يعود ثوار مصر، بجناحيهما المدني والإسلامي، إلى الميادين، اليوم الجمعة، رافعين شعار "عيش... حريّة... عدالة اجتماعيّة... كرامة إنسانيّة"، للتوحد تحت شعارات ثورة 25 يناير من "دون رفع مطالب أو شعارات حزبيّة"، وفق ما يؤكّده لـ "العربي الجديد"، عضو حركة "شباب من أجل العدالة والحريّة" محمد صلاح.
ويقول صلاح إنّ "تظاهرات القوى الثورية، من غير الإسلاميّة، ترحب بانضمام أي فصيل وطني لها، بشرط عدم رفع شعارات تدلّ على الانتماءات الحزبيّة، باعتبار أنّ التظاهرات سترفع شعارات الثورة، ومطالبها الأساسية، التي لم تتحقق طيلة السنوات الأربع الماضية".
وللمرة الأولى منذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، الذكرى الثالثة للثورة، يجتمع شركاء الثورة المصرية، في الدعوة للتظاهر معاً، من دون التنسيق في ما بينهم، وبشكل منفصل، اعتراضاً على براءة الرئيس المخلوع حسني مبارك، ومعاونيه، من تهم قتل المتظاهرين.
ويؤكد عضو المكتب السياسي لحركة 6 إبريل، محمد نبيل، أنّ "الهدف من نزول أعضاء الحركة التذكير بحق شهداء ثورة 25 يناير، وتهنئة مبارك على البراءة"، في إشارة ساخرة إلى قرار المحكمة بتبرئة رموز النظام الأسبق. وتحت شعار "العودة للميدان"، أعلنت حركة 6 إبريل (جبهة أحمد ماهر)، حشد أعضائها للتظاهر في ميدان عبد المنعم رياض، الملاصق لميدان التحرير المغلق من قوات الأمن، لتكون بمثابة "المتمم ليوم 12 فبراير/شباط 2011 حسب توقيت الثورة".
ويشارك في تظاهرات الحركة الثورية، ضدّ براءة مبارك كل من حركات 6 إبريل (الجبهة الديمقراطية)، وشباب من أجل العدالة والحرية، و"الاشتراكيين الثوريين"، بالإضافة إلى حزبي "مصر القوية" و"الدستور". وفي حين تمّ تحديد ميدان الأوبرا المصرية، مكاناً لانطلاق التظاهرات في الثالثة من عصر اليوم، يقول مصدر مطلع في إحدى الحركات المشاركة لـ "العربي الجديد" إنه "تم تحديد أماكن بديلة للمكان المحدّد، تحسباً لإغلاقه من قبل قوات الأمن، على أن يُعلن عنها في حينه على صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي".
في موازاة ذلك، دعا "التحالف الوطني لدعم الشرعية" إلى التظاهر بدءاً من اليوم الجمعة، تحت شعار "القصاص والاصطفاف"، مطالباً أنصاره برفع صور الضحايا ولافتات القصاص وشارات رابعة، وحرق صور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأعلام الولايات المتحدة وإسرائيل.
واستبقت القوى الثورية الدعوة إلى التظاهر، بالمطالبة بتوحيد الصف الثوري ضدّ السلطة الحالية، بين القوى الإسلاميّة والثوريّة المدنيّة. وكانت جماعة الإخوان المسلمين، قد دعت، في بيان قبل أيام، "لإنشاء تحالف واسع النطاق يجمع كلّ القوى الثوريّة السياسيّة، والمنظمات غير الحكوميّة، ومنظمات حقوق الإنسان، والقوى الطلابية والأفراد، مهما اختلفت توجهاتهم العقائدية".
وتعتبر حركة "طلاب ضد الانقلاب"، وفق بيان صادر عنها، أنّ "الجميع أخطأ في حق الثورة، والوضع الراهن لم يدع مجالاً لمزيد من التفرق"، مؤكدة وجود "مساحة مشتركة بين كل الفصائل الثورية تتمثل برفض حكم العسكر، ورفض كل المجازر التي ارتكبت منذ ثورة يناير، والعمل على القصاص ممن ارتكبها".
ولم تتأخر حركة "شباب 6 إبريل" في الدعوة إلى "تخطي الخلافات الأيديولوجية والحزبية بين الشباب، والتوحّد ضدّ الفساد والاستبداد من أجل المستقبل"، معتبرة في بيانها الأخير أنّ "نظام الرئيس المخلوع اعتمد على طريقة فرق تسد، وأن الجيل السابق انغمس في الفرقة، حتى جاء جيل الشباب الذي استطاع أن يذيب الفوارق، واتحد خلال 18 يوماً في ميدان التحرير ضدّ حكم مبارك".