يعاني سكان محافظة المحويت غربي اليمن، من تفشي وباء الكوليرا بشكل واسع في غالبية المديريات، في ظل تدني الخدمات الصحّية بالمحافظة وفي اليمن بشكل عام، بسبب الصراع الدموي المتواصل منذ سنوات.
وقال الناشط الإنساني سعد الحفاشي لـ"العربي الجديد"، إن "وباء الكوليرا تفشى أخيراً في جميع مديريات المحويت بشكل مُخيف وغير مسبوق. تمتلئ المستشفيات والمرافق الصحّية بالمصابين، وهناك زحام شديد في مراكز العلاج بالمحافظة، وأغلب المرضى حالتهم الصحّية حرجة، ولا يجدون أسرّة للرقود عليها، كما أن حالات الإصابة في تزايد مستمر".
وأشار الحفاشي إلى وجود تسعة مراكز لعلاج الكوليرا في المحويت، فيما بقية المراكز المستخدمة في العلاج عبارة عن غرف أو خيام يتم استقبال المرضى فيها وإعطاؤهم محاليل الإرواء والمحاليل الوريدية، مشدداً على أهمية نقل المصابين إلى مراكز علاج الكوليرا، "لأنه يمكن أن يموت المصاب خلال ساعتين أو ثلاث إذا لم يتلق العلاج اللازم".
وأوضح: "لا تتوفر إمكانيات العلاج في المستشفيات والمراكز الصحّية، والأدوية والمحاليل الخاصة بمكافحة الكوليرا المتوفرة حالياً سوف تنفد خلال أسبوع على أقصى تقدير"، داعياً وزارة الصحّة والمنظمات العاملة في المجالين الإنساني والصحّي إلى سرعة توفير الأدوية والمحاليل المكافحة للوباء للحدّ من انتشاره والتخفيف عن المرضى.
وفي السياق، أكد مصدر في مكتب صحة المحويت، أن الانتشار الكبير لوباء الكوليرا في المحافظة يُنذر بموجة جديدة يصعب تلافيها، ولا سيما في ظل الإمكانيات الضعيفة للمنظومة الصحّية في البلاد.
وأضاف المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن "عدد حالات الاشتباه بالإصابة في المحويت منذ يناير/ كانون الثاني الماضي بلغت 4064 شخصاً، وتوفي منهم 9 أشخاص بالفعل، كما سجلت السلطات الصحّية في المحافظة أكثر من 21 ألف حالة إصابة خلال عام 2018، وتوفي منهم 31 شخصاً".
وحسب وزارة الصحّة والسكان في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن إجمالي عدد حالات الإصابة والاشتباه بالكوليرا في اليمن منذ بداية 2019 بلغ أكثر من 80 ألفاً، توفي منهم 120 شخصاً حتى الآن.