لكن هذه التقديرات لم تحدّد موقع الضربة القادمة من "حزب الله" ولا حدَّتها. وأوضحت صحيفة "هآرتس"، أنّ التقديرات تشير إلى أنّ من شأن "حزب الله" أن يتريث قبل الرد على العملية، وأن يختار الرد بعملية خارج إسرائيل، وربما يسعى لتوجيه ضربة "نوعية" في العمق الإسرائيلي.
مع ذلك، فإنّ تحليلات الصحافة الإسرائيلية، تشير إلى أنّ الحسابات الإسرائيلية لا تتوقع بالرغم من التوتر الأمني ورفع مستوى التأهب، ردّاً من شأنه أن يكسر الوضع القائم، وذلك بفعل الظروف التي تحيط بـ "حزب الله" وخصوصاً، تورّطه في العمق السوري، بما في ذلك تشتّت قواته داخل سورية.
ووفقاً لهذه التقديرات، فإنّ "حزب الله" غير معني في المرحلة الحالية بالتصعيد مع إسرائيل، خصوصاً في ظل المعارك التي يخوضها في سورية، وكونه مُهاجَماً من منظمات "جهادية إسلامية سنية" مختلفة.
وأشارت هآرتس إلى أنّ عملية الأمس، تغير الظروف الإقليمية، لأنها قد تشكل تحدياً، يضطر الحزب إلى الرد عليه حتى لا يخسر هيبته أو مكانته في مواجهة الخصوم.
وفي "يديعوت أحرونوت"، سأل أليكس فيشمان، هل سيتمكّن الطرفان في نهاية المطاف من احتواء الأمر والاكتفاء بدورة محدودة من ردود الفعل، أم أنّ الأمر سيخرج عن سيطرة الطرفين، خصوصاً وأننا "أمام الامتحان"، في إشارة للانتخابات الإسرائيلية.
واعتبر فيشمان، أنّ الوضع على الحدود الشمالية، وتحديداً في سورية والجولان، يشبه في بعض جوانبه الوضع في قطاع غزة، لجهة عدم وجود عنوان رسمي (دولة)، ولكنه يختلف في الوقت ذاته، في سياق قوة الطرف الخصم، فحزب الله في وضع مغايرٍ جداً عن حركة "حماس"، سواء من حيث العتاد والسلاح، أم من حيث التدريب والخبرة التي اكتسبها عناصره في سورية.