تصعيد حوثي سعودي عند الشريط الحدودي... واعتراض "باليستي" بمأرب

27 مايو 2020
الاشتباكات تعود لليمن (عبدالله القادري/ فرانس برس)
+ الخط -
شهد الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية، الثلاثاء، تصعيداً عسكرياً بين جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وقوات التحالف السعودي الإماراتي، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين، بحسب وسائل إعلام رسمية.


وجاء التصعيد بعد أيام من موعد انتهاء الهدنة الأحادية المفترضة التي أعلنها التحالف السعودي الإماراتي استجابة للدعوات الأممية، دون الإعلان رسمياً عن انتهائها أو تمديدها.

واتهمت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، التحالف السعودي الإماراتي، بشن 14 غارة جوية على مناطق كتاف والظاهر ووادي جارة في محافظة صعدة والمناطق الواقعة بمنطقة جازان، جنوبي المملكة.

وذكرت القناة أن الطيران الحربي شن أيضا غارتين على منطقة الطينة في مديرية ميدي بمحافظة حجة، فضلاً عن قصف مدفعي سعودي على مديرية منبه الحدودية.

وفيما لم تكشف عن خسائر عسكرية للغارات الجوية، قالت وسائل إعلام حوثية إن طفلة أصيبت بقصف مدفعي على مديرية شدا الحدودية، دون ذكر المزيد من التفاصيل.


في المقابل، أعلنت السعودية، إصابة 3 سيدات جراء سقوط شظايا مقذوف عسكري أطلقه الحوثيون من داخل الأراضي اليمنية على منطقة سكنية بجازان.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" الرسمية، عن المتحدث الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان، محمد الغامدي أن "مركز التحكم والتوجيه بإدارة الدفاع المدني، تلقى بلاغاً عن سقوط مقذوف عسكري أطلقته العناصر الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران من داخل الأراضي اليمنية باتجاه إحدى القرى الحدودية بمنطقة جازان".


ووفقا للمسؤول السعودي، فقد تسبب سقوط شظايا من المقذوف بتضرر منزل وإصابة 3 نساء بإصابات خفيفة، تم نقلهن إلى المستشفى وحالتهن الصحية مستقرة.

ولم يعلن الحوثيون رسمياً استهداف السعودية، لكن المتحدث الرسمي للجماعة، محمد عبد السلام، كان قد توعد، الأحد الماضي، بالرد على الغارات التي شنها الطيران السعودي بصعدة، وقال "إن الإصرار على تكريس التوحش والدموية لن يجلب للمعتدين أي أمن وسيندمون على ذلك".

وبعيداً عن الشريط الحدودي، أعلنت الحكومة اليمنية الشرعية، مساء الثلاثاء، اعتراض صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على محافظة مأرب شرقي البلاد، والتي شهدت أيضاً تصعيداً جوياً للتحالف السعودي الإماراتي.

ودان وزير الإعلام بالحكومة الشرعية، معمر الإرياني، ما سماها بـ"المحاولة الحوثية الفاشلة لاستهداف الأعيان المدنية والأحياء السكنية بمدينة مأرب بصاروخ باليستي إيراني الصنع، تمكنت الدفاعات الجوية لتحالف دعم الشرعية من اعتراضه وتدميره".


وفيما حمّل الحوثيين مسؤولية الاستهداف المتعمد للمدنيين والذي قال إنه سبقه عدد من الاعتداءات التي استهدفت الأعيان المدنية في مدينة مأرب، دعا الوزير اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى إدانة هذه الجرائم التي تمثل انتهاكا صارخا للقوانين الدولية لحقوق الإنسان، حسب تعبيره.

وفيما لم يتبن الحوثيون رسمياً الهجوم الصاروخي، أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، سماع دوي انفجار عنيف في محيط معسكر صحن الجن بمأرب. وكشف مصدر عسكري يمني لـ"العربي الجديد"، أن القصف الصاروخي الحوثي، استهدف مقر القيادة المشتركة للجيش الوطني وقوات التحالف ​السعودي، ما أسفر عن مقتل 8 عسكريين على الأقل، بينهم نجل رئيس هيئة الأركان العامة بالجيش الوطني.

وذكر المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن النقيب فهد صُغير عزيز، نجل رئيس الأركان، قتل ومعه 7 عسكريين بينهم ضباط وجنود من حراسة رئيس الأركان العامة، الفريق الركن صُغير عزيز، في الهجوم الصاروخي.

وأشار المصدر، إلى أن القصف أسفر أيضا عن إصابات في أوساط عدد من الجنود، رغم حديث وزير الإعلام معمر الإرياني، عن اعتراض الصاروخ الحوثي. ولا يُعرف مصير رئيس الأركان بالجيش اليمني، كما لا يُعرف ما إذا كان في المعسكر ضباط سعوديين، حيث تضم قيادة القوات المشتركة، ضباطا سعوديين.

ويقول الجيش اليمني، إن السعودية نصبت منظومة باتريوت في معسكر "صحن الجن" خلال الأشهر الماضية، وذلك بعد استهداف الحوثيين لمدينة مأرب، بعدد من الصواريخ الباليستية.

وكان آخر هجوم صاروخي حوثي قد أسفر في يناير/ كانون الثاني الماضي عن مقتل نحو 80 مجندا، بعد استهداف معسكر تدريب تابع لقوات الحماية الرئاسية.

المساهمون