قالت مؤسسات الأسرى: "إن الأطفال الفلسطينيين الأسرى في سجون الاحتلال يعانون من ظروف احتجاز قاسية وغير إنسانية، تفتقر للحد الأدنى من المعايير الدولية لحقوق الأطفال وحقوق الأسرى، فهم يعانون من الاحتجاز في غرف لا تتوفر فيها التهوية والإنارة المناسبتين، كما يعانون من الإهمال الطبي وانعدام الرعاية الصحية، ونقص في الملابس ورداءة الطعام، وعدم توفر وسائل اللعب والترفيه والتسلية، بالإضافة إلى الانقطاع عن العالم الخارجي والحرمان من الزيارات العائلية، وعدم توفر مرشدين واختصاصيين نفسيين، علاوة على احتجازهم في سجون مع البالغين ومع أطفال جنائيين إسرائيليين، كما ويتعرضون للإساءة الّلفظية والضرب والعزل، والعقوبات الجماعية والغرامات الباهظة وغيرها".
وأشارت إلى أن الاحتلال واصل خلال الشهر الماضي استهدافه للأطفال القاصرين بالاعتقال والاستدعاء، حيث تمّ توثيق أكثر من 90 حالة اعتقال لأطفال فلسطينيين قاصرين، ما رفع عدد الأسرى الأطفال الإجمالي الحالي في سجون الاحتلال إلى 230 طفلاً، موزّعين بين سجون (عوفر ومجدو والدامون) وعدد منهم في مراكز التوقيف، فيما فُرضت بحقهم غرامات مالية.
وفي سابقة خطيرة تجاوزت كل المعايير الإنسانية والقانونية؛ استدعت سلطات الاحتلال للتّحقيق كلاً من: والد الطفل محمد ربيع عليان (4 سنوات) من العيسوية للتّحقيق معه، ووالد الطفل قيس فراس عبيد (6 سنوات) من ذات البلدة، للتحقيق بتهمة إلقاء الطّفلين الحجارة على مركبات الشرطة الإسرائيلية.
وشهد شهر يوليو/ تمّوز دخول 22 معتقلاً إدارياً بسجون الاحتلال في إضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري المستمرة بحق نحو 500 معتقل.