أفادت مصادر ميدانية سورية، بسقوط قتلى وجرحى من عناصر قوات النظام، ليل الأربعاء ـ الخميس، إثر تفجير كتائب المعارضة المسلحة تلة السوادي، في معسكر وادي الضيف، بريف إدلب الجنوبي، بعدما بدأت كتائب المعارضة المسلحة في ريف حماة الشمالي، يوم الأربعاء، معركة تحت شعار "الثأر لحمص"، نجحت من خلالها في السيطرة على مستودعات الرحبة العسكرية، بموازاة اتفاق كتائب مقاتلة في دير الزور على تحييد المدينة عن الصراع الدائر.
وقال الصحافي، خالد الخلف، لـ "العربي الجديد"، إن ما لا يقل عن عشرين عنصراً من قوات النظام قتلوا، وجرح عدد آخر، خلال التفجير الذي نسف تلة السوادي، قرب مبنى قيادة معسكر الضيف.
ولفت إلى أن التلة التي تنصب قوات النظام حاجزاً فيها، تعد أهم تجمع عسكري في المنطقة، وآخر المقرات العسكرية، وتعد قاعدة للقصف الصاروخي والمدفعي على ريف معرة النعمان.
من جهته، أوضح مدير شبكة "سوريا مباشر" المعارضة، علي باز، لـ "العربي الجديد" أن التفجير شمل حاجز بيت الأزوط أيضاً"، مشيراً إلى أن العملية تمت "بواسطة مقاتلي الجبهة الإسلامية ولواء فجر الإسلام وفيلق الشام، من خلال كمية كبيرة من المتفجرات زرعت عبر أنفاق تحت الأرض أسفل الحاجزين".
وبث ناشطون شريطاً مصوراً على موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب" يظهر لحظة التفجير الضخم، الذي أدى إلى انهيار التلة وتصاعد أعمدة الدخان في المنطقة، ترافقها أصوات التكبيرات التي تسمع من خلال التسجيل.
ويأتي ذلك بعد عشرة أيام على تفجير مماثل لكتائب المعارضة، استهدف حاجز الصحابة العسكري في منطقة وادي الضيف، وأسفر عن سقوط أربعين قتيلاً، وعشرات الجرحى لقوات النظام.
وتشهد مناطق في ريف إدلب الجنوبي تطورات مهمة للمعارضة السورية، نجحت من خلالها في السيطرة على عدد من الحواجز العسكرية، بهدف كسر إمدادات قوات النظام وفتح طريق يمتد من إدلب إلى حماة.
إلى ذلك، بدأت كتائب المعارضة المسلحة في ريف حماة الشمالي، يوم الأربعاء، معركة تحت شعار: "الثأر لحمص"، نجحت من خلالها في السيطرة على مستودعات الرحبة العسكرية، وأفاد بيان صادر عن "كتائب إسلامية" وأخرى تابعة لـ"الجيش الحر"، وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، بأنه تقرر إنشاء غرفة عمليات "فتحٌ من الله"، بهدف السيطرة على الطريق العام حماه ـ محردة، وصولاً إلى مطار حماة العسكري، غربي المدينة.
وأعلنت الغرفة معركة "الثأر لحمص"، والتي بدأت بالسيطرة على مستودعات الرحبة العسكرية، المجاورة لبلدة خطاب بريف حماة الشمالي، إضافة إلى تدمير دبابتين، خلال معارك عنيفة مع قوات النظام.
وقال الناشط الإعلامي، محمد الصالح، لـ"العربي الجديد"، إن "الاشتباكات أسفرت عن سقوط شهيدين من الثوار، أحدهما قائد ميداني، وعدد من الجرحى، بينما قُتل وجرح عدد كبير من عناصر قوات النظام"، مشيراً إلى أن "المقاتلين استهدفوا مطار حماة العسكري بصواريخ غراد، ما أسفر عن إصابات مباشرة".
وتأتي تسمية المعركة، بعد خمسة أيام من سيطرة الجيش السوري، مدعوماً بمقاتلي حزب الله، على مدينة حمص، إثر اتفاق أبرم بين قوات النظام والمعارضة بإشراف الأمم المتحدة، قضى بخروج المسلحين من المدينة، وإدخال مساعدات إنسانية إلى بلدتي نبل والزهراء، اللتين يحاصرهما مقاتلون معارضون في ريف حلب الشمالي.
وفي تطور آخر، اتفقت فصائل وألوية تابعة للمعارضة في دير الزور، شرقي البلاد، على اعتبار المدينة خطاً أحمراً، وتجنيبها جميع الصراعات الدائرة، لكونها ساحة معركة مع قوات النظام، حسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان".
وركزت بنود البيان على منع جميع الفصائل المقاتلة نقل الصراع إلى داخل المدنية، مهددة الفصيل الذي يقتحم المدينة، بأنه سيكون خصماً لكل الفصائل وستتم مقاتلته، ولفتت إلى أن "الهيئة الشرعية القضائية في المدينة، هي الجهة الشرعية المعترف بها".
ويشهد ريف دير الزور، ومناطق من المدينة، معارك طاحنة بين تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وبين كتائب إسلامية أخرى، أبرزها "جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية"، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وفي دمشق، أفاد مدير شبكة "سوريا مباشر" المعارضة، لـ"العربي الجديد"، بأن "وقفاً لإطلاق النار في حيي القدم والعسالي جنوبي العاصمة، دخل حيّز التنفيذ منذ منتصف الليل، الثلاثاء ـ الأربعاء"، مشيراً إلى أن "الاتفاق تم بين كتائب الثوار وجيش النظام على وقف إطلاق النار لمدة أسبوع قابل للتجديد، إذا لم يحدث أي خرق للاتفاق".
مقتل 850 معتقلاً
أعلنت منظمة حقوقية سورية، اليوم الأربعاء، أنها "تمكنت من توثيق مقتل نحو 850 معتقلاً تحت التعذيب في سجون النظام منذ بداية العام الجاري، بينهم 15 طفلاً و6 سيدات".
وفي بيان، حصلت وكالة "الأناضول" على نسخة منه، أعلن "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أنه جرى "توثيق مقتل 847 معتقلاً تحت التعذيب في سجون وأقبية الأفرع الأمنية والثكنات العسكرية التابعة للنظام، وذلك منذ بداية العام الجاري وحتى مساء أمس، الثلاثاء، ومن بينهم 15 طفلاً و6 سيدات".