تفجير مجهول المصدر داخل معسكر تابع لكتائب "حزب الله" شمال بغداد

20 اغسطس 2019
من موقع التفجير (تويتر)
+ الخط -
قال مسؤول عراقي في جهاز الشرطة العراقية بمحافظة صلاح الدين شمالي العراق الثلاثاء، إن انفجاراً وقع داخل معسكر تتشارك به مليشيا كتائب "حزب الله" و"جند الإمام" يقع في منطقة البوحشمة ضمن قضاء بلد، 85 كم شمالي بغداد، وعلى مقربة من قاعدة جوية للجيش العراقي، تسبب بتساقط صواريخ وشظايا على قرى ومنازل مجاورة.

ووصل وزير الدفاع العراقي نجاح الشمري، برفقة رئيس أركان الجيش عثمان الغانمي، إلى موقع التفجير. وقالت مصادر أمنية محلية لـ"العربي الجديد"، إن الوزير اجتمع فور وصوله بضباط الجيش المسؤولين عن القاطع الذي وقع فيه التفجير، فضلاً عن إجرائه اتصالات بقيادات "الحشد" في محاولة لوقف تداعيات التفجير الذي تسبب بتطاير صواريخ وقذائف على منازل سكنية قريبة.

والتفجير هو الثاني من نوعه خلال أسبوع، الذي يطاول معسكراً لفصائل الحشد الشعبي بعد تفجير مماثل أول أيام عيد الأضحى جنوبي بغداد، واتهمت قيادات بالحشد طائرات تابعة للاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراءه.

وقال عقيد في شرطة صلاح الدين لـ"العربي الجديد"، إن "التفجيرات الثانوية الناجمة عن انفلاق قذائف وصواريخ ما زالت قائمة، وتم فرض حظر تجوال في المنطقة بالكامل بعد تطاير قسم منها على قرى ومناطق مجاورة". يعتبر الفصيلان من أبرز المليشيات العراقية المحسوبة على الحرس الثوري الإيراني.
وبيّن أن المعسكر يضم مستودعات ومخازن سلاح تتبع "حزب الله" و"جند الإمام"، ويعتبر الفصيلان من أبرز المليشيات العراقية المحسوبة على الحرس الثوري 
الإيراني.

وتناقل ناشطون صوراً تظهر حرائق وألسنة لهب ودخاناً تتصاعد من المقر، فيما أكد قرويون تسجيل إصابات بين عدد من المواطنين، نتيجة سقوط مقذوفات حربية على منطقة زور البوحشمة القريبة من المعسكر، ولا يعرف ما إذا كانت هناك خسائر في صفوف المليشيات نفسها أم لا.

وقال شهود عيان على مقربة من المكان لمراسل "العربي الجديد"، إنهم شاهدوا سيارات إسعاف تدخل المعسكر، كما شوهدت قوات كبيرة من "الحشد" تتجمع في المنطقة ذاتها، متحدثين عن سماعهم أصوات انفجارات أعقبت الحريق والانفجارات الثانوية داخل المعسكر.


إلى ذلك، أكدت مديرية الدفاع المدني أن التفجير وقع في أحد معسكرات "الحشد الشعبي"، موضحة في بيان أن فرقها تحاول السيطرة على حريق نشب في أحد أكداس العتاد.

وبيّنت مصادر أمنية أن مدير الدفاع المدني العراقي، اللواء كاظم سلمان، توجه من بغداد إلى مدينة بلد، للإشراف على إجراءات السيطرة على الحريق.

وقالت فرق الدفاع المدني الموجودة في مقر التفجير، إنها تمكنت من إبعاد النيران عن 6 مخازن عتاد مجاورة للحريق الذي نشب في بلد.

وأكد مدير الدفاع المدني العراقي أن 10 فرق توجهت إلى مقر التفجير بأمر من وزير الداخلية، موضحاً في تصريح صحافي أن الحادث هو عبارة عن انفجار في كدس عتاد في مقر لـ"الحشد" ملاصق لقاعدة بلد الجوية.

كما ذكرت فضائيات محلية أن القوات الأميركية الموجودة في قاعدة بلد الجوية، قامت بإخلاء عناصرها إلى الملاجئ تحسباً لحدوث أي طارئ.

وفي السياق، قال عضو البرلمان العراقي عبد الأمير نجم أن الطيران الأميركي والإسرائيلي مستمر بخرق الأجواء العراقية، وهو المتهم الأول بعمليات قصف مقارّ "الحشد الشعبي"، مؤكداً خلال تصريح صحافي أن قرار رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي المفاجئ؛ بحظر الطيران فوق الأجواء العراقية، وحصر الموافقة بيديه شخصياً، "أمور تمثل دليلاً واضحاً على علم رئيس الوزراء بالاختراق الأميركي والإسرائيلي".


من جانبه، قال عضو البرلمان العراقي عن تحالف "صادقون"، الجناح السياسي لمليشيا "عصائب أهل الحق" محمد البلداوي، إن التفجيرات التي وقعت في بلد كانت ناجمة عن قصف جوي، موضحاً في تصريح نقلته قناة فضائية تابعة لـ"الحشد" أن التفجيرات تهدف لإضعاف القوات العسكرية العراقية.

وأشار إلى أن "الاستهدافات المتكررة تريد إضعاف القوات الأمنية بمختلف صنوفها، وجعلها غير قادرة على حماية البلاد، مؤكداً أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية أثبت فشله في حماية الأجواء العراقية.

ويأتي هذا التفجير بعد خمسة أيام على قرار لعبد المهدي، ألغى فيه جميع تصاريح الطيران في الأجواء العراقية والخاصة بالطيران الأجنبي، على خلفية تفجير في مستودع للسلاح والذخيرة يتبع مليشيا "كتائب سيد الشهداء"، أحد الفصائل العراقية المسلحة المرتبطة بـ"الحرس الثوري الإيراني" جنوبي العاصمة بغداد، ما أسفر عن سقوط قتيل وإصابة 29 شخصاً حسب وزارة الصحة العراقية، إضافة إلى خسائر مادّية كبيرة في المقر وبمنازل مجاورة منه، بسبب تساقط شظايا صواريخ وقذائف من داخل المستودع، وسط ترجيحات بأن التفجير قد يكون ناجماً عن قصف جوي.