تفجيرات متكرّرة في أعزاز السورية: استهتار أمني ضحيته المدنيون

07 يناير 2017
"داعش" المتّهم الأول في تلك التفجيرات (محمد نور/الأناضول)
+ الخط -
أظهر تكرار العمليات التفجيرية في مدينة أعزاز، شمال غربي مدينة حلب، هشاشة الوضع الأمني، في ظل سيطرة فصائل من المعارضة المسلحة على المدينة، ومعبرها المؤدي إلى الأراضي التركية، الذي تأتي أهميته بعد معبر باب الهوا المقابل لإدلب، حيث تدخل منه معظم المساعدات للمخيمات التي يقطنها مئات آلاف النازحين.

وبحسب "الدفاع المدني" في المدينة، فقد تجاوز عدد القتلى 60، بالإضافة إلى 150 جريحاً، نتيجة انفجار صهريج محروقات، اليوم السبت، أمام مبنى "المحكمة الشرعية" وسط المدينة، كما أسفر الانفجار أيضًا عن دمار كبير في المحال التجارية، وتسبب بحرائق إضافة لقطع الطريق، وإعاقة وصول سيارات الإطفاء والدفاع المدني إلى المكان.

وأوضح مصدر في "الدفاع المدني" لـ"العربي الجديد" أن "الانفجار أخرج مباني المحكمة الشرعية، والبلدية، من الخدمة بشكل كامل، إضافة إلى مركز الرعاية الصحية الأولية، الذي يخدّم مئات السكان، وخاصة قاطني المخيمات القريبة، المحيطة بمدينة أعزاز، والتي تتجاوز الـ20 مخيماً.

وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة تفجيرات استهدفت المدينة خلال عشرة أيام، أدّت إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى، في صفوف المدنيين ومقاتلي "الجيش الحر"، الذين يقيمون حواجز للتفتيش على أطراف المدينة.

واتهم الصحافي عدنان الحسين تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بالوقوف وراء مثل هذه الحوادث، بغية ضرب الحاضنة الشعبية لـ"الجيش الحر"، إضافة إلى خلخلة الصفوف الخلفية للمعارضة، في ظل المعارك الدائرة بين الطرفين على مشارف مدينة الباب الاستراتيجية، التي ما زال يسيطر عليها التنظيم".


وأشار إلى أنّ ثمة "استهتاراً واضحاً من قبل الفصائل العسكرية، يدل عليه تكرار مثل هذه العمليات التفجيرية، التي باتت تؤرق السكان في المنطقة"، لافتاً إلى أنّ "السبب وراء الاستهتار عائد إلى "التنافس الحاصل بين الفصائل في المدينة، وإرادة كل فصيل الاستئثار بالمراكز والدوائر الرئيسية فيها، إضافة إلى عدم قدرة عناصر الحواجز على إيقاف سيارات الفصائل العسكرية على الحواجز من أجل التفتيش".

ومن جانبه، عبّر أبو محمد، وهو أحد سكان مدينة أعزاز، عن امتعاضه، من كثرة الوجود العسكري في المدينة، متهماً الفصائل بأنها السبب وراء هجمات "داعش" المتكررة، موضحاً أنّ "المدنيين طالبوا الفصائل بالخروج من بين الأبنية السكنية في كثير من المرات، لكن الفصائل لا تستجيب لهذه المطالب".

وقال أبو محمد لـ"العربي الجديد": "يقطن مدينة أعزاز عشرات آلاف المدنيين، ومعظمهم نازحون من المناطق التي تشهد صراعاً، وباتت الوجهة الوحيدة للمهجّرين الحلبيين الذين غادروا منازلهم، حديثاً، كما أنها أصبحت قبلة للتجار وأصحاب رؤوس الأموال، وتكرار مثل هذه العمليات دفع العديد من الناس للفرار باتجاه تركيا، وترك منازلهم وأشغالهم".

وتعرّضت أعزاز، سابقاً، لعدة تفجيرات بسيارات مفخخة أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، وعناصر المعارضة السورية المسلحة، وتبناها لاحقاً تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).


وفي سياق متّصل، ذكر مركز حلب الإعلامي، أنّ المعارضة السورية المسلحة، ضبطت، أمس الجمعة، سيارة مفخخة على الطريق الواصل بين بلدتي الوقف وتلعار، جنوب بلدة الراعي في ريف حلب الشمالي.

المساهمون