تظاهرات العراق: سقوط جرحى بموجة قمع جديدة للمتظاهرين في بغداد

11 مارس 2020
قمع واحتجاجات (مرتضى سوداني/ الأناضول)
+ الخط -

أفادت مصادر طبية في العاصمة العراقية بغداد بإصابة ما لا يقل عن 20 متظاهراً سقطوا، مساء اليوم الأربعاء، جراء استخدام قوات الأمن بنادق صيد والذخيرة الحية ضد المتظاهرين المتجمعين قرب ساحة الخلاني وسط العاصمة بغداد.

يأتي ذلك بعد ليلتين داميتين شهدتا مقتل 4 متظاهرين وجرح نحو 80 آخرين في بغداد، واغتيال ناشطين بالتظاهرات في محافظة ميسان جنوبي العراق.


ووفقاً لمصدر طبي في مستشفى الكندي ببغداد، فإن "المستشفى تلقت ما لا يقل عن 20 مصاباً جراء إصابات بالرصاص وكرات الحديد التي تطلق من بنادق الصيد التي يستخدمها أفراد الأمن لتفريق المتظاهرين"، مؤكداً أن واحداً منهم بحالة حرجة جداً.

من جهته، قال الناشط مزهر العوادي إن "عناصر الأمن الذين كانوا بمحيط ساحة الخلاني بادروا بمواجهة المتظاهرين حال انطلاق التظاهرة، مستخدمين الرصاص الحي وقنابل الغاز وبنادق الصيد"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "عمليات كر وفر وقعت خلال تلك الصدامات، أصيب فيها عدد من المتظاهرين".

وأشار الى أن "عناصر الأمن ما زالوا يطلقون قنابل الغاز بكثافة، محاولين منع التظاهرات في ساحة الخلاني"، محملاً الحكومة "مسؤولية كل ذلك، وإطلاقها يد العناصر الأمنية بقتل وقمع المتظاهرين، من دون محاسبة قانونية".

ووجّه المتظاهرون في محافظة ميسان جنوبي العراق مهلة حتى بعد غد الجمعة لقائد الشرطة والمحافظ للكشف عن الجهات التي تقف خلف قتل الناشطين والمتظاهرين، مهددين في بيان لهم تمت تلاوته في ساحة اعتصام مدينة العمارة مركز محافظة ميسان بما سموه "حديثاً آخر"، في حال انتهت المهلة ولم يكشف عنهم.

كذلك تجددت الاحتجاجات الغاضبة في عدد من المحافظات الجنوبية، إذ شهدت مدينة الحلة (مركز محافظة بابل) تظاهرات حاشدة، عبّر فيها المتظاهرون عن استمرار رفضهم تكليف أي شخصية غير مستقلة لرئاسة الحكومة، مؤكدين استمرار تظاهراتهم الشعبية حتى تحقيق المطالب.

وانضم عشرات من طلاب المجموعة الطبية إلى التظاهرات، مرددين شعارات وهتافات تؤكد دعمهم لساحات الاعتصام العراقية.


وفي ذي قار، التي شهدت تظاهرات حاشدة في ساحة الحبوبي، بمدينة الناصرية (مركز المحافظة) والتي نددت بأعمال القمع وعودة الاغتيالات التي تطاول الناشطين، انضمت عشرات من عوائل "شهداء التظاهرات" حاملة صور أبنائها الذين قتلوا على يد الأجهزة الأمنية والمليشيات. ورددت العوائل شعارات تدين استمرار مسلسل القمع الحكومي، ومحاولات القضاء على صوت الشعب بالقوة، كما طالبت بتحقيقات ومحاكمات عادلة للمتورطين في تلك الأعمال الإجرامية.


كذلك شهدت محافظة واسط ومركزها (مدينة الكوت) تظاهرات واسعة، أكد فيها المتظاهرون استمرارهم بالتظاهر وعدم التراجع حتى تحقيق المطالب، مطالبين بمحاكم خاصة للتحقيق بجرائم القتل التي تطاول المتظاهرين، ومحملين الحكومة مسؤولية كل تلك الجرائم.

وتجددت التظاهرات أيضاً في محافظات ميسان والبصرة والقادسية وكربلاء، وتوحدت المطالب باتجاه رفض تكليف أي مرشح متحزب لرئاسة الوزراء، ووقف القمع ضد المتظاهرين ومحاسبة مرتكبيه.


يجرى ذلك في وقت تشهد فيه الساحة السياسية العراقية استمرار الخلاف وعدم التوصل إلى تقارب بشأن مرشح لرئاسة الوزراء.

وقال حسين عرب، النائب عن تحالف "الفتح" (الجهة السياسية الممثلة للحشد الشعبي)، إن "الأسماء التي تم طرحها لمنصب رئاسة الوزراء يعاد تداولها الآن في الاجتماعات الرسمية بين الكتل، لكن دون حسم"، وأكد في تصريح صحافي أنه "قد يتم من خلال اللقاءات المكثفة حسم الخلاف، والتوافق بشأن مرشح واحد، مع نهاية المهلة الدستورية".