تعليق الجلسة الأولى للجنة الدستورية السورية في جنيف بعد تراشق بالكلام

31 أكتوبر 2019
النظام السوري يواصل تعنته (ماريتال تريزيني/ فرانس برس)
+ الخط -
لا يزال النظام السوري مصرّاً على عرقلة عمل اللجنة الدستورية، رغم الضغوط الدولية التي تمارس على الأطراف السورية للتعامل الإيجابي مع عمل اللجنة التي باشرت أعمالها، أمس الأربعاء، في جنيف برعاية من المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون.

وعلم "العربي الجديد"، من مصادر مطلعة على أعمال اللجنة، أنّ الجلسة الأولى عُلّقت؛ بسبب عدم تقبّل النظام ترحّم ممثلة عن منظمات المجتمع المدني على أخيها الذي قُتل على يد قوات النظام في سورية، وحصول تراشق بالكلام بين الأعضاء.
وأفادت المصادر بأنّ أحمد الكزبري الرئيس المشترك عن النظام للجنة الدستورية، هو الذي كان يترأس الجلسة، وكان يعطي لمندوبي النظام الفرصة الأطول لإلقاء كلماتهم، وبحسب الاتفاق فإنّ مندوبين من الكتل الثلاث؛ النظام والمعارضة والمجتمع المدني، يلقون بالتتابع كلماتهم بواقع عضو من كل جهة.
ولفتت المصادر إلى أنّ إحدى أعضاء ممثلي المجتمع المدني، ترحّمت على روح أخيها الذي قتل على يد قوى أمن النظام، الأمر الذي أثار حفيظة ممثليه، ما أدى إلى حدوث سجال حاد بين الأعضاء من الجهات الثلاث، فتم تعليق الجلسة والذهاب لاستراحة الغداء قبيل استكمال الجلسة مجدداً.
وفي وقت سابق اليوم الخميس، أدى تعنّت النظام ورفض الكزبري اللقاء مع الرئيس المشترك للجنة المعارضة هادي البحرة، إلى تأخير اجتماعات الجلسة الأولى، لنحو ساعة، فوصلت الوفود متأخرة عن موعدها المعلن من قبل الأمم المتحدة، بحسب ما أفادت به مصادر مطلعة "العربي الجديد".

وفي الوقت الذي دخل فيه ممثلو النظام والمجتمع المدني من الباب المحدد، دخل وفد المعارضة من باب آخر بعيداً عن أعين الصحافيين، ودون إعلام مسبق، لينتقلوا إلى قاعة الاجتماعات، التي دخلها ممثلو النظام أخيراً.
وبدأت الجلسة بعدها عبر إلقاء المبعوث الأممي كلمة منح فيها كل عضو من الأعضاء الـ150 للجنة الدستورية 5 دقائق للتحدث عن رؤيتهم وأفكارهم حول الدستور الجديد وعمل اللجنة الدستورية والتعريف بأنفسهم.
وبعدما ألقى بيدرسون كلمته، أعطى إدارة الجلسة للكزبري الذي تولى إدارتها إلى حين استراحة الغداء، وبعدها سيواصل البحرة إدارة الجلسة الثانية، في مسعى لكسر الجليد بين الحاضرين، في وقت تتواصل فيه الجلسة مغلقة بعيداً عن متابعة الصحافيين.
وأفادت مصادر المعارضة، "العربي الجديد"، بأنّ "النظام رغم أنّه قدم رسائل إيجابية في كلمة الافتتاح، أمس الأربعاء، إلا أنّ الكلمة كانت تخاطب فقط السوريين في الداخل، دون أن تشمل المهجرين والنازحين، كما أنّ الكزبري حيا الجيش التابع له فقط، وهو ما يظهر أنّه يخاطب جانباً واحداً من السوريين، عكس المعارضة التي كانت كلمتها شاملة للجميع".


وحتى الآن لم تُحسم الخلافات المتعلقة بعمل اللجنة الدستورية، حيث يطلب النظام عمل المجموعة المصغرة المكونة من 45 شخصاً، أسبوعاً في جنيف وترتاح 3 أسابيع، وتطلب المعارضة العمل 3 أسابيع والاستراحة أسبوعاً، فيما تحاول الأمم المتحدة تقديم حل وسط بالعمل أسبوعين والاستراحة أسبوعين.

ومع انتهاء تقديم أعضاء اللجنة الدستورية أفكارهم ورؤاهم على مدار جلسات اليوم والغد، سيتم إقرار جدول الأعمال، وآليات الرقابة والعلاقة بين الهيئتين الموسعة والمصغرة، وتحديد جدول الأعمال، لتبقى المجموعة المصغرة، الأسبوع المقبل، ويغادر باقي الأعضاء جنيف.