تفاؤل بالتسوية الكردية ــ التركية: أوجلان ليس كبير المفاوضين

25 أكتوبر 2014
أوجلان دعا إلى إشراك مقاتلي جبل قنديل بالمفاوضات(فرانس برس)
+ الخط -

تعبر الحكومة التركية وقياديو الحركة القومية الكردية عن تفاؤلهم بمستقبل عملية التسوية بعد أن سلمت الحكومة التركية خارطة الطريق التي عملت عليها طيلة شهر رمضان الماضي، وذلك بحسب نائب رئيس الوزراء السابق ونائب رئيس "العدالة والتنمية"، بشير أتلاي.
ويؤكد رئيس الحكومة أحمد داود أوغلو، أنه من المفترض أن يتحقق السلام في غضون عدة أشهر في حال قامت جميع الأطراف المعنية بواجبها تجاه العملية. ويقول إن "هناك خارطة طريق، ومن الممكن الوصول إلى النقطة المأمولة في أسرع وقت ممكن خلال الأشهر المقبلة، في حال قامت جميع الأحزاب، وبالذات تلك المعنية بها، بما عليها تجاه العملية".

من جهته، يؤكد القيادي البارز والنائب البرلماني عن حزب "الشعوب الديمقراطي" (الجناح السياسي للعمال الكردستاني)، سري ثريا، عن تفاؤله فيما يخص العملية. ويرى أنه "من خمسة إلى ستة أشهر، هي مدة كافية لإكمال العملية، بما في ذلك نزع سلاح القوات التابعة لحزب (العمال الكردستاني)"، وذلك خلال تصريح له لقناة "سي إن إن" التركية.

ويشدد داود أوغلو على الحاجة لبذل خطوات متبادلة، مؤكداً أنه لا ينبغي أن يتم التوقع من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم أن يعمل على دفع عملية السلام من طرف واحد. أما ثريا، الذي يعتبره حزبه اللاعب الرئيس في العملية ممثلاً للحركة "القومية الكردية"، فيشير إلى ضرورة تحسين ظروف معيشة زعيم "العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان، الذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد في جزيرة إمرالي التركية. ويضيف ثريا، أن "ظروف معيشة أوجلان لم تتغير، لقد أجرينا أكثر من عشرين اجتماعا معه، وكانت جميع هذه الاجتماعات في المكان ذاته الذي لا يتجاوز الـ15 متراً". ويوضح أنه "لا بد أن يتغير وضعه، إن الرجل يعمل على بناء السلام بكل استطاعته، على الرغم من ظروفه المحدودة".

ويشير ثريا إلى خطط لتشكيل سكرتارية لأوجلان، ستتكون من خمسة أو ستة أعضاء بارزين من "الشعوب الديمقراطية" و"اتحاد المجتمعات الكردستانية"، سيوكل لها مهمة إجراء اللقاءات مع الحكومة والساسة الأتراك، والمشاركة في المفاوضات، وستكون قادرة على العمل بدءاً من الأسبوع المقبل.

في غضون ذلك، يشرح رئيس "الشعوب الديمقراطية" صلاح الدين دميرتاش، أن أوجلان كان قد طالب بأن يشارك ممثل عن أعضاء "العمال الكردستاني" في جبل قنديل في المفاوضات.

وكان موضوع منح أوجلان صفة كبير المفاوضين عن الطرف الكردي، قد أثار الكثير من اعتراضات الحكومة التركية وحزب "الشعب الجمهوري".

ونفى الرئيس رجب طيب أردوغان، خلال تصريحاته للصحافيين بعد عودته من زيارته للعاصمة الأفغانية كابول، الأسبوع الماضي، نية الحكومة تخصيص فيلا خاصة لإقامة أوجلان، وتحويل السجن إلى نوع من الإقامة الجبرية. وقال أردوغان، إنه "لا يمكننا تقديم المزيد، ليس هناك ما يدفعنا إلى تخصيص فيلا له. إن أوجلان الآن يعيش في معتقل مكون من غرفتين، وفوق هذا لديه تلفزيون، ويمكنه التواصل بشكل مستمر مع الخمسة معتقلين الآخرين المتواجدين معه، ماذا يمكننا فعل فوق هذا؟". وأضاف أنه "فيما يخص وضعه ككبير مفاوضين، برأيي فإن الأمر في غاية الخطورة بل وخطأ كبير، ففي كل الأحوال إن مسؤولي جهاز الاستخبارات يذهبون للقائه، أي أوجلان، لمناقشة المواضيع التي تستدعي ذلك. بصفتي رئيس جمهورية، فإن قناعتي بعد تجربتي التي تمتد لأكثر من 11 عاماً في السلطة أننا قمنا بكل ما هو لازم، حتى في مجال الصحة، فإننا نقدم له الرعاية الصحية اللازمة من دون أي تقصير".

وانتقد زعيم حزب "الشعب الجمهوري" (أبرز أحزاب المعارضة التركية) كمال كلجدار أوغلو، الحكومة لإشراكها أوجلان في عملية السلام. وقال "إن كنتم تبحثون عن طرف تتحاورون معه، فحزبي (يضم عدداً كبيراً من الأكراد)، موجود في البرلمان، وبإمكانكم الحوار معه. لماذا أوجلان؟ وهل يمثل أوجلان جميع الأكراد؟ كلا". وشدد كلجدار أوغلو، في مؤتمر تحت عنوان "نظرة المعارضة إلى مسيرة السلام الداخلي"، في جامعة "بيلكينت"، على أن البرلمان هو المكان الأنسب للحوار من أجل عملية السلام، وتحت قبته يتم تناول كل القضايا، ومن أجل هذا "أنا لست مع إعطاء أوجلان مكاناً في عملية السلام".

بعد الإعلان عن خارطة الطريق، وخلال اجتماع داود أوغلو، بـ"هيئة العقلاء" التي كانت مكلفة بالترويج لعملية السلام للرأي العام التركي، أعيد فتح الحديث مرة أخرى حول دور أوجلان في إتمام العملية، ليؤكد داود أوغلو أنه لن يتم منح أوجلان منصب كبير المفاوضين عن "العمال الكردستاني"، مشدداً على أنه ليس المخاطَب الوحيد.