يضع فؤاد منذر يده على صدره، معتذراً عن المصافحة والتقبيل كلّما قابل أحداً من معارفه، حتى أنه يتحاشى أن يلامس أفراد عائلته. ويقول لـ"العربي الجديد": "لم يعد الأمر عبارة عن مزحة، العدوى تنتشر في كلّ العالم ولسنا في جزيرة معزولة. لذلك، قررت وعائلتي التوقف عن المصافحة والاكتفاء بالابتسام للضيوف".
لم يكتفِ منذر بهذه الإجراءات البسيطة، بهدف الحماية من وباء كورونا الجديد، فقد غير توزيع مقاعد الصالون ليباعد بينها قدر المستطاع، ووضع على الباب معقماً من دون أن يخجل من أن يطلب من زواره تعقيم أيديهم، كما يفعل هو وأفراد عائلته كلما دخلوا المنزل. يقول: "لم ترقَ هذه التصرفات للكثير من الأشخاص الذين أعرفهم. منهم من تهكم على الفكرة انطلاقاً من أن المكتوب ليس منه مهرب، ومنهم من سخر واعتبر أنني أصبحت مصاباً بوسواس النظافة. في المقابل، وهناك من تشجع على تطبيق هذه الإجراءات الوقائية".
اقــرأ أيضاً
سوريون آخرون قرروا إلغاء بعض المشروبات التي اعتادوا عليها، في محاولة للوقاية من فيروس كورونا الجديد، كحال أبو محمد رشيد (64 عاماً)، والذي قرر إلغاء ضيافة القهوة العربية، وهي ضيافته الرئيسية منذ أكثر من 30 عاماً. يقول لـ "العربي الجديد": "كان الأمر غاية في الصعوبة بالنسبة إلي، وقد شعرت بحرج كبير عندما بدأت أعتذر من ضيوفي عن تقديم القهوة العربية، خصوصاً ممن يطلبون الأمر بشكل شخصي. كثيرون اعتادوا زيارتي وشرب القهوة، لكن يبدو الوضع خطيراً ويجب على الشخص أن يقي نفسه". يضيف: "اختصرت كثيراً من نشاطاتي الاجتماعية، ولم أعد أذهب إلى السوق إلا لقضاء حاجة ضرورية. حالياً، ألتزم المكوث في المنزل، وأحاول الاعتذار قدر الإمكان عن استقبال الضيوف".
من جهتها، لا تخفي أم عهد خير الدين (34 عاماً) قلقها من فكرة انتشار فيروس كورونا في سورية، بل تكاد تكون مهووسة بمتابعة أخبار الفيروس وسبل الوقاية منه، وما يتخذ من إجراءات في الدول التي سجل وجود إصابات فيها، كما تقول لـ "العربي الجديد". تضيف: "جلبت كمية كبيرة من المنظفات والمعقمات، واعتذرت عن استقبال الضيوف. وحتى قبل أن يعلن في سورية عن إجراءات احترازية، كنت أشعر بالقلق. واليوم، أشعر بقلق مضاعف. لا أعتقد أن القطاع الصحي في سورية قادر على تقديم العلاج أو الوقاية اللازمة. حتى أنني منعت الأطفال من الخروج من المنزل بشكل نهائي".
تضيف: "ألغيت حفل عيد ميلاد ابني الذي كان من المقرر أن نقيمه يوم الجمعة المقبل، خصوصاً أنه كان في قائمة المدعوين أكثر من 40 شخصاً". تلفت إلى أن زوجها ذهب إلى السوق قبل أيام، وجلب ما يحتاجون إليه من مواد غذائية تكفي العائلة لأسبوع. ويحاولون عدم التواجد في أماكن مزدحمة.
يشار إلى أن الحكومة التابعة للنظام في دمشق قد اتخذت العديد من الإجراءات الوقائية، منها تعليق الدوام في المدارس والمعاهد التقنية العامة والخاصة والجامعات بدءاً من يوم 14 مارس/ آذار حتى الثاني من إبريل/ نيسان المقبل، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتعقيم وحدات السكن الجامعي، التي أخليت بشكل تام، بما يضمن توافر شروط الإقامة الصحية للطلاب.
كما خفض عدد العاملين المتواجدين في مؤسسات القطاع العام الإداري إلى 40 في المائة، وأن تصبح ساعات العمل من 9 صباحاً حتى الثانية من بعد الظهر، وإلغاء نظام البصمة اليدوية لمدة شهر، وإيقاف كل النشاطات العلمية والثقافية والاجتماعية والرياضية.
وفي ما يخص المطاعم والمقاهي، منع تقديم النراجيل في المقاهي والمطاعم، وأغلقت صالات المناسبات العامة، واعتماد خطة تعقيم لوسائل النقل الجماعي، وإغلاق دور العبادة، إضافة إلى التوسع في تجهيز مراكز الحجر الصحي بمعدل مركزين في كل محافظة، وتزويدهما بالتجهيزات المادية والبشرية اللازمة.
كما علقت سورية الرحلات الجوية من العديد من الدول التي سجل فيها إصابات، وقررت تطبيق الحجر الصحي على كل من يصل سورية من دول يوجد بها إصابات لمدة 14 يوماً، كما شددت إجراءات الفحص على المنافذ البرية، بحسب تصريحات صحافية رسمية.
اقــرأ أيضاً
وشهدت الأسواق والصيدليات إقبالاً كبيراً من الأهالي لتأمين المواد الغذائية والمنظفات، إضافة إلى شراء الكمامات والكحول الطبي، اللذين شهدا ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، وقد بلغ سعر الكمامة الطبية العادية 250 ليرة (0.5 دولارات)، بعدما كان سعرها 50 ليرة (0.09 دولارات)، وارتفع سعر عبوة الكحول 250 مليمتراً من 150 ليرة (0.3 دولارات) إلى 800 ليرة (1.5 دولارات).
لم يكتفِ منذر بهذه الإجراءات البسيطة، بهدف الحماية من وباء كورونا الجديد، فقد غير توزيع مقاعد الصالون ليباعد بينها قدر المستطاع، ووضع على الباب معقماً من دون أن يخجل من أن يطلب من زواره تعقيم أيديهم، كما يفعل هو وأفراد عائلته كلما دخلوا المنزل. يقول: "لم ترقَ هذه التصرفات للكثير من الأشخاص الذين أعرفهم. منهم من تهكم على الفكرة انطلاقاً من أن المكتوب ليس منه مهرب، ومنهم من سخر واعتبر أنني أصبحت مصاباً بوسواس النظافة. في المقابل، وهناك من تشجع على تطبيق هذه الإجراءات الوقائية".
سوريون آخرون قرروا إلغاء بعض المشروبات التي اعتادوا عليها، في محاولة للوقاية من فيروس كورونا الجديد، كحال أبو محمد رشيد (64 عاماً)، والذي قرر إلغاء ضيافة القهوة العربية، وهي ضيافته الرئيسية منذ أكثر من 30 عاماً. يقول لـ "العربي الجديد": "كان الأمر غاية في الصعوبة بالنسبة إلي، وقد شعرت بحرج كبير عندما بدأت أعتذر من ضيوفي عن تقديم القهوة العربية، خصوصاً ممن يطلبون الأمر بشكل شخصي. كثيرون اعتادوا زيارتي وشرب القهوة، لكن يبدو الوضع خطيراً ويجب على الشخص أن يقي نفسه". يضيف: "اختصرت كثيراً من نشاطاتي الاجتماعية، ولم أعد أذهب إلى السوق إلا لقضاء حاجة ضرورية. حالياً، ألتزم المكوث في المنزل، وأحاول الاعتذار قدر الإمكان عن استقبال الضيوف".
من جهتها، لا تخفي أم عهد خير الدين (34 عاماً) قلقها من فكرة انتشار فيروس كورونا في سورية، بل تكاد تكون مهووسة بمتابعة أخبار الفيروس وسبل الوقاية منه، وما يتخذ من إجراءات في الدول التي سجل وجود إصابات فيها، كما تقول لـ "العربي الجديد". تضيف: "جلبت كمية كبيرة من المنظفات والمعقمات، واعتذرت عن استقبال الضيوف. وحتى قبل أن يعلن في سورية عن إجراءات احترازية، كنت أشعر بالقلق. واليوم، أشعر بقلق مضاعف. لا أعتقد أن القطاع الصحي في سورية قادر على تقديم العلاج أو الوقاية اللازمة. حتى أنني منعت الأطفال من الخروج من المنزل بشكل نهائي".
تضيف: "ألغيت حفل عيد ميلاد ابني الذي كان من المقرر أن نقيمه يوم الجمعة المقبل، خصوصاً أنه كان في قائمة المدعوين أكثر من 40 شخصاً". تلفت إلى أن زوجها ذهب إلى السوق قبل أيام، وجلب ما يحتاجون إليه من مواد غذائية تكفي العائلة لأسبوع. ويحاولون عدم التواجد في أماكن مزدحمة.
يشار إلى أن الحكومة التابعة للنظام في دمشق قد اتخذت العديد من الإجراءات الوقائية، منها تعليق الدوام في المدارس والمعاهد التقنية العامة والخاصة والجامعات بدءاً من يوم 14 مارس/ آذار حتى الثاني من إبريل/ نيسان المقبل، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتعقيم وحدات السكن الجامعي، التي أخليت بشكل تام، بما يضمن توافر شروط الإقامة الصحية للطلاب.
كما خفض عدد العاملين المتواجدين في مؤسسات القطاع العام الإداري إلى 40 في المائة، وأن تصبح ساعات العمل من 9 صباحاً حتى الثانية من بعد الظهر، وإلغاء نظام البصمة اليدوية لمدة شهر، وإيقاف كل النشاطات العلمية والثقافية والاجتماعية والرياضية.
وفي ما يخص المطاعم والمقاهي، منع تقديم النراجيل في المقاهي والمطاعم، وأغلقت صالات المناسبات العامة، واعتماد خطة تعقيم لوسائل النقل الجماعي، وإغلاق دور العبادة، إضافة إلى التوسع في تجهيز مراكز الحجر الصحي بمعدل مركزين في كل محافظة، وتزويدهما بالتجهيزات المادية والبشرية اللازمة.
كما علقت سورية الرحلات الجوية من العديد من الدول التي سجل فيها إصابات، وقررت تطبيق الحجر الصحي على كل من يصل سورية من دول يوجد بها إصابات لمدة 14 يوماً، كما شددت إجراءات الفحص على المنافذ البرية، بحسب تصريحات صحافية رسمية.
وشهدت الأسواق والصيدليات إقبالاً كبيراً من الأهالي لتأمين المواد الغذائية والمنظفات، إضافة إلى شراء الكمامات والكحول الطبي، اللذين شهدا ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، وقد بلغ سعر الكمامة الطبية العادية 250 ليرة (0.5 دولارات)، بعدما كان سعرها 50 ليرة (0.09 دولارات)، وارتفع سعر عبوة الكحول 250 مليمتراً من 150 ليرة (0.3 دولارات) إلى 800 ليرة (1.5 دولارات).