تصعيد "الحوثيين" يُجبر الحكومة اليمنيّة على تغيير مكان انعقادها

11 سبتمبر 2014
ساد الهدوء الحذر شوارع صنعاء (محمد حمود/الأناضول/Getty)
+ الخط -
اضطرت الحكومة اليمنيّة، يوم الأربعاء، لعقد اجتماعها الأسبوعي، للمرّة الثانية على التوالي، خارج مقر رئاسة الوزراء، نتيجة تصعيد جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) واعتصام أنصارها، شمالي العاصمة صنعاء وعلى مداخلها.

واستضاف دار الرئاسة، للمرة الثانية اجتماعاً للحكومة برئاسة رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة، الذي أعرب عن "أسفه لسقوط القتلى يوم الثلاثاء، خلال اقتحام مقر المجلس"، مؤكداً "أهميّة اضطلاع الجميع بمسؤولياتهم لمنع تكرارها".

ولم يتطرق الاجتماع مباشرة إلى تصعيد الحوثيين، كما لم يحمّلهم مسؤوليّة وقوع الضحايا أمس، لكنّه شدد على أن الحكومة "لن تتهاون عن القيام بواجبها القانوني في اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات رادعة تجاه كافة التصرفات اللامسؤولة وغير القانونية".

من جهته، عرض وزير الدفاع محمد ناصر أحمد، تعقيدات الوضع الراهن في العاصمة، وما يتطلّبه من تكاتف جميع الجهود الرسميّة والشعبيّة لاحتوائها وتفادي الانزلاق إلى آتون الفوضى وما لا يحمد عقباه.

وأكد مجلس الوزراء وقوفه مع الجهود التي يبذلها الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء "للتعامل مع التحديات الراهنة، ومساندته الكاملة للمؤسسة الدفاعية والأمنية للقيام بمهامهما".

كما دعا المجلس جميع القوى السياسية إلى "التحلي بأعلى درجات الحكمة والمسؤولية إزاء الأوضاع الراهنة التي يمر بها الوطن، وبذل كل ما بوسعها لتحصين الوطن وحمايته من الأخطار المحيطة به".

إلى ذلك، أصدر وزير الداخلية اللواء عبده حسين الترب، توجيهاته إلى قادة القوات الأمنية في صنعاء، بحماية وتأمين المسيرات السلمية وعدم التعامل معها بالرصاص الحيّ، مهما كانت الاستفزازات"، لكنّه، في الوقت ذاته، دعا في "حال محاولة اقتحام أيّ وزارة أو مؤسسة أو مرفق حكومي أو الإضرار بالمصالح العامة أو الخاصة، يجب التعامل إزاءها ومواجهتها بحزم وجديّة".

في غضون ذلك، ترأس رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي، اليوم الاربعاء، اجتماعاً طارئاً لعدد من رؤساء الكتل البرلمانيّة وأعضاء المجلس المتواجدين بأمانة العاصمة، أوصى بضرورة "التعقل".

في سياق متّصل، حذّر مصدر أمني مسؤول في صنعاء، من "مخاطر استمرار ما تقوم به جماعة الحوثي من اعتداءات طالت عدداً من المنشآت التعليمية والمباني والمؤسسات الحكومية والخاصة، في منطقة حزيز بصنعاء، في إطار عمليّة ممنهجة تهدف إلى ضرب السلم الأهلي".

وأوضح المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أنّ "انتشار عناصر جماعة الحوثي، في عدد من الشوارع والحارات، والتمركز في أسطح المباني في منطقة حزيز، يعد تصعيداً مسلحاً خطيراً، ويكشف زيف سلميّة ما يدّعون به في وسائل إعلامهم المختلفة".

في المقابل، قالت جماعة "أنصار الله" إنّها أعطبت عدداً من مدرعات الجيش خلال مواجهات في منطقة حزيز. وأعلن المتحدث الرسمي للجماعة محمد عبد السلام، في بيان، أنّ قوة عسكرية، حاولت إزالة المخيم الذي يعتصم فيه الحوثيون في حزيز، غير أن "المجاميع الشعبية المعنية بحراسة المخيم قامت برد الحملة".

وأضاف عبد السلام أن مسلحي جماعته تمكنوا "من إحراق ثلاث مدرعات 23 أطقم ورشاش، وتكبد المعتدون خسائر فادحة"، على حدّ تعبيره.

وساد هدوء حذر في العاصمة صنعاء، بعد يوم ساخن شهدته يوم الثلاثاء بالقرب من مقر الحكومة وسط المدينة، وفي المدخل الجنوبي الذي يعسكر فيه أنصار جماعة الحوثيين، وسط أنباء عن قيام الرئيس هادي بزيارة للمعسكر لم تكشف عنها الوسائل الرسمية حتى الآن.