تعاون مغربي مع الصين وسط تحذيرات من التجارب السريرية للقاح كورونا

20 اغسطس 2020
تقديم الضمانات للمشاركين في التجارب (فاضل سنا/فرانس برس)
+ الخط -

وقّع المغرب، اليوم الخميس، اتفاقيتين للتعاون مع مختبر صيني في مجال التجارب السريرية الخاصة باللّقاح المضاد لفيروس كورونا، وسط تحذيرات من أن يتحوّل المغاربة إلى "حقل تجارب".
وأعلنت وزارة الخارجية المغربية، عن توقيع المملكة اتفاقيتين للتعاون مع مختبر الأبحاث الصيني سينوفارم  CNBG، بشأن إجراء التجارب السريرية الخاصة باللقاح ضدّ فيروس كورونا.
وقالت الوزارة، في بيان لها، إنّ الاتفاقيتين اللّتين تم توقيعهما في اجتماع عقد عبر تقنية الفيديو، بين الرباط وبكين، يأتيان من أجل "تعزيز وتوسيع ديناميكية التعاون بين المغرب والصين، ويحملان أبعاداً جديدة للتعاون".
وبحسب وزير الخارجية، ناصر بوريطة، فإنّ الخطوة ترسم معالم تعاون واعد بين البلدين، لافتاً إلى أنّ الاتفاقيتين تهمّان ثلاثة أبعاد، يتعلّق أولها بالتعاون في المرحلة الأخيرة من التجارب السريرية للقاح الصيني، وثانيها بالتعاون الدولي، وشقّ ثالث يخصّ الانفتاح على دول الجنوب، وذلك حتى يكون اللقاح المستقبلي في متناول الجميع ولا سيما القارة الأفريقية.

وقال بوريطة في كلمة له بمناسبة حفل التوقيع: "لنا الثقة الكاملة في جديّة ومصداقية الخبرة الصينية"، وأشار إلى أنّه منذ بداية الوباء، اختار المغرب التوجّه نحو الصين "كشريك متميز في هذا الاختبار الصعب، وكان المغرب على صواب في هذا الاختيار، لأنّ دعم الصين لم يتراجع أبداً، لقد كان ثميناً وفاعلاً وسخياً".
ويأتي ذلك، في وقت حذّر فيه الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية في مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المغربي)، من أن يتحول المغاربة إلى"حقل تجارب"، معتبراً في سؤال كتابي وجّهه إلى الحكومة، أنّ هذه التجارب السريرية للقاحات والأدوية، يجب أن تكون محصّنة بشكل كامل، خصوصاً أنّ وزارة الصحة المغربية لا تشارك فعلياً في هذه التجارب.
وقال الفريق الاستقلالي، في السؤال الذي حصل "العربي الجديد " على نسخة منه: "إذا كان من المهم المساهمة في البحث العلمي لتجاوز جائحة كورونا، فإنّ التجارب السريرية للقاحات والأدوية تكون محصّنة بشكل كامل، حتى لا يتحوّل المواطنون المغاربة إلى مجرد حقل تجارب، ما دامت الوزارة لا تشارك في الأبحاث فعلياً". ولفت إلى أنّ تلك المشاركة تحتاج إلى متطوّعين، يجب أن تقدّم لهم كافة الضمانات عن المخاطر الصحية التي قد يتعرّضون لها نتيجة هذه التجارب.
وتساءل الفريق الاستقلالي، عن الطريقة التي سيتم فيها اختيار المشاركين في تلك التجارب، وضمان علمهم وموافقتهم المسبقة مع كل الضمانات الواجبة.
وكان وزير الصحة، خالد آيت الطالب، قد أكّد، الاثنين الماضي، أنّ المغرب سيشارك في التجارب السريرية المتعلقة بـلقاح كوفيد- 19، للحصول على الكمية الكافية من اللقاح المضاد للفيروس، في آجال مناسبة.
وقال الوزير إنّ المملكة ستتّخذ هذه الخطوة من أجل تمكين المغرب من تحقيق الاكتفاء الذاتي أولاً، وللحصول على الكمية الكافية من اللقاح في الوقت المناسب ثانياً، وأيضاً لتحويل الخبرة، حتى يتمكّن المغرب، في المستقبل العاجل القريب، من تصنيع اللقاح.

المساهمون