كشفت صحيفة "حرييت" التركية، اليوم الجمعة، تفاصيل عن العرض الذي تلقّته تركيا من الولايات المتحدة، بشأن صفقة بيع أنقرة صواريخ "باتريوت" للدفاع الجوي، بديلاً من صواريخ "إس 400" الروسية، التي وضعتها الإدارة الأميركية حالياً على قمة الملفات العالقة بين البلدين.
وأوضحت الصحيفة، أنّ الجانب الأميركي يتحدّث عن العرض بأنه "الأفضل" الذي قدّمته أميركا لأي دولة في حلف الشمال الأطلسي "الناتو" في ما يخصّ الصواريخ، دون الكشف عنه. ونقلت عن مصادر تركية أنّ العرض الأميركي "مجحف وغير كاف، وليس بالشروط الروسية الميسرة".
وحول هذا العرض، قالت الصحيفة إنّ سعر صواريخ "باتريوت" الأميركية يبلغ ضعفاً ونصف ضعف سعر صواريخ "إس 400" الروسية، و"هو أعلى من السعر الذي عرضه سابقاً الجانب الأميركي"، مشيرة إلى أنّ "واشنطن تطلب سعراً مقدّماً يبلغ مليار دولار".
وعن آلية التسليم، أوضحت "حرييت"، أنها ستكون في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، من خلال تسليم تركيا بطاريات صواريخ معدة لدولة أخرى، وتوجيهها إلى تركيا بدلاً من تلك الدولة، مشيرة في الوقت عينه إلى أنّ العرض الأميركي يرفض تماماً فكرة نقل التقنيات إلى الجانب التركي.
وتقول واشنطن وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، إنّ المنظومة الصاروخية الروسية لا تتوافق مع مثيلاتها التابعة لدول الحلف، وتشكّل "تهديداً أمنياً". وأدت هذه القضية لتفاقم العلاقات بين واشنطن وأنقرة، الحليفين في "الناتو".
ولفتت الصحيفة إلى أنّ "العرض الأميركي سيبقى قائماً، ولكن إذا كان هناك إصرار تركي على صواريخ (إس 400) الروسية فسيتم سحب العرض"، مشيرة إلى أنّ "واشنطن لا تضع تركيا أمام الاختيار من بين أنظمة الدفاع الجوي وحسب، بل الاختيار ما بين أميركا وروسيا"، مضيفة أنّه "في حال نصبت الصواريخ الروسية فستكون لها عواقب وخيمة".
ورجّحت الصحيفة أن يكون الأول من إبريل/ نيسان المقبل، نقطة الانطلاقة من أجل حلّ هذا الموضوع، لافتة إلى أنّ تركيا ستكون، ابتداءً من موعد الانتخابات المحلية التي تجري في 31 مارس/ آذار الجاري، أمام معضلة حل هذا الملف، والتوافق مع أميركا "التي جمعت كل الخلافات تحت بند صواريخ (إس 400) الروسية"، وفق الصحيفة.
وأشارت إلى أنّ "أنقرة تراهن على أنّ أميركا أيضاً ستتضرر من فرض أي عقوبات على تركيا، وموضوع مقاتلات (إف 35) أمامها مراحل قانونية يمكن لأنقرة أن تلجأ لها، ولذلك تطلب من الجانب الأميركي عدم وضع شروط مسبقة لحل المشكلة المتعلّقة بالصواريخ" الروسية.
وسبق أن هددت الولايات المتحدة تركيا، بأنّها إذا مضت قدماً في شراء النظام الروسي للدفاع الجوي "إس 400"، فإنّ واشنطن ستضطر لإعادة النظر في مشاركة أنقرة في برنامج الطائرة المقاتلة "إف 35".
وتشهد العاصمة الأميركية واشنطن، الشهر المقبل، انعقاد اجتماع تركي أميركي رفيع المستوى، يهدف إلى التأسيس لعلاقات جديدة، بعدما شابت الملفات الخلافية علاقات البلدين.
وأعلنت تركيا، الأسبوع الماضي أنها تخطط لتسلّم الدفعة الأولى من منظومة الدفاع الصاروخي "إس 400" الروسية، في يوليو/ تموز المقبل.