وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ رتلاً عسكرياً للجيش التركي يضمّ عشرات الآليات المدرعة والمصفحة وحاملات الجنود اجتاز، صباح اليوم، الحدود السورية التركية عند معبر كفر لوسين في ريف إدلب الشمالي، واتجه نحو النقاط التركية في ريف إدلب الشرقي.
وتأتي تلك التعزيزات في إطار التعزيزات العسكرية المستمرة التي تصل بشكل شبه يومي إلى النقاط التي أقامها الجيش التركي في شمال غرب سورية خلال الأشهر الأخيرة، والتي تجاوز عددها الخمسين نقطة.
وبحسب المصادر ذاتها، تصل التعزيزات التركية إلى النقاط التي أنشئت في محيط الطريق الدولي "أم 4"، الذي تسعى روسيا إلى افتتاحه من أجل ربط مناطق نفوذها في شرق سورية بمنطقة الساحل. ويُعَدّ الطريق الأكثر استراتيجية في المنطقة، وسُيِّرَت عليه عدة دوريات مشتركة بناءً على اتفاق بين روسيا وتركيا.
عودة المهجرين
وتشهد المنطقة في الوقت الحالي منخفضاً جوياً مصحوباً بأمطار ورياح، ما أدى إلى أضرار في العديد من المخيمات بمنطقة إدلب قرب الحدود السورية التركية، في وقت عاد فيه آلاف المهجرين والنازحين إلى منازلهم، وسط استمرار الهدوء نتيجة سريان وقف إطلاق النار.
وحتى أول من أمس، وثّق فريق "منسقو الاستجابة" عودة أكثر من 277 ألف نازح ومهجر إلى قراهم وبلداتهم في ريفي إدلب وحلب في ظل وقف إطلاق النار، وذلك على الرغم من الظروف الإنسانية الصعبة، التي زاد من صعوبتها سوء الأحوال الجوية أيضاً.
وقال إبراهيم، الذي عاد إلى مدينة أريحا الواقعة على الطريق الدولي، إن "معظم سكان المدينة عادوا لأن الأوضاع في المخيمات ليست جيدة، حيث تعاني من نقص شديد في الخدمات، وخاصة انعدام البنى التحتية وانقطاع المياه". وأضاف، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "استمرار الهدوء واستمرار وصول التعزيزات التركية جعلا الكثير من النازحين يثقون بأن وقف إطلاق النار هذا سيستمر على الأقل مدة طويلة، لذلك فإنهم يرون العودة أفضل من البقاء في الخيام تحت الأمطار والرياح".
ومنذ سريان وقف إطلاق النار، سجلت عشرات الخروقات، إلا أنها رصدت جميعها على أطراف ريف إدلب الجنوبي، وتحديداً في جبل الزاوية، جنوب الطريق الدولي، فيما لم تسجل خروقات كثيرة شمال الطريق، سوى خروقات على محور سراقب نتج منها قصف متبادل بين قوات النظام وفصائل المعارضة.
وأكد إبراهيم أن "أول أيام العيد مرّ في إدلب من دون قصف ووقوع مجازر"، وذلك لأول مرة منذ عام 2012، إذ يأتي العيد على المنطقة دون ارتكاب قوات النظام مجازر بحق الأهالي، عبر القصف الجوي والمدفعي على ريف إدلب أو على مدينة إدلب.
يشار إلى أن الهدوء الأخير جاء عقب حملة عسكرية شرسة شنها النظام السوري بدعم روسي على ريف إدلب، أدت إلى تهجير وقتل وجرح مئات الآلاف من المدنيين، فضلاً عن عمليات التدمير التي طاولت منازل السكان والبنى التحتية.
حشود عسكرية روسية
في غضون ذلك، شهد الطريق الدولي في ريف الحسكة شمال شرق سورية، حشوداً عسكرية ضخمة من القوات الروسية، في ما يبدو أنه تحضير لبداية افتتاح فتح الطريق أمام حركة العبور بين مناطق النفوذ الروسي في شمال شرق سورية والساحل السوري غربي البلاد. وذكرت مصادر مقربة من "قوات سورية الديمقراطية"(قسد)، لـ"العربي الجديد"، أن عشرات المدرعات التي ترفع الأعلام الروسية انطلقت صباح اليوم من ناحية تل تمر في ريف الحسكة الشمالي الغربي، وصولاً إلى ناحية عين عيسى في ريف الرقة الشمالي الغربي على الطريق الدولي "أم 4" الواصل بين حلب والحسكة وبين حلب واللاذقية.
ويبدو، بحسب المصادر، أن روسيا تسعى إلى فتح الطريق سريعاً، وخاصة بعد تدعيم وجودها في القامشلي وتل تمر بالحسكة وفي عين عيسى ومناطق أخرى من الرقة، بالإضافة إلى التطور المستمر في سير الدوريات الروسية التركية المشتركة على القسم الآخر من الطريق في ريف إدلب.
وذكر مصدر محلي من "عين عيسى" لـ"العربي الجديد" أن القوات الروسية انتشرت على الطريق الدولي شمال البلدة، ورافقتها مجموعات من "قوات سورية الديمقراطية" وقوات النظام السوري، وذلك في ظل هدوء تام على جميع نواحي الطريق في المنطقة.
ووفق المصدر، فإن الانتشار يأتي ضمن الخطوات المرسومة لإعادة فتح الطريق أمام حركة المدنيين والحركة التجارية بالتوافق مع تركيا و"قسد" وقوات النظام، حيث من المقرر عبور شاحنات نقل بضائع بين حلب والقامشلي اليوم.