تصعيد إعلامي تركي ضد "تحرير الشام" بعد اجتماع أمني على حدود إدلب

13 يناير 2019
أكار يتفقد وحدات للجيش (عريف أكدوغان/الأناضول)
+ الخط -
عقب يوم واحد من اجتماع أمني تركي على الحدود السورية من جهة محافظة إدلب، التي عززت فيها "هيئة تحرير الشام" سيطرتها عليها، صعّدت تركيا، اليوم الأحد، إعلامياً ضد التنظيم، مع تنفيذ عملية أمنية اعتقل فيه 13 شخصاً في ولاية أضنة، بتهمة دعم الهيئة.

واهتمت وسائل الإعلام التركية بخبر العملية الأمنية، واصفة "هيئة تحرير الشام" بـ"الإرهابية"، ووصفت وكالة "الأناضول" الرسمية، للمرة الأولى، الهيئة بـ"هتش" الإرهابية، اختصارا للأحرف الأولى، بعد أن كانت قد وصفت قبل أيام الهيئة بجهة مناهضة للنظام السوري.

وذكرت "الأناضول" في خبرها أن "قوات الأمن التركية أوقفت في ولاية أضنة، أمس السبت، 13 شخصاً يشتبه بانتمائهم لتنظيم هتش الإرهابي (هيئة تحرير الشام)، وفق مصادر أمنية، أفادت بأن عناصر مكافحة الإرهاب في مديرية أمن أضنة بدأت عملية أمنية للقبض على 16 شخصًا للاشتباه بانتمائهم لـ(هتش) في ولايات أضنة وإسطنبول وأنقرة".

وأضافت الوكالة أن "قوات الأمن نفّذت عمليات دهم مدعومة من الشرطة الخاصة على منازل المشتبهين، وتوقيف 13 شخصًا في أضنة، للاشتباه بدخولهم إلى سورية بين الفينة والأخرى، ومشاركتهم في الاشتباكات هناك، إضافة إلى تجنيد مقاتلين للتنظيم وتقديم دعم مالي ولوجستي، وبعد إجراء الفحوص الطبية اللازمة للموقوفين، نقلوا إلى مديرية أمن الولاية لاستكمال الإجراءات القانونية بحقهم".

كما نقلت القنوات التلفزيونة ووكالات الأنباء الأخرى خبر العملية الأمنية، مع التأكيد على أن الهيئة جهة إرهابية، في تغير جديد في لهجة الخطاب الإعلامي التركي، مذكرين بالاجتماع الأمني أمس في ولاية هطاي المتاخمة لمحافظة إدلب، مما فتح باب التساؤل عن مستقبل المواجهة التركية مع الهيئة، بعد أن سيطرت الأخيرة بشكل كبير على مناطق مختلفة من محافظة إدلب، وإنهاء فصائل عسكرية سورية معارضة في المنطقة، من مثل حركتي "نور الدين الزنكي" و"أحرار الشام"، وغيرها، وهروب العناصر إلى منطقة عفرين التي تسيطر عليها القوات التركية.

وتشير مصادر إلى أن التصعيد التركي هذا يأتي في إطار إيجاد حل لمشكلة تواجد الهيئة المصنفة إرهابيا من قبل روسيا وأميركا، ووجود نقاط مراقبة تركية في المنطقة، في وقت تشكل تركيا ضامنا لمحافظة إدلب أمام روسيا وإيران، مضيفة أن "الحل التركي إما سياسي بإجبار الهيئة على تغيير نهجها والالتحام مع قوى المعارضة، أو إيجاد حل عسكري سيكون مكلفا. وهذا التصعيد الإعلامي يأتي في سياق الضغط التركي على الهيئة لتحقيق أحد هذين الهدفين".



وعقد قادة الجيش والمخابرات التركية، أمس السبت، اجتماعًا بولاية هطاي على الحدود مع سورية، ضم وزير الدفاع خلوصي أكار، ورئيس الأركان يشار غولر، وقائد القوات البرية أوميت دوندار، ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان.

وتناول الاجتماع التطورات شمال سورية، وجهود الحفاظ على وقف إطلاق النار بمحافظة إدلب في ضوء اتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا، حيث أكد أكار في الاجتماع بذل بلاده جهودًا كبيرة للحفاظ على وقف إطلاق النار وحالة الاستقرار في إدلب، وأن أنقرة وموسكو تتعاونان بشكل وثيق في هذا الإطار.

ووصل وزير الدفاع إلى ولاية هطاي الحدودية (جنوب)، الجمعة، وتفقد فيها وحدات للجيش، وعقد الاجتماع، السبت، قبيل أن ينتقل لاحقا إلى ولاية شانلي أورفة، والاطلاع على التحضيرات الجارية للبدء بعملية شرق الفرات، مع تواصل الحشود التركية على المناطق الحدودية، في ظل أنباء عن وصول قوات خاصة تركية إلى حدود هطاي، وإجرائها تدريبات عسكرية سيقت في إطار التحضيرات لعمل عسكري تركي في إدلب.