تقدمت الجهود الرامية لبناء أول مسجد بتمويل حكومي في عاصمة اليونان أثينا خطوة كبيرة بالإعلان عن فوز تحالف شركات يونانية بمناقصة لبنائه.
وقالت وزارة البنى التحتية إن تجمعا من أربع شركات فاز بالمناقصة لبناء المسجد الذي يتكلف نحو 946 ألف يورو (1.27 مليون دولار) ويتوقع أن يستغرق تشييده ستة أشهر.
ولن يقام للمسجد -الذي تبلغ مساحته نحو ستمائة متر مربع- مئذنة، وسيشيد في قاعدة بحرية مهجورة بمنطقة فوتانيكوس، وهي حي صناعي يعاني من نقص الخدمات.
ولا يوجد في أثينا مسجد رسمي منذ حصل اليونانيون على الاستقلال عن العثمانيين عام 1832، وقد فشلت خطط سابقة لبناء مسجد منها واحدة خلال الاستعداد للألعاب الأولمبية لعام 2004. ووجهت جماعات حقوقية مثل منظمة العفو الدولية انتقادات لليونان لكونها واحدة من عواصم أوروبية قليلة لا يوجد بها أي مسجد.
وتسبب قرار حكومي في مايو/أيار الماضي يقضي بإحياء المشروع في ظل أصعب أزمة اقتصادية تواجهها البلاد، في اتساع هوة الانقسام داخل اليونان، حيث تزداد مشاعر العداء تجاه المهاجرين وتحظى الكنيسة الأرثوذكسية بنفوذ قوي.
وهدّد حزب الفجر الذهبي المنتمي لليمين المتطرف، بإعاقة خطة البناء، ورفع الأسقف سيرافيم بيريوس القضية إلى مجلس الدولة، أعلى محكمة إدارية بالبلاد.
ويقول المعارضون للمشروع إن نحو مليون يورو مبلغ كبير جدا بالنسبة لبلد يعتمد على المساعدات الأجنبية، ويكافح منذ ست سنوات للخروج من حالة ركود فقد على أثرها واحد من بين كل أربعة موظفين أعمالهم.
وتشير تقديرات جماعات مسلمة إلى أن أكثر من مائتي ألف مسلم من دول إسلامية منها باكستان وأفغانستان وبنغلاديش يعيشون بأثينا وحدها. وفي ظل عدم وجود مكان مناسب للعبادة يعتمد المسلمون على مساجد مؤقتة تقام بمرائب قديمة أو مستودعات، وكانت كثير منها هدفا لهجمات عنصرية.