وشنت طائرات، يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي، غارات، أمس الخميس، على مدينة العشارة في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، ما أسفر عن سقوط ضحايا بين المدنيين. كما طاولت الغارات مدينة البوكمال وريفها والحسينية وبقرص فوقاني وبادية الميادين، فيما قتل عدد من المدنيين جراء قصف مدفعي على بلدة ذبيان في ريف دير الزور الشرقي. يأتي ذلك بعد يوم من مقتل أكثر من 40 مدنياً وإصابة العشرات في غارات للطيران الروسي على العبارات المائية قرب قرية القورية، شرق دير الزور. كما قتل 13 مدنياً بغارات جوية استهدفت الأحياء السكنية في مدينة البوكمال، شرق دير الزور.
من جهتها، ذكرت قوات النظام أنها سيطرت على عدة أحياء في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، بعد معارك مع "داعش". وأعلنت قوات النظام، المدعومة بالحرس الثوري الإيراني، أنها شنت هجوماً على مدينة الميادين، بتمهيد جوي وصاروخي عنيف، من جهة بادية الميادين الجنوبية وجهة كتيبة المدفعية، سيطرت خلاله على الطريق بين مدينة دير الزور وريف دير الزور الشرقي من جهة بلدة مراط فوقاني. وقال نشطاء إن "داعش" استقدم مزيداً من التعزيزات العسكرية مما يسمى "جيش الخلافة" إلى محاور الجبهات مع قوات النظام و"قوات سورية الديمقراطية". وأضاف النشطاء أن التنظيم يعمل في إطار تكتيكاته الحربية الجديدة على استدراج قوات النظام إلى بعض المناطق حيث ينصب لها الكمائن، وقد قتل العشرات منهم، كما حدث في منطقتي حطلة ومحكان. وذكرت وكالة "أعماق"، التابعة للتنظيم، أن 15 عنصراً من قوات النظام قتلوا خلال المواجهات في قرية حطلة، شمالي مركز مدينة دير الزور، التي تقدمت إليها قوات النظام وسيطرت على أجزاء منها. وقالت مصادر محلية إن مقاتلي "داعش" في قرية محكان في ريف دير الزور الشرقي نفذوا عملية التفاف على قوات النظام، بعد أن تنكروا بزي عناصر النظام، ودارت إثر ذلك مواجهات بين الجانبين، قتل خلالها العشرات من قوات النظام والمليشيات المساندة له.
الرقة ليست أحسن حالاً
وعلى صعيد العمليات العسكرية، أعلنت "قسد" أنها أحرزت مزيداً من التقدم ضمن حملة "عاصفة الجزيرة"، إذ تقدمت أكثر من 5 كيلومترات، وسط اشتباكات مع "داعش". وذكرت "قسد"، على موقعها الإلكتروني، أنها تقدمت على محور أبو فاس لمسافة أربعة كيلومترات جنوبي حقول الجفرة النفطية، حيث تدور اشتباكات قرب محطة القطار مع عناصر التنظيم. وأضافت أنه جرى في محور صور السيطرة على قرية مويلحة، فيما تقدمت تلك القوات مسافة 1.5 كيلومتر على محور أبو خشب، حيث تمت السيطرة على صوامع القمح في تلك المنطقة.
إدلب وحماة
وفي محافظة إدلب، شمالي البلاد، أصيب أربعة مدنيين، بينهم نساء وأطفال، ليل الأربعاء - الخميس، جراء قصف جوي يرجح أنه لطائرات روسية على بلدة التح، جنوب إدلب. في غضون ذلك، أعلنت "هيئة تحرير الشام" أنها سيطرت على قريتي السكري وأبو كهف في ريف حماة الشرقي، عقب معارك مع "داعش"، وذلك في إطار عملية عسكرية لطرد التنظيم من المناطق التي تقدم إليها أخيراً قادماً من منطقة عقيربات التي تحاصرها قوات النظام، من دون أي اعتراض من جانب الأخيرة.
وقف نار جنوب دمشق
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، في 22 يوليو/ تموز الماضي، عن التوقيع على اتفاق إقامة منطقة "خفض تصعيد" في الغوطة الشرقية بريف دمشق، في ختام محادثات بين عسكريين روس والمعارضة السورية في القاهرة. ولم يشمل الاتفاق آنذاك بلدات يلدا، وببيلا، وبيت سحم، وحي القدم، الواقعة جنوب دمشق. ورغم هذه الاتفاقات، قصفت قوات النظام بالمدفعية أطراف بلدة عين ترما بريف دمشق، فيما استهدفت مدفعية النظام وصواريخه قصيرة المدى مناطق الزيات ومغر المير وبيت جن بريف دمشق. وطاول القصف تل مروان، شمال مقروصة، بريف دمشق.
وفي جنوب البلاد، أعلنت فصائل تابعة للجيش السوري الحر، أمس، بدء معركة ضد جيش "خالد بن الوليد"، المتهم بمبايعته لتنظيم "داعش"، في منطقة حوض اليرموك لفك الحصار عن بلدة حيط. وذكرت الجبهة الجنوبية، في بيان، أن المعركة تستهدف استعادة السيطرة على قرية جلين ومخيم جلين لفك الحصار عن بلدة حيط المحاصرة من قبل "جيش خالد"، ولتحطيم خطوط التحصين التي أقامها التنظيم، مشيرة إلى أن الاشتباكات مستمرة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وسط قصف كثيف براجمات الصواريخ والمدفعية، على طول خطوط التماس مع "جيش خالد" في قرية جلين والشركة الليبية وعلى جانب وادي الأشعري. وقال قائد عسكري في المنطقة إن 15 عنصراً من "جيش خالد" قتلوا ضمن قطاع تل عشترة في ناحية المزيريب، فيما تم تدمير بعض آليات التنظيم على طريق بلدة عدوان. ويشارك في المعركة كل من "قوات شباب السنة"، و"فرقة الحق"، و"حركة أحرار الشام الإسلامية"، و"فرقة أسود السنة"، و"فرقة الحسم"، و"هيئة تحرير الشام"، و"لواء فرسان حوران"، و"فوج المدفعية"، و"قطاع السد والمزيرعة"، و"لواء فلوجة حوران". وكانت الفصائل أطلقت معركة باسم "فتح الفتوح"، في يوليو/ تموز الماضي، بهدف انتزاع السيطرة على بلدة عدوان وتلة عشترة من "جيش خالد"، لتقف بعد عدة ساعات بسبب خلل في الخطة العسكرية.