فما هي حركة السترات الصفراء؟
ولدت حركة السترات الصفراء رسمياً في نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقبل ذلك، أطلقت الحركة في مايو/ أيار عريضة رافضة لرسوم المحروقات ولتراجع القدرة الشرائية للفرنسيين، وجمعت حتى اليوم 850 ألف توقيع.
وانتشرت الحركة الاحتجاجية على وسائل التواصل الاجتماعي، مع إطلاق صفحات تدعو إلى التحرك في الشارع، وصولاً إلى إنشاء موقع إلكتروني باسم "السترات الصفراء" جمع ما بين الإعلان عن أسباب الاحتجاج ومقاطع فيديو من الناس الذين يعانون من مشكلات بسبب السياسات الاقتصادية للحكومة.
ما هي رسوم المحروقات المفروضة؟
تستفيد الحركة من تراجع شعبية رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، في استطلاعات الرأي، وارتفاع السخط الاجتماعي من القرارات الاقتصادية التي تتخذها حكومة إدوارد فيليب، وخصوصاً تلك المرتبطة بزيادة أسعار المحروقات.
الضرائب المحصلة على بيع الوقود هي:
1- ضريبة الاستهلاك المحلي على منتجات الطاقة (TIPCE)، التي تطاول الكميات المشتراة من المحروقات، وهي غير مرتبطة بسعر النفط العالمي. وتزداد هذه الضريبة على الديزل كل عام بهدف جعل ضرائبه أقرب إلى البنزين.
2- ضريبة القيمة المضافة المحسوبة على شراء المحروقات.
وينتقد المتظاهرون حكومة إدوارد فيليب لعدم وقفها مسار زيادة ضريبة الكربون المنصوص عليها في مشروع قانون ميزانية 2018، من أجل الحد من تأثير الزيادة الحادة في سعر النفط.
لماذا سميت بالسترات الصفراء؟
أطلق المحتجون على أنفسهم اسم "السترات الصفراء" لأنهم يرتدون سترات الفلورسنت التي يجب على جميع السائقين الفرنسيين الاحتفاظ بها في سياراتهم في حالة حدوث مشكلات في السيارة.
هذه السترة إلزامية في فرنسا في جميع المركبات التي تحتوي على اثنين أو ثلاث عجلات آلية أو دراجة رباعية. ويضعها المحتجون على لوحة القيادة للتعبير عن أنهم مشاركون في التحرك.
كيف تبلورت حركة السترات الصفراء؟
9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018: خلال مجيء رئيس الجمهورية إلى مدينة ألبرت بمناسبة الاحتفالات المتعلقة بالهدنة في عام 1918، ارتدى بعض المتظاهرين السترات الصفراء وحاولوا لقاء ماكرون. لكنهم تعرضوا للقمع من قبل الشرطة المولجة ضمان أمن رئيس الدولة.
10 و15 نوفمبر/ تشرين الثاني: قرّر بعض النشطاء المرتبطين بالحركة إغلاق الطريق الدائري بشكل رمزي على أراضي بلدية نيوبورج في مقاطعة أور.
14 نوفمبر/ تشرين الثاني: وضع عمدة بلدية موربيك سترة صفراء ضخمة على واجهة مبنى البلدية كعلامة تشير إلى دعم الحركة الاحتجاجية. وفي مقابلة أُذيعت في نفس اليوم، على القناة التلفزيونية الفرنسية TF1، قال الرئيس إيمانويل ماكرون "لديهم الحق في التظاهر. أتفهم ذلك".
15 نوفمبر/ تشرين الثاني: تم تنظيم حركة "رسوم مجانية" في منطقة بو.
16 نوفمبر/ تشرين الثاني: مثل السترات الصفراء الفرنسية، قرر سائقو السيارات البلجيكيون إطلاق الحركة في بلادهم، من خلال منع الوصول إلى بعض مواقع تخزين البنزين، خاصة في والونيا، ولكن من دون سد الطرق الرئيسية.
17 نوفمبر/ تشرين الثاني (اليوم): بدأت الحركة مبكراً جداً في باريس مع حصار الطريق الدائري في الساعة 7:30 صباحاً، بعد مسيرة نظمت في بورت مايلوت.
ما هو حجم تأييد هذه الحركة؟
نشر موقع "ذا لوكال" الفرنسي اليوم السبت تقريراً أشار فيه إلى أن المحللين يعتبرون أن الحركة الآن تمثل إحباطاً واسعاً ومتزايداً بشأن القدرة الشرائية الراكدة في عهد ماكرون، وهو مصرفي ومستثمر سابق وعد بالانتعاش الاقتصادي واستعادة ثقة الناس بالحكومة.
ويتهمه منتقدوه بتجاهل احتياجات الفقراء والمقاطعات، لصالح التخفيضات الضريبية للطبقة الثرية وغيرها من السياسات التي تساعد بشكل رئيسي سكان المدن ذوي الإمكانات العالية.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد إيلابي هذا الأسبوع أن 73 في المائة من المشاركين في الاستطلاع أيدوا "السترات الصفراء"، بينما 70 في المائة أرادوا أن تلغي الحكومة رفع ضريبة الوقود، التي من المقرر أن تستمر حتى عام 2022.
وقال فينسنت تيبو، كبير الباحثين في إيلابي: "حتى 54 في المائة من الأشخاص الذين صوتوا لصالح ماكرون يدعمون هذه الحركة". وشرح أن "السخط بشأن القوة الشرائية واسع، وهو ليس مجرد أمر يتعلق بالمجتمع الريفي أو الطبقات الدنيا".
وقد رفض قادة الحركة أي تحالف مع الأحزاب السياسية أو النقابات العمالية، في حين أن نسبة التأييد لماكرون عالقة عند نحو 30 في المائة في استطلاعات الرأي المختلفة، وعلى الرغم من الإعفاء من ضريبة الأجور الذي بدأ الشهر الماضي وتخفيضات ضرائب الإقامة، فإنه لا يزال ينظر إليه على نطاق واسع على أنه "رئيس الأغنياء".
وقالت سانت ماري لـ"ذا لوكال" إن "إيمانويل ماكرون يواجه مشكلة حقيقية مع الناس العاديين: "إنه يمثل النخبة الاجتماعية والفكرية في باريس التي ترسل صورة سلبية للغاية".
وقالت الحكومة إنها لن تتسامح مع إغلاق الطرق اليوم السبت، وسيتم استدعاء نحو 30 ألف ضابط شرطة إضافي في حال حدوث اضطرابات.
(الصور: فرانسوا لو بريستي، فرنسوا بافاني/ فرانس برس)