تقرير إسرائيلي يستعرض خيارات الردّ الإيراني على عقوبات "سناب باك" الأميركية

22 اغسطس 2020
تحدثت الصحيفة عن أن خطر الرد العسكري على عقوبات "سناب باك" قائم (عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -

رجحت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن تردّ إيران على خطة العقوبات التي أعلنتها الولايات المتحدة بعد رفض مجلس الأمن تمديد حظر السلاح على طهران، بضرب مصالح واشنطن وحلفائها في المنطقة سواء عبر البحر أو البر.

وفي تقرير أعده مراسلها للشؤون الإقليمية سيتث فرانتسمان، توقعت الصحيفة أن تلجأ إيران إلى توظيف "وكلائها" في المنطقة لتنفيذ الهجمات ضد الأهداف الأميركية رداً على رزمة العقوبات الأميركية المعروفة بـ"سناب باك". واستدركت أن إيران بإمكانها ضرب الأهداف الأميركية بشكل مباشر باستخدام ترسانتها من الصواريخ البالستية والصواريخ الموجهة، التي استثمرت فيها بكثافة، إلى جانب أنه بالإمكان توظيف الزوارق السريعة التي يملكها الحرس الثوري في تنفيذ الهجمات.

ورأت الصحيفة أن إعلان إيران قبل يومين عن تطوير صاروخ جديد، إلى جانب استعراض وسائل الإعلام الإيرانية ما تملكه طهران من طائرات من دون طيار ومركبات الترسانة الصاروخية والتباين في مدى هذه الصواريخ، أمور تدل على أن خطر الرد العسكري الإيراني على عقوبات "سناب باك" قائم.

ولفتت الصحيفة إلى أن إعلان الولايات المتحدة عزمها فرض العقوبات على إيران يتزامن مع الإعلان عن توصل الصين وإيران إلى اتفاق مبدئي حول تعاون طويل الأمد، ومع زيادة التوتر بين بكين وواشنطن على خلفية انتشار وباء كورونا، وبسبب الحرب التجارية بين الجانبين، مشيرة إلى أن طهران تأمل أنها عثرت على الحليف الذي بإمكانه التصدي للولايات المتحدة.

وبحسب الصحيفة، فإن هناك وجهتي نظر في إيران في كل ما يتعلق بطابع الردّ على قرار العقوبات الأميركية، الأولى يمثلها قائد فيلق القدس الجديد إسماعيل قاآني، الذي يرى وجوب توظيف "وكلاء" إيران في ضرب أهداف الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، مشيرة إلى أن قاآني زار أخيراً كلاً من سورية والعراق.

وأشارت إلى أن المليشيات العاملة في العراق عمدت أخيراً إلى استهداف محيط السفارة الأميركية في بغداد، وموقع للقوات الأميركية بالقرب من مطار المدينة، وقواعد عسكرية أخرى أثناء وجود رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في واشنطن، وذلك للتدليل على أن إيران هي صاحبة القرار في العراق.

ولفتت إلى أن المجموعات التابعة لإيران في العراق شنت في غضون 6 أشهر 30 هجوماً، استهدفت قوافل الإمدادات للقوات الأميركية هناك. ولم تستبعد الصحيفة أن ترد إيران بالطلب من المليشيات الحوثية بتكثيف الهجمات الصاروخية على العمق السعودي.

تنطلق طهران من افتراض مفاده أن الولايات المتحدة لن تكتفي بهذه العقوبات، بل ستتطلع إلى منعها من تصدير غازها إلى فنزويلا، إلى جانب خطط أخرى يمكن أن تفضي إلى أقصى ضغط ممكن عليها

وفي المقابل، فإن هناك في إيران، وبخلاف وجهة نظر قاآني، من يرى أن بإمكان طهران الرد على الولايات المتحدة بشكل مباشر وعبر استخدام قدراتها الذاتية، من خلال شن هجمات بواسطة الزوارق السريعة والصواريخ البالستية والصواريخ الموجهة والطائرات من دون طيار.

واستدركت أن إيران تعي تماماً أن قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي سترد على أي هجوم يفضي إلى سقوط ضحايا في الجانب الأميركي، سواء إذا حدثت هذه الهجمات في العراق أو إذا استهدفت قاعدة "التنف" الواقعة بالقرب من مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية.

واستبعدت الصحيفة أن يؤدي "حزب الله" دوراً في الرد على الولايات المتحدة، تحديداً في أعقاب قرار المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وفي أعقاب الانفجار الذي استهدف مرفأ بيروت.

وبحسب معد التقرير، فقد حدث أخيراً تراجع على مستوى التنسيق بين الحرس الثوي الإيراني و"حزب الله" في لبنان و"الحوثيين" في اليمن.

وعلى الرغم من إشارة الصحيفة إلى تعبير إيران عن غضبها في أعقاب الإعلان عن "اتفاق السلام" بين الإمارات وإسرائيل، إلا أن فرص شنها هجمات ضد القواعد الأميركية داخل الإمارات محدودة، على اعتبار أن الجيش الأميركي يحتفظ هناك بطائرات متطورة من طراز "أف 35"، بالإضافة إلى طائرات من دون طيار.

وأشارت الصحيفة إلى أن إيران بإمكانها الردّ باستهداف ناقلات النفط التي تتحرك من وإلى الموانئ الإماراتية، مستذكرة سلسلة الهجمات الإيرانية التي استهدفت قبل عامين ناقلات النفط في المنطقة.

ومما يعزز من دافعية إيران استهداف حلفاء الولايات المتحدة حقيقة أن هؤلاء الحلفاء، كما ترى الصحيفة، لم يحاولوا ردع طهران في أعقاب الهجمات التي نفذتها ضد أهدافهم، لا سيما الهجمات التي استهدفت المرافق النفطية السعودية، والهجمات التي يشنها الحوثيون.

ولفتت الصحيفة إلى أن إيران بإمكانها الردّ بالاكتفاء بتوظيف زوارقها العسكرية السريعة ومروحياتها فقط في "مضايقة" السفن الأميركية التي تتحرك في الخليج.

وأوضحت أن إيران غاضبة من قرار الولايات المتحدة محاولة فرض منظومة العقوبات التي أطلقت عليها "سناب باك"، مشيرة إلى أن طهران تنطلق من افتراض مفاده أن الولايات المتحدة لن تكتفي بهذه العقوبات، بل ستتطلع إلى منعها من تصدير غازها إلى فنزويلا، إلى جانب خطط أخرى يمكن أن تفضي إلى أقصى ضغط ممكن عليها.

المساهمون