تغيّر الممنوعات

06 يونيو 2015
قُصاصة من جريدة
+ الخط -

تُعدّد أغنية "ممنوع من السفر" مجموعة من الممنوعات: ممنوع من السفر، ممنوع من الغنا، ممنوع من الكلام، إلخ. قد يصحّ القول إن قائمة الممنوعات هذه قد أُلغيت اليوم، فقد أتاح مناخ الانتفاضات والثورات في العالم العربي للكلمة أو الفكرة الحرة أن تقال وتُسمع في كل مكان، حتى أن الناس بدؤوا ينسون صعوبة قولها.

يمكن أن نُعرّف القول الجريء بكل ما يصطدم بالممنوع. وقد يكون الشيخ إمام، ورفيقه أحمد فؤاد نجم، ممّن اتجهوا رأساً وخاضوا في هذه المنطقة فنجح مشروعهما في "تحقيق الذات"، بل وأصبحا جزءاً من "الممنوع" وسحره.

سقوط الممنوعات، بين زمن وآخر، متغيّر يجعل الاشتغال عليها إبداعياً بنفس النحو تكراراً يكشف عن عجز. لقد حدث أن "الجريء" لم يعد جاهزاً للقول، كما حدث أن الممنوعات تشكّلت بصيغ جديدة فلم يعد ممكناً رؤيتها بعيون الأمس.

في سنوات قليلة تغيّرت الممنوعات بشكل حاد، لذلك من البديهي أن نقول بأننا نحتاج قراءات جديدة لنتحصّل على جرأة جديدة، جرأة هذا الزمن، لا جرأة زمن الشيخ إمام، وإلا فإن الممنوعات تظل تتبلور وهي متخفّية حتى تتمكن من فرائسها.

تقول الأغنية "كل يوم في حبّك تزيد الممنوعات"، أما التاريخ العربي فيقول إن الممنوعات تنقص ظاهرياً، وما على مُواجهيها إلا أن يغيرّوا من أنفسهم وأدواتهم ومواقعهم.
المساهمون