وقالت مصادر كردية مقربة من حزب الاتحاد الديمقراطي لـ"العربي الجديد"، إن المجلس الوطني الكردي في سورية وحزب الاتحاد الديمقراطي يواصلان محادثاتهما المباشرة بإشراف الولايات المتحدة الأميركية، حيث يشمل الاتفاق السياسي المسائل المتعلقة بمستقبل الأكراد في سورية، بما في ذلك الموقف من "الحكومة السورية والمعارضة، والعلاقات مع دول الجوار والعديد من القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك".
وأوضح أن فرنسا أيضاً تدعم الجهود الأميركية لتحقيق تقارب بين الأطراف السياسية الكردية في سورية. وزار المبعوث الأميركي لشمال شرق سورية، وليام روباك، في 26 إبريل/ نيسان الماضي المنطقة، حيث التقى وهو ومساعدوه مع ممثلي 22 حزباً كرديا.
وقال مسؤول كردي رفيع فضل عدم الكشف عن اسمه لـ"العربي الجديد" إن حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي يتحاوران بحضور مسؤولين أميركيين، "وقد حلت المفاوضات نحو 80% من القضايا العالقة".
وأوضح أن القائد العام لـ"قوات سورية الديمقراطية (قسد) الجنرال مظلوم عبدي يشارك في الحوار ويسعى إلى إنجاحه بالرغم من وجود قوى مهمة في حزب الاتحاد الديمقراطي تسعى إلى إفشال الحوار.
وأضاف المسؤول أنه بعد الانتهاء من مناقشة الوضع السياسي، يتجه النقاش الآن إلى الوضعين العسكري والإداري. وحول الوضع العسكري، أوضح أن النقاش "يشمل موضوع التعاون بين البشمركة وقسد، وما هو مصير الكوادر الذين أتوا من جبال قنديل، وضرورة مغادرتهم".
وأوضح أنه في حين يدعم الجنرال مظلوم عبدي والرئيسة التنفيذية لمجلس سورية الديمقراطية إلهام أحمد الحوار، فإن هناك قوى وشخصيات تحاول عرقلته، مشيرا إلى أن عبدي وأحمد يريدان أن يشارك السوريون الكرد فقط في إدارة منطقتهم، وإبعاد "كوادر قنديل"، لافتاً إلى أن الوفدان الكرديان يتألفان من أربعة أشخاص لكل طرف.
ولفت المسؤول الكردي الرفيع إلى أن الأميركيين يحاولون إضعاف نفوذ "كوادر قنديل" كي لا يفقدوا السيطرة على "قسد" وعلى حزب الاتحاد الديمقراطي، ذلك أن "كوادر قنديل" مرتبطون بالنظام السوري وإيران.
وإضافة إلى واشنطن، أوضح أن لإقليم كردستان العراق دورا كبيرا في دفع هذا الحوار حيث يقوم الرئيسان مسعود بارزاني ونيجيرفان بارزاني بالضغط على الأطراف المتفاوضة لدفع الحوار إلى الأمام، "كما أن الأميركيين لا يقومون بأي تصرف من دون مشورة قيادات الإقليم، وواشنطن أبلغت طرفي الحوار بأن المرجعية الأساسية هي إقليم كردستان العراق".
وأعرب عن توقعه بأن يسفر الحوار عن بقاء الإدارة الحالية، لكن تحت مسمى جديد، و"سيكون هناك تمثيل لجميع مكونات المنطقة من كرد وعرب وسريان".
أبرز نقاط الاتفاق
من جهته، قال الصحافي الكردي مسعود عكو إنه لم يتم التطرق إلى مسألة عودة القوات الكردية السورية العاملة في إقليم كردستان، كون الملف العسكري متعلقاً بتفاهمات بين التحالف الدولي لمحاربة "داعش" وإقليم كردستان العراق و"قسد"، "ولا مانع مبدئيا من عودة تلك القوات إلى سورية".
وأوضح في منشور له على "فيسبوك" أن الاتفاق جرى على عدة نقاط، أهمها اعتبار القوى السياسية الكردية بأجمعها معارضة للنظام السوري، وضمان حرية العمل السياسي والحزبي في مناطق الإدارة الذاتية، وبقاء الملف الاقتصادي والمالي بيد الإدارة الذاتية، فهناك هيئات متخصصة لتوزيع تلك العائدات على مناطق شمال شرقي سورية كافة، وأن تكون ميزانية أحزاب المجلس الوطني الكردي مقدمة أيضاً من الإدارة الذاتية.
وحسب عكو، فإن المبعوث الأميركي إلى سورية جيمس جيفري طلب من رئيس الاستخبارات التركية حقان فيدان، عدم تدخل تركيا في هذه المفاوضات، وأن فيدان رد بأن تركيا "لن تشجع ولن تخرب هذه الخطوة وفق ما نقله جيفري للمسؤولين الأكراد".