ووجد متحف اللوفر دليلًا على روح دافنشي الفكاهية، في لوحة "مونا فانا" التي يعني اسمها "المرأة الفارغة"، وتمثل محاكاة ساخرة فظة، حافظ فيها الرسام على طابعه الخاص الموجود في تحفة "موناليزا"، التي عمل عليها بدقة شديدة لسنوات، مصوّرًا فيها من يقال إنها السيدة الفلورنسية ليزا جيرارديني ديل جيوكوندو. لكن ملامح السيدة في اللوحة تبدو غير محددة الجنس، وهو ما أعاد إلى الواجهة الكلام عن مثلية دافنشي الجنسية.
Twitter Post
|
مثلت لوحة "موناليزا" أيضاً لغزًا كبيرًا بالنسبة للكثير من الناس، إذ اعتقد بعضهم أنها لرجل، منذ رسم مارسيل دوشامب عام 1919 شاربًا على وجه العارضة التي ترتدي شالًا رقيقًا، بالكاد يلاحظ، وما روج لهذه النظرية هي الشائعات عن مثلية دافنشي، وخاصة بعد رسمه لوحة رجل عارٍ، وكانت المثلية تعتبر جريمة كبرى في عصر النهضة بأوروبا.
Twitter Post
|
ويعتبر "اتهام" دافنشي بالمثلية الجنسية أحد الأسباب التي دفعته للرحيل من فلورنسا إلى ميلانو، مع مساعده سالاي، الذي تتلمذ على يده منذ كان في الـ 10 من عمره، والذي وصفه جورجيو فاساري، كاتب سيرة حياة ليوناردو الذاتية عام 1550، بـ "الأكثر جمالًا وفضيلة"، وبأنه "جعل ليوناردو سعيدًا للغاية"، ما دفع ببعضهم إلى الشك بأنه النموذج الذي رسمه مبدع عصر النهضة، في لوحة "مونا فانا".
ويُشبه ذراع "المرأة المزعومة" في لوحة "مونا فانا" ذراع باخوس الذي رسمه دافنشي أيضًا، وقيل إنه اعتمد في رؤيته له على مساعده سالاي، لذا لن يكون مستبعدًا أن لوحة "الموناليزا العارية" مجرد تصوير لهذا الشاب الجامح، الذي قتل في مبارزة عام 1524.