تظاهرات هونج كونج تعصف بعملاق الاقتصاد

30 سبتمبر 2014
خسائر مالية فادحة نجمت عن اضطرابات هونج كونج(Getty)
+ الخط -
شهدت حركة النقل والنشاط الاقتصادي في هونج كونج، أمس، اضطرابات شديدة، بسبب تظاهرات ضخمة لأنصار الديمقراطية، فيما اضطرت مصارف عالمية ومحلية لإغلاق أبوابها وتعليق عملياتها حتى إشعار آخر.
وغداة الاشتباكات، التي جرت يوم الأحد بين الشرطة وعشرات آلاف المتظاهرين الرافضين لقرار بكين فرض قيود على انتخابات ممثلي السلطة التنفيذية في المستعمرة البريطانية السابقة، قطع المتظاهرون العديد من الشوارع. واستفاقت هونج كونج على مشهد غير مألوف، حسب وكالة "فرانس برس"، فبدت شرايين المرور الرئيسية خالية من أي سيارة، في حين أن الطرقات تكون في العادة مزدحمة بطوابير السيارات.
وبحسب دائرة النقل، فإن أكثر من 200 خط من خطوط الحافلات تم تعليقها أو تعديل مساراتها، كما تم إغلاق عدد من محطات المترو بسبب عوائق وضعها المحتجون.
وبحسب سلطة النقد، فقد اضطر 17 مصرفا إلى إغلاق 29 فرعا في عموم المدينة، من بينها "ستاندرد تشارترد" و"اتش إس بي سي"، البريطانيين و"شرق آسيا"، و"مصرف الصين" و"سيتيك" الصيني. وقال مصرف ستاندارد تشارترد، أمس، إنه علق بعض عملياته المصرفية بهونج كونج، حتى إشعار آخر بسبب "الأوضاع في مناطق معينة".
وأضاف أن خدمات مثل الصرف الآلي وآلات الودائع النقدية، ستعلق بشكل مؤقت في "كوزوادي باي" و"ناثان روود" في كولون بجزيرة هونج كونج.
ونصحت بعض الشركات المالية موظفيها بالعمل من منازلهم أو الذهاب إلى مكاتب ثانوية، بعد أن أغلق آلاف المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية أجزاء من المدينة واشتبكوا مع الشرطة.
وأعلنت الحكومة إلغاء كل الاجتماعات المقررة في المجلس التشريعي، بعدما أصبحت مقرات الحكومة والمجلس نقطة تجمع للمتظاهرين. كما شهدت أسواق الأسهم تراجعا حادا، بعد أن هوى مؤشر هانج سينج 449.2 نقطة، متراجعا بنسبة 1.9%، إلى 23.2 ألف نقطة.
وهذه الاضطرابات هي الأسوأ، منذ عودة هونج كونج المستعمرة البريطانية السابقة، إلى سيادة الصين في 1997، وامتلأت الأجواء بسحب من الغاز، تسللت إلى أبراج مكتبية ومراكز تجارية من أرقى أبراج العالم، قبل أن تنسحب شرطة مكافحة الشغب فجأة ظهر أمس تقريبا بعد ثلاث ليال من المواجهات. وكانت الصين سيطرت على هونج كونج، بعد موافقتها على سياسة "دولة واحدة ونظامان"، الذي يعطي المركز المالي البالغ عدد سكانه 7.1 مليون نسمة قدرا كبيرا من السيطرة على شؤونه الخاصة، والسماح للسكان بالحريات المدنية الغائبة عن البر الرئيسي الذي يحكمه الشيوعيون.
وخلال الحكم البريطاني للجزيرة الذي دام 156 عاما، كانت لندن تختار حاكم المدينة، في ترتيب لم يواجه معارضة فعلية، لكن السكان يريدون الآن دورا أكبر في اختيار حكومتهم وصياغة مستقبلهم.
ويشعر المحتجون في هونج كونج بالاستياء من رفض الصين الترشيحات المفتوحة للمرشحين لأول انتخابات على الإطلاق لزعيم هونج كونج والمقررة في 2017.
وتريد الصين أن يختار المرشحون من قبل لجنة أغلبية من شخصيات موالية لبكين، وهو شرط يعتبره كثير من السكان نكوصا على تعهداتها بمزيد من الديمقراطية في منطقتهم شبه المستقلة.
ويطالب بعض المحتجين بتنحي الرئيس التنفيذي الحالي للمدينة ليونج تشون ينج، الذي لا يحظى بالشعبية. وبدأت الاحتجاجات الأسبوع الماضي مع مقاطعة الطلاب الدراسة، لكنها نالت دعم سكان آخرين من هونج كونج ونشطاء سياسيين مع انتشار المظاهرات. واستخدمت الشرطة يوم الأحد رذاذ الفلفل والغاز المسيل للدموع لمنع الناس من الانضمام للطلاب.
المساهمون