تفجير أبراج كهرباء العراق يقوّض الإنتاج

06 فبراير 2017
انقطاعات متكررة للكهرباء في العراق (Getty)
+ الخط -
عادت ظاهرة تفجير أبراج نقل الطاقة الكهربائية إلى الواجهة مرة أخرى في العراق لتطيح عدداً كبيراً منها في مناطق مختلفة، ما أسفر عن نقص كبير في الكهرباء، فيما فشلت قوات الأمن في حماية بُنى تحتية كهذه.
وكشفت مصادر من وزارة الكهرباء عن تراجع فرص زيادة إنتاج الطاقة بسبب عمليات تفجير الأبراج الناقلة بين آونة وأخرى، والتي تستغرق وقتاً طويلا في عمليات الإصلاح وإعادة تأهيل الأبراج والأسلاك الناقلة العملاقة.

وأوضحت المصادر لـ "العربي الجديد" أن ظاهرة استهداف أبراج نقل الطاقة الكهربائية سببت فقداناً كبيراً في الطاقة وخسائر في المعدات والأجهزة وصرف مبالغ كبيرة على إعادة تأهيل الأبراج والأسلاك المتضررة، بينما لم تتمكن السلطات الأمنية حتى اليوم من تأمينها.
وذكر بيان لوزارة الكهرباء مساء أول من أمس الأحد، أن عشرة أبراج عملاقة لنقل الطاقة الكهربائية تعرضت للتفجير بعبوات ناسفة أسفرت عن سقوطها في مناطق شمال سامراء (120 كلم شمال بغداد).

وأوضح البيان أن خطوط نقل الطاقة في مناطق شمال سامراء والدور وملا عبد الله، تعرضت لتفجير بعبوات ناسفة أسفر عن سقوط عشرة أبراج ناقلة وانفصال الخطين المغذيين عن الخدمة.
وكشف المتحدث باسم الوزارة مصعب المدرس في تصريح صحافي أن هذه التفجيرات والأعمال التخريبية التي استهدفت أبراج نقل الطاقة الكهربائية أسفرت عن توقف محطات كهرباء تحويلية وانقطاعها عن مدن عدة.
وقال مهندسون أن طريقة استهداف أبراج الطاقة من قبل الجماعات المسلحة تركز على قطع إمدادات الطاقة من محطات التوليد إلى باقي المدن العراقية عبر ضرب أبراج النقل العملاقة الممتدة عبر المناطق الصحراوية.
وأوضح المهندس الاستشاري لدى الحكومة، عبد السميع الزبيدي أن هذه التفجيرات تضرب أبراج النقل المارة عبر المناطق الصحراوية، التي تزود المدن بالطاقة من محطات التوليد.

وبين الزبيدي لـ"العربي الجديد" أن "وزارة الكهرباء في تواصل مع وزارة الداخلية بشأن توفير الحماية اللازمة لأبراج نقل الطاقة، ولكن الأمر صعب للغاية، فتلك الأبراج ممتدة إلى مئات الكيلومترات عبر مناطق صحراوية شاسعة لا يمكن تأمينها بالكامل.
وتعرضت خطوط نقل الطاقة الكهربائية بين العراق وإيران في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إلى الاستهداف بعبوات ناسفة أسفرت عن سقوط برجين ناقلين، ما تسبب في فقدان 400 ميغاوات من الطاقة الكهربائية عن البلاد.
سبق ذلك عملية استهداف مماثلة لأبراج نقل الطاقة شمال بغداد تسبب بفقدان نحو 250 ميغاوات من الطاقة عن العاصمة وضواحيها.
وشهدت السنوات الماضية عمليات استهداف مستمرة لأبراج نقل الطاقة في المناطق الصحراوية شمال ووسط وغرب البلاد سبب نقصاً حاداً في الطاقة الكهربائية وتقليصاً في ساعات التجهيز وتراجعاً في فرص زيادة الإنتاج.

وتؤثر عمليات استهداف أبراج نقل الطاقة الكهربائية على ساعات إمداد المدن العراقية بالطاقة ضمن الجدول المحدد من قبل الوزارة ما ينعكس سلباً على حياة المواطنين وأعمالهم.
ويقول خبراء إن العراق بحاجة إلى ما بين 20 - 30 ألف ميغاوات من الطاقة الكهربائية لتغطية النقص الحاد في خدمات الطاقة في عموم البلاد وتشغيل عشرات المصانع المتوقفة بسبب نقص الطاقة.
ويقول عامر الربيعي المتخصص في شؤون الطاقة: "البلاد بحاجة إلى ما بين 25 ألف ميغاوات في المتوسط، ربعها تخصص للعاصمة بغداد بهدف توفير طاقة مستمرة على مدار اليوم، ولكن ما يتوفر حالياً لا يزيد على 13 ألف ميغاوات فقط".
وأضاف الربيعي لـ "العربي الجديد" أن عمليات استهداف وتفجير أبراج نقل الطاقة المستمرة منذ عام 2003 دون توقف قوضت مساعي زيادة الإنتاج التي تقوم بها الوزارة.



المساهمون