تظاهرات "الأرض لا تشرب الدم" إحياءً لذكرى "رابعة"

21 اغسطس 2015
قوات الأمن انتشرت بكثافة في مختلف الميادين (العربي الجديد)
+ الخط -

انطلقت اليوم الجمعة، مسيرات رافضة للانقلاب العسكري في مصر بمستهل أسبوع ثوري جديد، تحت عنوان "الأرض لا تشرب الدم"، لإحياء الذكرى الثانية لـ"مذبحة رابعة والنهضة" والمطالبة بالحرية وعودة الشرعية وإنهاء حكم العسكر.

وفي وقتٍ انتشرت فيه قوات الأمن بكثافة في مختلف الميادين والشوارع في الإسكندرية، لمنع الاحتجاجات ونشرت عدداً من الأكمنة، خرجت تظاهرات صباحية بمناطق العامرية، وبرج العرب، والورديان، والرمل، والعوايد، استجابة لدعوة "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، للتنديد بالمذبحة التي تسببت بمقتل وإصابة الآلاف أثناء فض الأمن المصري مدعوماً بوحدات من الجيش اعتصامين لمؤيدي الشرعية، بعد نحو ستة أسابيع من الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي.

ورفع المشاركون خلال المسيرات التي طافت الشوارع الجانبية، رايات رابعة، وصور الرئيس المعزول محمد مرسي، ولافتات تطالب بالقصاص للشهداء، ووقف الملاحقات الأمنية لمعارضي الانقلاب، وإطلاق سراح المعتقلين.

كذلك ردد المحتجون هتافات مناهضة للنظام الحالي، برئاسة عبد الفتاح السيسي، وأخرى تندد بتصاعد عمليات الاختطاف والإخفاء القسري بحق المواطنين من رافضي الانقلاب، وانتهاكات وزارة الداخلية، وممارسات التصفية الجسدية للمعتقلين، وسوء الأحوال الاقتصادية للبلاد.

إلى ذلك، شدد المشاركون على ضرورة عودة الجيش إلى ثكناته والابتعاد عن العمل السياسي، في إشارة إلى الخطوة التي قام بها الجيش بعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 يوليو، مطالبين بالإفراج عن المعتقلين، ووقف التعذيب داخل السجون، ومقار الاحتجاز، ووقف تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحق المئات من رافضي الانقلاب.

كذلك طالبوا برحيل حكم العسكر، والنظام الحالي برئاسة عبد الفتاح السيسي وبعودة الرئيس محمد مرسي إلى منصبه، مؤكدين استمرار حراكهم الثوري إلى حين إسقاط الانقلاب ومحاكمة قادته وجميع الضالعين في قتل المتظاهرين منذ ثورة يناير/كانون الثاني 2011.

وفي القاهرة، خرج حشد كبير من رافضي الانقلاب بمنطقة المعادي، في مسيرة انطلقت من أمام مسجد الرحمن، وطافت كافة شوارع المنطقة، مردداً الهتافات المنددة بالنظام السياسي الحالي، والمطالبة بإسقاط حكم العسكر، والقصاص من قتلة الثوار، والتي كان منها "يسقط يسقط حكم العسكر" و"يا شهيد نام وارتاح بكره نحاكم السفاح".

وحمل المتظاهرون لافتات تحمل شارة رابعة العدوية، وصورا للرئيس المعزول محمد مرسي كتبوا عليها الرئيس الشرعي.

وفي منطقة إمبابة والمهندسين خرج رافضو الانقلاب في مسيرة كبيرة، مرددين هتافات منها "الشعب يريد إسقاط النظام".

اقرأ أيضاً:‏"نيويورك تايمز": على واشنطن إعادة النظر بسياستها تجاه مصر

وطالب المتظاهرون ثوار 25 يناير بالاصطفاف من جديد لإسقاط النظام الديكتاتوري بعد سلسلة من القوانين التي أصدرها السيسي مؤخرا قائلين إنها تؤمّم الحياة السياسية وتقضي عليها.

وندد المشاركون في المظاهرة بأحكام الإعدام الصادرة ضد الرئيس المعزول وعدد من قيادات تحالف دعم الشرعية، حيث رددوا هتافات منها "إعدامات إعدامات بكرة نجيب حق اللي مات".

كما أكد المتظاهرون رفضهم قانون الإرهاب، مؤكدين استمرار حراكهم رغم انتهاكات وجرائم العسكر.

وفي محافظة بني سويف خرجت حشود كبيرة من أنصار مرسي في عدة مراكز، حيث خرج رافضو الانقلاب في مركز ببا حاملين صور ضحايا مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية من أبناء المحافظة، كذلك رددوا الهتافات المنددة بالمجازر التي قام بها النظام السياسي منذ الثلاثين من يونيو/حزيران 2013.

كذلك خرج المتظاهرون عقب صلاة الجمعة من أمام مسجد علي بن أبي طالب في قرية بني حدير في تظاهرة طافت القرية، مرددين هتافات منها "يسقط حكم العسكر"، منددين بحملات الاعتقالات والمداهمات التي تشنها أجهزة الأمن بشكل دوري على منازل المعارضين للانقلاب.

وفي محافظة دمياط، خرج المئات في تظاهرة بكفر سليمان غير مهتمين بالانتشار الأمني والتعزيزات التي قامت بها أجهزة الداخلية تحسباً للتظاهرات.

وخرجت تظاهرة حاشدة بمنطقة إسنا السياحية في محافظة الأقصر أقصى جنوب مصر، رافعين صوراً لمرسي، حيث أكدوا أنه ما زال رمزاً للشرعية التي انقلب عليها العسكر.

في مقابل ذلك، شنّت أجهزة الأمن حملة اعتقالات في عدد من المحافظات، حيث قامت أجهزة الأمن بمحافظة الجيزة باعتقال نحو 17 من أبناء مراكز وقرى جنوب الجيزة مساء أمس، كما قامت أجهزة الأمن بمحافظة الدقهلية باعتقال 4 في مدينة المنصورة، بينهم طفل يبلغ من العمر 13 عاماً يدعى أدهم عبد الله.

تجدر الإشارة إلى أن التظاهرات الرافضة للانقلاب العسكري لم تتوقف منذ نحو 780 يوماً وتحديداً منذ الثلاثين من يونيو/ حزيران 2013، وما أعقبه من مجازر في مقدمتها مجزرة فضّ اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.


اقرأ أيضاً: ‏"رابعة ستوري": 1104 قتلوا في رابعة والنهضة