يكثف تنظيم "داعش" الإرهابي في الفترات الأخيرة من هجماته في البادية السورية ضد أهداف لقوات النظام والمليشيات الإيرانية التي تقاتل إلى جانبها، ما سبّب وقوع المزيد من الخسائر في صفوف تلك القوات، على الرغم من العملية العسكرية التي أعلنتها روسيا قبل أيام ضد التنظيم في تلك المنطقة.
وفي هذا السياق، ذكرت شبكة "دير الزور 24" المحلية، أن عدداً من عناصر المليشيات الإيرانية المكلفة حراسة مزار "عين علي" في بادية القورية، قُتلوا وجُرح آخرون جرّاء هجوم نفذه تنظيم "داعش" على محيط المزار. وأضافت الشبكة أنّ الهجوم كان عنيفاً جداً، ما استدعى تدخل الطيران الحربي التابع لقوات النظام للتصدي له، مشيرةً إلى أن الموجودين في المزار هربوا إلى مدينة الميادين لحين انتهاء الهجوم.
كذلك وقع انفجار مساء أمس الجمعة، على طريق "الخرافي" في ريف الحسكة الجنوبي، شرقيّ سورية، ناجم عن عبوة ناسفة انفجرت بصهريج نقل محروقات يعود لشركة "القاطرجي" التي يترأسها رجل الأعمال السوري الموالي للنظام حسام القاطرجي، ما أدى إلى إصابة السائق ومرافقه، وفق مصادر محلية.
وكان قد قتل أمس الجمعة عدد من قوات النظام السوري جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلتهم في البادية السورية. وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن أربعة عناصر من قوات النظام السوري قُتلوا، وأُصيب 9 آخرون أمس الجمعة، جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلتهم على طريق "حميمة - المحطة الثالثة" في ريف حمص الشرقي.
من جهتها، أكدت إذاعة "أف إم" الموالية للنظام سقوط قتلى من قوات النظام جراء الانفجار الذي يتزامن مع حديث روسيا عن زيادة ملحوظة في نشاط المسلحين وسط سورية، بعد العفو من "إدارة شمال شرقي سورية" عن عناصر من "داعش"، بحسب المتحدث باسم القوات الروسية العاملة في سورية.
وأعلنت روسيا قبل أيام تنفيذ عملية عسكرية في البادية السورية أطلقت عليها اسم "الصحراء البيضاء"، عقب مقتل ضابط روسي برتبة لواء جراء انفجار عبوة ناسفة في دير الزور في 18 الشهر الحالي.
وعمد تنظيم "داعش" إلى شنّ هجمات متفرقة ونصب كمائن ضمن مناطق متفرقة من البادية السورية على مدار الأسبوع الفائت، على الرغم من الضربات الجوية التي تشنها الطائرات الروسية يومياً.
وتراوح عمليات تنظيم "داعش" بين تفجيرات وهجمات وكمائن تركزت في كل من بادية الشولا غربيّ دير الزور، وصولاً إلى بادية البوكمال شرقيّها، وطريق دير الزور - الميادين، وعلى طريق حميمة - المحطة الثالثة باتجاه مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، إضافة إلى منطقة الرصافة في ريف الرقة، فضلاً عن منطقة إثريا في ريف حماة الشرقي وبادية السويداء.
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، أدت تلك العمليات، خلال أسبوع واحد، إلى مقتل ما لا يقلّ عن 48 من قوات النظام والمليشيات الموالية لها، بينهم ضباط وقيادات، إضافة إلى جرح العشرات منهم، فضلاً عن فقدان الاتصال بأكثر من 50 عنصراً في أثناء حملات التمشيط في البادية، فيما قُتل 22 من عناصر "داعش" في القصف الجوي الروسي والاشتباكات.