عادت قضية تعذيب المعتقلين السوريين في سجون النظام إلى واجهة الأحداث، عقب الشهادة التي أدلى بها المصور العسكري السوري المعروف بـ "قيصر" أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس الأميركي يوم الخميس الماضي، حول موت السجناء تحت التعذيب في سجون النظام، وسط تقارير عن ارتفاع عدد ضحايا التعذيب في السجون بعد إجراء الانتخابات الرئاسية، إذ قضى أكثر من 300 شخص تحت التعذيب.
وعلى الرغم من حداثة شهادة الـ"قيصر"، غير أن قضية التعذيب داخل سجون النظام لم ترتبط فقط باندلاع الثورة قبل ثلاثة أعوام، بل تمتد إلى ما قبل ذلك بكثير، خصوصاً في مطلع الثمانينيات مع اندلاع المواجهة بين النظام و"الإخوان المسلمين". وتشير معطيات مختلفة إلى ارتفاع ملحوظ في عدد المتوفين تحت التعذيب في سجون النظام في الآونة الأخيرة ليصل إلى أربع حالات يومياً على الأقل.
وكان المصور العسكري المنشق قد سرّب نحو 55 ألف صورة من سجون النظام، لمعتقلين سوريين جرى تعذيبهم حتى الموت، وأكد في شهادته أن التعذيب كان ممنهجاً وعلى نطاق واسع، وشمل أطفالاً ونساءً وشباباً.
وانشق الـ"قيصر" وهرب خارج البلاد، ومعه 55 ألف صورة لـ11 ألف ضحية تم تعذيبها في سجون النظام حتى الموت، وقد عرّف عن نفسه أمام اللجنة الأميركية بأنّه كان قبل اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011 مجرد مصور في جيش النظام، غير أن مهمته عقب الثورة تحوّلت إلى مصور لجثث المعتقلين في السجون.
وأصدر مكتب مستشارة الأمن القومي الأميركي بياناً عقب لقاء مستشارة الأمن القومي الأميركي بنيامين رودس، ومستشار نائب الرئيس لشؤون الأمن القومي وجيك سوليفان، بـ"القيصر"، ذكر فيه أن الصور نقلت "آثار السلاسل المعدنية على الأجساد، والجثث الهزيلة لرجال ونساء وأطفال"، مضيفاً "قدمت الصور دليلا من أكثر الأدلة الموجعة للقلب التي تبيّن التكتيكات منزوعة الضمير التي يوظفها بشار الأسد للاحتفاظ بالسلطة".
وأثارت شهادة الـ"قيصر" مجدداً قضية المعتقلين السوريين لدى النظام، والذين تتراوح أعدادهم بين 150 و200 ألف شخص، فيما بلغ أعداد القتلى جراء التعذيب منذ بداية الثورة السورية نحو 6959 قتيلاً، منهم 464 في شهر يونيو/حزيران من العام 2014، بحسب إحصائية أصدرها مركز "إحصائيات الثورة السورية". كما أفادت الإحصائية نفسها بأنّ قوات النظام تعتقل مواطناً كل أربع دقائق، فيما يقتل أربعة آخرون يومياً، جراء التعذيب في معتقلاتها.
وكان مجلس الأمن ناقش في منتصف إبريل/نيسان الماضي، إمكانية "محاسبة النظام السوري على الجرائم المرتكبة في سجونه"، بطلب من فرنسا بعد الاستماع لتقرير أعدّه خبراء دوليون حول مقتل نحو 11 ألف معتقل تحت التعذيب على خلفية الصور التي سربها "قيصر"، والتي تأكد من مصداقيتها.
واللافت أيضاً كان ازدياد وتيرة الإعلان عن ضحايا التعذيب داخل معتقلات، في شهر يونيو/حزيران من العام الجاري، خصوصاً بعد إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية، إذ قضى أكثر من 300 شخص تحت التعذيب، بحسب التقرير الأخير لـ "الشبكة السورية لحقوق الإنسان".
بدوره، أشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إلى أنّ عدد الأشخاص الذين يلقون حتفهم في سجون النظام ارتفع منذ بداية العام بصورة "مخيفة". وأوضح أنّ عدد الضحايا الذين تمكّن من توثيق وفاتهم داخل المعتقلات منذ بداية العام وحتى يونيو/ حزيران الماضي بلغ 847 شخصاً بينهم 15 طفلاً قضوا خلال التعذيب، أو الإعدام الميداني أو سوء الأوضاع الصحية والإنسانية. ولفت إلى أن كثير من حالات الوفاة لا يعلن عنها ذووهم خوفاً من الملاحقة الأمنية، لذلك يعتقد المرصد أن العدد الحقيقي هو أكبر من الرقم.
أما منظمة "هيومن رايتس ووتش"، فأكّدت في تقرير لها أنّ "كثيرين أودعوا السجن لمجرد انتقاد السلطات أو تقديم مساعدة طبية لضحايا ثورة"، مشيرة إلى أنّ "التعذيب يحدث بشكل ممنهج، وأنّه يمثل سياسة دولة وجريمة ضد الإنسانية".
وفي السيّاق نفسه، تطرق تقرير أعدّه مركز "توثيق الانتهاكات في سورية"، إلى قضية المقابر الجماعية التي يدفن فيها ضحايا التعذيب، خصوصاً أولئك الذين يقضون في الفرع سيء الصيت المسمى "215"، كاشفاً عن أماكن دفنهم في مكانين رئيسين وهما مقبرة "نجها" قرب السيدة زينب بريف دمشق، ومقبرة المدينة الجنوبية "البحدلية" بريف دمشق.
وأوضح المركز أنّه يتم نقل جميع الموتى أو ممن هم "على حافة الموت"، إما إلى مستشفى (601) بالمزة، أو إلى "مستشتفى تشرين العسكري" في برزة، ومنه إلى مقابر جماعية، مشيراً إلى أنّ عمليات الدفن في تلك المناطق، تتم في سرّية تامة بإشراف قوات الجيش والأمن السوري.
وأكّد المركز في خلاصة بحثه أنّ الفرع 215 (سرية المداهمة والاقتحام ــ دمشق)، مسؤول عن آلاف حالات القتل خارج نطاق القضاء نتيجة أسباب مختلفة، مؤكّداً، وبحسب جميع الشهادات، أنّ جميع المعتقلين تعرّضوا للتعذيب، فضلاً عن عشرات حالات الإعدام، خاصة من أبناء محافظتي حمص ودرعا.
وطالب المركز في تقريره توثيق الانتهاكات وفتح تحقيق عاجل للإطلاع على حقيقة الوضع في شعبة المخابرات عموماً و(الفرع 215)، فضلاً عن سرية الاقتحام والمداهمة خصوصاً.
كما طالب منظمة "الصليب الأحمر الدولية" التقدّم بطلب عاجل لحكومة النظام السوري، لتفقد أوضاع المعتقلين في أماكن الاحتجاز السرّية. ويدعو "الائتلاف الوطني" السوري المعارض إلى الضغط بكل الوسائل للوصول إلى تفتيش دولي على سجون ومعتقلات النظام السوري.
وانشق الـ"قيصر" وهرب خارج البلاد، ومعه 55 ألف صورة لـ11 ألف ضحية تم تعذيبها في سجون النظام حتى الموت، وقد عرّف عن نفسه أمام اللجنة الأميركية بأنّه كان قبل اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011 مجرد مصور في جيش النظام، غير أن مهمته عقب الثورة تحوّلت إلى مصور لجثث المعتقلين في السجون.
وأصدر مكتب مستشارة الأمن القومي الأميركي بياناً عقب لقاء مستشارة الأمن القومي الأميركي بنيامين رودس، ومستشار نائب الرئيس لشؤون الأمن القومي وجيك سوليفان، بـ"القيصر"، ذكر فيه أن الصور نقلت "آثار السلاسل المعدنية على الأجساد، والجثث الهزيلة لرجال ونساء وأطفال"، مضيفاً "قدمت الصور دليلا من أكثر الأدلة الموجعة للقلب التي تبيّن التكتيكات منزوعة الضمير التي يوظفها بشار الأسد للاحتفاظ بالسلطة".
وأثارت شهادة الـ"قيصر" مجدداً قضية المعتقلين السوريين لدى النظام، والذين تتراوح أعدادهم بين 150 و200 ألف شخص، فيما بلغ أعداد القتلى جراء التعذيب منذ بداية الثورة السورية نحو 6959 قتيلاً، منهم 464 في شهر يونيو/حزيران من العام 2014، بحسب إحصائية أصدرها مركز "إحصائيات الثورة السورية". كما أفادت الإحصائية نفسها بأنّ قوات النظام تعتقل مواطناً كل أربع دقائق، فيما يقتل أربعة آخرون يومياً، جراء التعذيب في معتقلاتها.
وكان مجلس الأمن ناقش في منتصف إبريل/نيسان الماضي، إمكانية "محاسبة النظام السوري على الجرائم المرتكبة في سجونه"، بطلب من فرنسا بعد الاستماع لتقرير أعدّه خبراء دوليون حول مقتل نحو 11 ألف معتقل تحت التعذيب على خلفية الصور التي سربها "قيصر"، والتي تأكد من مصداقيتها.
بدوره، أشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إلى أنّ عدد الأشخاص الذين يلقون حتفهم في سجون النظام ارتفع منذ بداية العام بصورة "مخيفة". وأوضح أنّ عدد الضحايا الذين تمكّن من توثيق وفاتهم داخل المعتقلات منذ بداية العام وحتى يونيو/ حزيران الماضي بلغ 847 شخصاً بينهم 15 طفلاً قضوا خلال التعذيب، أو الإعدام الميداني أو سوء الأوضاع الصحية والإنسانية. ولفت إلى أن كثير من حالات الوفاة لا يعلن عنها ذووهم خوفاً من الملاحقة الأمنية، لذلك يعتقد المرصد أن العدد الحقيقي هو أكبر من الرقم.
أما منظمة "هيومن رايتس ووتش"، فأكّدت في تقرير لها أنّ "كثيرين أودعوا السجن لمجرد انتقاد السلطات أو تقديم مساعدة طبية لضحايا ثورة"، مشيرة إلى أنّ "التعذيب يحدث بشكل ممنهج، وأنّه يمثل سياسة دولة وجريمة ضد الإنسانية".
وفي السيّاق نفسه، تطرق تقرير أعدّه مركز "توثيق الانتهاكات في سورية"، إلى قضية المقابر الجماعية التي يدفن فيها ضحايا التعذيب، خصوصاً أولئك الذين يقضون في الفرع سيء الصيت المسمى "215"، كاشفاً عن أماكن دفنهم في مكانين رئيسين وهما مقبرة "نجها" قرب السيدة زينب بريف دمشق، ومقبرة المدينة الجنوبية "البحدلية" بريف دمشق.
وأوضح المركز أنّه يتم نقل جميع الموتى أو ممن هم "على حافة الموت"، إما إلى مستشفى (601) بالمزة، أو إلى "مستشتفى تشرين العسكري" في برزة، ومنه إلى مقابر جماعية، مشيراً إلى أنّ عمليات الدفن في تلك المناطق، تتم في سرّية تامة بإشراف قوات الجيش والأمن السوري.
وأكّد المركز في خلاصة بحثه أنّ الفرع 215 (سرية المداهمة والاقتحام ــ دمشق)، مسؤول عن آلاف حالات القتل خارج نطاق القضاء نتيجة أسباب مختلفة، مؤكّداً، وبحسب جميع الشهادات، أنّ جميع المعتقلين تعرّضوا للتعذيب، فضلاً عن عشرات حالات الإعدام، خاصة من أبناء محافظتي حمص ودرعا.
وطالب المركز في تقريره توثيق الانتهاكات وفتح تحقيق عاجل للإطلاع على حقيقة الوضع في شعبة المخابرات عموماً و(الفرع 215)، فضلاً عن سرية الاقتحام والمداهمة خصوصاً.
كما طالب منظمة "الصليب الأحمر الدولية" التقدّم بطلب عاجل لحكومة النظام السوري، لتفقد أوضاع المعتقلين في أماكن الاحتجاز السرّية. ويدعو "الائتلاف الوطني" السوري المعارض إلى الضغط بكل الوسائل للوصول إلى تفتيش دولي على سجون ومعتقلات النظام السوري.