ويعتبر الشهيد مثقفا وناشطا سياسيا كافح من أجل القضيّة الفلسطينيّة ومقاومة الاحتلال العسكريّ والصهيوني وبشكل خاص في شرقي فلسطين القابعة تحت الظلم والاستبداد منذ عام النكسة 1967. وقُتل باسل الأعرج قبل ثلاثة أيّام من قبل جيش الاحتلال في مدينة البيرة شرقي فلسطين. وأكمل الاحتلال جريمته بحجز الجثمان في المركز الطبّي الإسرائيليّ في حي أبو كبير حتى اليوم، مانعًا تسليمه لعائلة الشهيد لدفنه.
من الجدير بالذكر أن السلطات الإسرائيليّة كانت تنوي تسليم الجثمان في تمام الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم، ولكنّها تراجعت عن قرارها وأجّلت التسليم حتى يوم غد الجمعة. واستعملت في ذلك نفس الأساليب التي تلجأ إليها مع جميع جثامين الشهداء الفلسطينيين وهي المماطلة والتعنّت.
وتتجاهل بذلك مشاعر أهالي الشهداء مستغلّة سيطرتها التامّة على حياة الفلسطينيين في المناطق المحتلّة عام 1967، وذلك بسبب الحكم العسكري الغاشم الذي يمنع الفلسطينيين من حقّهم في التنقّل والعمل.
وفي تعقيب لـ"العربي الجديد" أكّد الناشطان سامي وعبد أبو شحادة أن "الوقفة جاءت نتيجة تعنّت السُلطات الإسرائيليّة وبالتحديد وزارة الأمن الداخلي الإسرائيليّة حول تحرير جثمان الشهيد باسل الأعرج الذي يقبع في مشرحة أبو كبير في يافا منذ يوم مقتله، هذا التصرّف إن دل فيدلّ على وقاحة ووحشيّة الاحتلال والاستهتار بحياة الفلسطينيين العُزّل في فلسطين المحتلة، الذين قتلوا، بحيث لم يرحمهم الاحتلال حتى في مماتهم، وهذه ليست أوّل حالة يتم حجز جثث الفلسطينيين، إذ نعتبر أن هذا العمل هو بمثابة جريمة حرب ويجب محاسبة وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي على ذلك".
ومن المرجح أن تسلّم السلطات الإسرائيليّة يوم غد الجمعة جثمان الشهيد الأعرج لعائلته، ولكن هنالك شكوك تدور في صفوف النشطاء الذين وقفوا اليوم في يافا وعبّروا عن امتعاضهم من الحدث المفجع ومن استمرار التعنّت الإسرائيلي حول تسليم جثة الأعرج وباقي الشهداء.
وندد المشاركون في التظاهرة برفض حكومة إسرائيل تسليم الجثامين تحت حجّة انتماء البعض منهم إلى حركة حماس، وتلويحها بدفنهم بما يسمى "مقبرة الأرقام" التي توجد بها جثامين الشهداء الفلسطينيين منذ عشرات السنين.