طوت صفحة التصفيات المؤهلة لكأس العالم في روسيا 2018 جزءاً كبيراً من صفحتها وبقيت المنتخبات في مختلف القارات تترقب ما تبقى من مشوار لتحديد المصير، على عكس المنتخب البرازيلي الذي أصبح أول من يبلغ نهائيات روسيا بعدما استغل عثرة مطارديه في تصفيات أميركا الجنوبية، ليحجز أول مقعد في العرس العالمي.
وشهدت التصفيات حتى الآن توهجاً لنجوم وغياباً لآخرين؛ بل شكلت أيضا حدثا غريبا تمثل باحتمالية غياب العديد من النجوم من الوزن الثقيل، وفقاً لما أسفرت عنه نتائج منتخبات بلادهم على غرار الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي والويلزي غاريث بيل وغيرهما، في المقابل سطعت البرازيل بقيادة نجمها نيمار دا سيلفا، كما هو حال المنتخب السعودي الذي سطع على الصعيد الآسيوي وبات قريباً من التأهل للمونديال. وشهدت القارة الأوروبية الكثير من التقلبات وتألقت ألمانيا وسويسرا أوروبياً.
تألق... ونجوم سطعوا
شهدت التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا تألق العديد من المنتخبات والنجوم، وبادرت البرازيل لأن تكون أول متأهلة للعرس العالمي مع سطوع نجم البرازيلي نيمار الذي قاد السامبا إلى بر الأمان في تصفيات أميركا الجنوبية، وهو الذي سطع نجمه بشكل لافت، ليضمن منتخب البرازيل التأهل إلى روسيا بعد فوزه على باراغواي بثلاثية بيضاء، ليقبل الهدية التي منحها إياه المنتخب الأرجنتيني الذي سقط في لاباز أمام نظيره البوليفي بثنائية نظيفة.
وفي القارة الأوروبية تألقت ألمانيا التي تتصدّر مجموعاتها بفارق مريح برصيد 15 نقطة عن أقرب مطارديها، بفضل الانتصارات الخمسة المتتالية. وبرز القائد توني كروس كأحد أبرز لاعبي المانشافت، في حين انطبق الأمر تماماً على منتخب سويسرا الذي جمع 15 نقطة أيضا من خمسة انتصارات، والذي يقدم مشواراً رائعاً في تلك النسخة من التصفيات بقيادة نجميه شيردان شاكيري وجرانيت تشاكا.
وتسير منتخبات فرنسا (غريزمان ومبابي وبوغبا وكانتي وديمتري باييت) والبرتغال (كريستيانو رونالدو وبيبي وأندري غوميز) وإنكلترا (جيمي فاردي وجريمين ديفو وآدم لالانا وديلي آلي) وإسبانيا (جيرارد دولوفيو وسيلفا والكانتارا) وإيطاليا (جيجي بوفون وماركو فيراتي وإيموبيلي، ودي روسي، وبونوتشي) وبلجيكا (روميلو لوكاكو وإيدن هازارد) وكرواتيا (لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش وماريو ماندزوكيتش ودانييل سوباسيتش ونيكولا كالينيتش) على الخطى ذاتها نحو بلوغ المونديال، بفضل تصدرها مجموعاتها عن جدارة بانتظار الجولات المقبلة.
وتسير السعودية بخطوات واثقة في التصفيات، بعد الفوز الأخير على العراق في مدينة جدة بهدف ثمين، سجله النجم يحيى الشهري لاعب وسط فريق النصر، والذي قاد منتخب بلاده على غرار زملائه في الفريق محمد السهلاوي وتيسير الجاسم، لتقاسم الصدارة مع اليابان متقدمة على أستراليا، فباتت أقرب منتخب عربي للتأهل، في حين اقتربت إيران أيضاً من التأهل ولا تزال أوزبكستان وكوريا الجنوبية تتمسكان بآمال كبيرة للتأهل.
منتخبات ونجوم مهددون بالغياب!
شكلت التصفيات في مختلف القارات صدمة كبيرة للعديد من نجوم الكرة العالمية بالعودة للنتائج التي تحققت في الجولة الدولية، ففي قارة "أوروبا" سيكون نجوم المنتخب الويلزي غاريث بيل وآرون رامسي وجو ألين أبرز المهددين بالغياب، بعد التعادل السلبي ضد جمهورية أيرلندا، والحال ينطبق على كل من نجوم هولندا آريين روبين، وجيني وينالدوم، ودالي بليند وويسلي شنايدر وممفيس ديباي، بعد النتائج المخيبة للطواحين التي أقيل على إثرها مدرب المنتخب الهولندي داني بليند بعد هزيمة الـ 2-0 على يد بلغاريا.
وقد يغيب نجم منتخب أرمينيا هنريك مخيتاريان، رغم أنه لا يعد أمرا مفاجأ بالنسبة للمنتخب، ولكن سيكون بمثابة خيبة أمل غياب صاحب المهارات مخيتاريان عن نهائيات كأس العالم، والحال ينطبق على النجمين إدين دزيكو، وميراليم بيانيتش مع منتخب البوسنة والهرسك الذي تأهل لأول مرة في نهائيات كأس العالم في عام 2014، والفوز على بلجيكا واليونان في نفس المجموعة سيكون العامل الأهم في تحديد مصير البوسنة وسيكون من المهم عدم التعثر أيضا ضد جبل طارق واستونيا وقبرص في المباريات المقبلة.
وفي القارة اللاتينية "أميركا الجنوبية" يبدو المنتخب الأرجنتيني في وضع لا يحسد عليه بعد هزيمة بوليفيا فحينما ضرب "فيفا" بقراره حرمان ميسي أربع مباريات بسبب الإساءة لفظيا إلى الحكم المساعد تفاقمت أزمة التانغو بالهزيمة 2-0 على يد بوليفيا وجعلت نجوما بحجم ميسي وغونزالو إيغوايين وباولو ديبالا وسيرجيو أغويرو تحت تهديد الفشل بعدم التأهل وعلى الوضع الراهن سيلعب مباراة فاصلة للتأهل. وينطبق الحال أيضاً على منتخب تشيلي الذي يضم نجوما مثل أليكسيس سانشيز، وأرتورو فيدال وكلاوديو برافو، رغم فوزه الثلاثاء على فنزويلا، لكن الوضع العام لا يزال مهدداً والأمور في طريقها للتحسن بالنسبة لبطل أميركا الجنوبية "الكوبا".
وعلى صعيد قارة آسيا، فإن المنتخبين الإماراتي والقطري عاشا أوضاعاً صعبة في التصفيات الأخيرة، فالإمارات غاب نجمها عمر عبد الرحمن وزملاؤه فخسر مرتين واستقال المدرب مهدي علي وتقلصت بشدة آمال الإمارات في التأهل لكأس العالم، وخسرت قطر مجدداً، لتفقد الأمل بشكل كبير في بلوغ النهائيات قبل استضافة نسخة 2022.
وفي تصفيات قارة أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي يعيش منتخب الولايات المتحدة الأميركية الذي يملك نجوماً بحجم كريستيان بوليسيك، وتيم هوارد، وكريستيان بوليسيك على وقع النتائج المتقلبة بعدما حققت انتصاراً وحيداً في التصفيات من ثلاث مباريات، فيما تعادلت وخسرت مرة واحدة على التوالي وتبتعد بفارق أربع نقاط عن المكسيك المتصدرة بـ 10 نقاط، وستكون الهزيمة أمام بنما في الجولة القادمة بمثابة الضربة المؤلمة لطموحات بلاد العم سام لبلوغ مونديال روسيا 2018.