تشييع القشيبي بصنعاء اليوم... و"الإصلاح" يرفض المصالحة مع صالح

23 يوليو 2014
القشيبي قتل أثناء سيطرة الحوثيين على عمران (محمد حمود/الأناضول/Getty)
+ الخط -

تستعد صنعاء، اليوم الأربعاء، لتشييع قائد "اللواء 310 مدرع" العميد حميد القشيبي، الذي قتل على أيدي جماعة "الحوثيين" في عمران في الثامن من الشهر الجاري، في ظل دعوات إلى جعلها جنازة "مليونية" تشارك فيها مختلف الأطراف المؤيدة للجيش والرافضة لتوسع "الحوثيين".

وأكدت مصادر مقربة من عائلة القشيبي، في تصريحات صحافية، أن الجنازة ستنطلق من ميدان "السبعين" أكبر الميادين في صنعاء، عصر اليوم الأربعاء.

وقام الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس الثلاثاء، بزيارة مفاجئة إلى أسرة القشيبي، لتقديم العزاء. واعتبر أن العميد المقتول "مثال للقائد العسكري الحريص على أمن واستقرار بلده وتثبيت وترسيخ دولة النظام والقانون". وعلم "العربي الجديد" أن "هادي، انفرد بأبناء القشيبي، لنحو ساعة.

وفي السياق، قالت صحيفة "الشارع" الأهلية، إن صفقة تمت بين وزير الدفاع محمد ناصر أحمد، وجماعة "الحوثيين" أفضت إلى قبول الأخيرة بتسليم جثمان القشيبي بعد احتجازها لنحو أسبوعين.

وأضافت الصحيفة، في عدد الثلاثاء، أن الصفقة "غير المعلنة" تضمنت وعوداً من السلطة بالإفراج عن الأسلحة الخفيفة المضبوطة في سفينتي الأسلحة الإيرانية الشهيرة "جيهان1" و"جيهان2" اللتين ضبطتا في المياه اليمنية العام الماضي، بالإضافة إلى الإفراج عن أربعة إيرانيين واثنين من عناصر "حزب الله" اللبناني المعتقلين لدى صنعاء.

واستغرب ناشط "حوثي" هذه الأنباء قائلاً في تصريح صحافي إن جماعته ستقف إلى صف السلطات حال اعتقالها أي أجانب (إيرانيين أو من حزب الله) يدخلون البلاد بطريقة غير شرعية.

وكانت السلطات اليمنية أعلنت في يناير/كانون الثاني 2013 عن ضبط سفينة "جيهان1" المحملة بأسلحة حربية خطيرة بينها أغلفة لـ15 ألف عبوة ناسفة ومناظير ليلية وأطنان من مواد متفجرة وأسلحة أخرى، وقال عنها وزير الداخلية اليمني السابق عبدالقادر قحطان، إنها تكفي لقتل ملايين اليمنيين.

موقف ضبابي لـ"الإصلاح" تجاه المصالحة

في سياق الدعوات لـ"المصالحة"، قال المتحدث الرسمي باسم حزب "التجمع اليمني للإصلاح" سعيد شمسان المعمري، إن حزبه لن يمد يده لمن وصفهم "قتلة شباب الثورة وناهبي أموال البلاد"، في إشارة إلى رأس النظام السابق علي عبدالله صالح، فيما قال الأمين العام للحزب، عبد الوهاب الآنسي، إن ما وراء سقوط عمران، هو "عجز أو خيانة".

واعتبر المعمري، بعد يوم واحد من تعيينه، في تصريح صحافي للموقع الرسمي للحزب، أن الحوار "قيمة سياسية لا يمكن تجاوزها مع أي من القوى السياسية، باستثناء الجماعات المسلحة التي تلطخت يدها بدماء أبنائنا في القوات المسلحة من أفراد الجيش والأمن والمواطنين الأبرياء"، في إشارة إلى "الحوثيين" وتنظيم "القاعدة".

وبالنسبة لدعوة التصالح مع حزب "المؤتمر الشعبي" الذي يرأسه صالح، قال المعمري إنه "كما هو معلوم لدى الجميع أننا ملزمون نحن وإياهم (المؤتمر) بتسوية سياسية وبالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة. وكلنا ملزمون بتنفيذ تلك البنود والمواد التي وردت في تلك المبادرة وآليتها والموقع عليها من كافة الأطراف". واستدرك أن "الإصلاح" مع "اصطفاف وطني من أجل أهداف محددة المعالم وردت في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وأكدتها مخرجات الحوار الوطني".

من جهته، قال الآنسي، في مؤتمر صحافي، إنه "بالإمكان التعاون مع المؤتمر، وليس مع النظام السابق". وأشار الآنسي إلى أن حزبه "مع المصالحة الوطنية المنصوص عليها في الحوار الوطني والمرتبطة بالعدالة الانتقالية".

وتشير التصريحات الأخيرة لـ"الإصلاح"، إلى موقف متردد تجاه الدعوات التي أطلقتها قيادات في الحزب للمصالحة مع حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ولا يستبعد أن تكون تكتيكاً لامتصاص غضب الأطراف الرافضة لها، حسب مراقبين.