"هيومن رايتس ووتش": تعذيب أطفال بسجون كردستان العراق لانتزاع اعترافات بالانتماء لـ"داعش"
وقالت جو بيكر، مديرة المناصرة في قسم حقوق الطفل في "هيومن رايتس ووتش" "رغم مرور عامين على وعد حكومة إقليم كردستان بالتحقيق في تعذيب الأطفال المحتجزين، لا يزال ذلك يحدث بوتيرة مقلقة. ينبغي على السلطات الكردية إنهاء تعذيب الأطفال المحتجزين حالاً، ومحاسبة المسؤولين عنه".
وقابلت المنظمة الحقوقية 20 فتى، تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاماً، متهمين بالانتماء إلى "داعش" في إصلاحية النساء والأطفال في أربيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، و3 أطفال أُطلق سراحهم مؤخراً. والإصلاحية التي تحيط بها جدران عالية وأسلاك شائكة، هي إحدى 3 منشآت لاحتجاز الأطفال في كردستان.
وكشف موظفو الإصلاحية أنهم يحتجزون 63 طفلاً بتهم متعلقة بـ"الإرهاب"، وإنه أدين 43 منهم، وقال 16 طفلاً من أصل 23، إن "الأسايش" عذبوهم خلال التحقيق، حيث ضربوهم مستخدمين الأنابيب البلاستيكية والأسلاك الكهربائية والقضبان، وقال 3 أطفال إنهم تعرضوا للصعق بالكهرباء، وروى آخرون إنهم وُضعوا في وضعية "العقرب" المجهدة لساعتين، وإن التعذيب استمر لأيام ولم ينته إلا بالاعتراف.
وقال العديد من الأطفال إنهم التحقوا بـ"داعش" وعملوا مع التنظيم أو تلقوا تدريبات دينية أو عسكرية، عمل أحدهم سائقاً، وآخر كان طباخاً، وواحد قال إنه شارك في معارك ضد الجيش العراقي في محافظة نينوى.
وقال آخرون إنهم لم ينتموا مباشرة إلى "داعش" بالرغم من علاقة أفراد من أسرهم بالتنظيم. بينما قال البعض إن لا هم ولا أي فرد من أسرتهم كان مرتبطاً بـ"داعش".
وقال جميع الأطفال، باستثناء واحد، إنهم اعترفوا في نهاية المطاف. وأكد أغلبهم أنهم اضطروا إلى ذلك لتوقيف التعذيب، وقال كثيرون إنهم كذبوا. قال فتى عمره 16 سنة: "أقول في اعترافي إنني التحقت بداعش لـ16 يوماً، لكن في الحقيقة لم ألتحق بداعش قط. قلت 16 يوماً كي يتوقف التعذيب فقط".
وأكد أغلب الأطفال أن المحققين أمْلوا عليهم اعترافاتهم. قال صبي عمره 14 سنة: "في البدء قالوا إن عليّ الاعتراف بانتمائي إلى داعش، فوافقتُ. ثم قالوا إنني عملت لدى داعش 3 أشهر، فأجبتهم بأنني لم أكن جزءاً من داعش لكنهم قالوا: عليك أن تقولها". وقال إنه وافق بعد ساعتين من التعذيب.
وقال 5 أطفال على الأقل إنهم أخبروا قاضي التحقيق أو قاضي المحكمة إن اعترافهم انتُزع تحت التعذيب، غير أن القضاة تجاهلوهم.
ومن بين الأطفال الذين نقلت "هيومن رايتس ووتش" شهاداتهم، سمير، الذي حُجِب اسمه مثل أسماء باقي الصبيان الذين تمت مقابلتهم لحمايته، أوقفته قوات عسكرية عند حاجز في أواخر 2017 وكان عمره 16 عاماً.
قال "كان هناك 3 عناصر "أسايش". ربطوا يديّ خلف ظهري، واحدة من الأعلى والأخرى من الأسفل. ضربوني بعصا وصدموني من 5 إلى 10 مرات بالكهرباء. وضعوا اللبادات على كتفي الأيسر ومعدتي، وبينما كانوا يصدمونني، ضربوني بعصا. استمروا 3 أيام متتالية في هذه المعاملة. بقيتُ في الغرفة لساعات بينما كانوا يخرجون ويدخلون ويأخذون استراحات. في اليوم الثالث، اعترفت. أخبروني بالإقرار بالانتماء إلى داعش لشهرين. وبالفعل اعترفت، لكنها كانت كذبة. لم أنتمِ إلى داعش قط".
أما طاهر (17 عاما)، فقال "إن عناصر الأسايش صعقوا جسمه بالكهرباء خلال التحقيقات في أواخر 2017 في مقر الأسايش، في مديرية الأمن العام، المعروفة بأسايش غشتي". وقال إن العناصر استجوبوه وعذبوه طوال 3 أيام.
وأضاف "كانت يداي مربوطتين وكان حوالي 6 أو 7 عناصر موجودين في الغرفة. كانوا جميعهم يضربونني، على ساقيَّ وزنديَّ ويصدمونني بالكهرباء كل يوم 5 مرات متتالية على ذراعيّ وصدري وأعلى ساقيّ. قالوا، "عليك الاعتراف أنك داعشي، حتى لو لم تنتم إليهم، عليك الاعتراف بذلك".
(العربي الجديد)