تصفية حسابات... السر الحقيقي وراء شغب الجماهير الكرواتية

18 يونيو 2016
شغب الجمهور الكرواتي له أسبابه (العربي الجديد)
+ الخط -

توقفت المباراة التي جمعت بين المنتخبين الكرواتي والتشيكي أمس الجمعة لدقائق معدودة بطلب من الحكم الإنجليزي مارك كلاتينبيرغ، وذلك بعدما ألقت جماهير كرواتيا شماريخ نارية على أرضية الملعب.

وألقت بعض عناصر الجماهير الكرواتية الشماريخ والمفرقعات النارية باتجاه أرض الملعب، رغم أن كرواتيا كانت متقدمة في النتيجة على التشيك بهدفين نظيفين، الأمر الذي أسفر عن إيقاف اللقاء بعض الدقائق، وكلف كرواتيا خسارة التقدم (2 - 1)، إلى تعادل غريب (2 – 2).

وبعد نهاية المبارة ظهرت التصاريح المناهضة، من الاتحاد الكرواتي مروراً برئيسة كرواتيا كوليندا كيتاروفيتش وصولاً إلى اللاعبين الكرواتيين الذين رفضوا ما حصل واعتبروه عملاً مهيناً بحق كرواتيا ولا يجب أن يمر مرور الكرام وأن تكراره سيدفع ثمنه المنتخب الكرواتي.


ماذا يحصل في الكرة الكرواتية؟
منذ سنوات وهناك صراع قائم بين الجماهير الكرواتية والاتحاد الكرواتي لكرة القدم الذي يترأسه دافور شوكر، حتى إن مظاهرات ضمت أكثر من 30 ألف شخص طالبت باستقالة شوكر وحل الاتحاد وإعادة انتخاب مجلس جديد يعرف كيفية إدارة هذه اللعبة.

تشكو الجماهير الكرواتية من سوء إدارة بطولة كرة القدم في كرواتيا، بالإضافة إلى الفساد المالي والإداري المتعلق ببعض الصفقات من أندية محلية إلى الخارج، وبشكل خاص صفقة انتقال مودريتش من دينامو زغرب إلى توتنهام، والتي أثارت جدلاً كبيراً، والتي كان وراءها زدرافكو ماميتش، المدير التنفيذي السابق لفريق دينامو.

وكان ماميتش قد تعرض لاتهام بتورطه في تهريب أموال في صفقة مودريتش، بالإضافة إلى صفقة ديجان لوفرن إلى ليون في عام 2010، لكن ما هي علاقة ماميتش بالاتحاد؟ ماميتش عضو في الاتحاد الكرواتي لكرة القدم وإحدى أهم ركائزه. ماميتش، ورغم استقالته من منصبه في فريق دينامو، إلا أنه "مُحرك الدمى" داخل الاتحاد الكرواتي كما تُسميه الجماهير الكرواتية، أي أنه يشارك في صناع القرارات الكبيرة.

مشاكل الفساد وعدم إدارة اللعبة بشكل جيد دفع بالجمهور الكرواتي لرفع مستوى الاحتجاجات حتى خرجت الأمور عن السيطرة، خصوصاً مع ازدياد إنكار رئيس الاتحاد دافور شوكر، والذي بدوره نفى كل الأخبار التي تتحدث عنها الجماهير، ولم يسمع لمطالب الجماهير التي تريد إصلاحات داخل اللعبة الشعبية الأولى في البلاد.

وهذا ما يُفسر ما فعلته الجماهير الكرواتية في ملعب "سان سيرو" عندما واجه المنتخب الكرواتي إيطاليا في تصفيات يورو 2016، عندما أشعلت الجماهير المدرجات وألقت الشماريخ بشكل هيستيري، الأمر الذي أسفر عن تغريم الاتحاد الكرواتي مبلغ 80 ألف يورو وتحذيره من تصرفات كهذه قد تؤثر على مساره في التصفيات.

بعد ذلك رفعت الجماهير الكرواتية مستوى التحدي، وقررت الهجوم بشكل أكبر، لتقوم برسم "صليب معقوف" على أرض الملعب الذي كان سيحتضن مواجهة بين كرواتيا وإيطاليا في التصفيات (مواجهة الإياب)، الأمر الذي نتج عنه خصم نقطتين من كرواتيا من مجموع نقاطها في المجموعة التي كانت تتنافس فيها في الطريق إلى اليورو.

اليوم تبحث الجماهير الكرواتية عن معاقبة الاتحاد الكرواتي والانتقام منه مرة جديدة، وهذه المرة عبر تصفية الحسابات في بطولة يورو 2016، الأمر الذي قد يُكلف المنتخب الكرواتي غالياً رغم تقديمه أداء راقياً ومُميزاً في البطولة حتى الآن.

وقد تُشعل الجماهير الكرواتية الحرب في المباراة الأخيرة في المجموعة ضد إسبانيا، وعندها وبحسب ما قاله راكيتيتش بعد نهاية المباراة في مقابلة مع أحد الصحافيين "الجماهير الكرواتية سترسلنا إلى المنزل"، في إشارة منه إلى أن أعمال الشغب سيكون ضحيتها منتخب كرواتيا الذي قد يتم إقصاؤه من منافسات يورو 2016 بسبب أعمال الشغب.

المساهمون