صنع منتخب تشيلي تاريخاً جديداً في عالم كرة القدم، بعدما استطاع الفوز على نظيره الأرجنتيني، في نهائي كوبا أميركا، بركلات الترجيح، بعد انتهاء الدقائق الـ120 بنتيجة التعادل السلبي، في مباراة نارية استضافها ملعب استاد ناسيونال، في مدينة سانتياغو التشيلية، بحضور جماهيري غطى مدرجات الملعب، الذي اتسع لـ48 ألف متفرج.
معركة في الوسط وفرص ضائعة من المنتخبين
بداية الشوط الأول كانت قوية من الفريقين، حيث بدت النية الهجومية منذ الدقائق الأولى، فاحتدمت المعركة في وسط الملعب، وأضاع لاعبو أصحاب الأرض والجمهور فرصة، حين ارتقى الحارس الأرجنتيني روميرو للكرة والتقطها، فيما لاحت بعد ذلك فرصتان للتانغو، الأولى كانت عن طريق الجناح السريع، أنخيل دي ماريا، والثانية لم يستطع سيرجيو أغويرو الوصول إلى الكرة، ثم ألحقها لاعبو تشيلي بفرصتين، دون أن تشكلا خطورة تذكر على المرمى.
وفي الدقيقة العاشرة، أنقذ روميرو تسديدة فيدال من داخل منطقة الجزاء، لتكون هذه الفرصة الأخطر منذ بداية الشوط، وتابع زملاء النجم ألكسيس سانشيز سيطرتهم على أجواء اللقاء، حيث بلغت نسبة استحواذهم على الكرة 60% مقابل 40% لمنتخب راقصي التانغو.
وكان ميسي في الدقيقة الـ20 قريباً من ضرب مرمى تشيلي، وتحديداً زميله في برشلونة، الحارس كلاوديو برافو، عندما لعب كرة عرضية، من ركلة حرة، فوضع أغويرو رأسه أمام الكرة، لكن برافو كان بالمرصاد، وأنقذ مرمى تشيلي من هدف محقق، كان كفيلاً بتغيير أجواء اللقاء. ولكن ردّ أصحاب الأرض لم يتأخر كثيراً، حين تلاعب فيدال بلاعبي خط وسط الخصم، وضرب دفاعات الأرجنتين بكرة طولية، لكن تسديدة المهاجم فارغارس علت الخشبات الثلاث.
وتناوب بعدها الفريقان في صناعة الخطورة والسيطرة على الكرة، ولم يتأثر المنتخب الأرجنتيني بإصابة جناح مانشستر يونايتد، أنخيل دي ماريا، فكان لافيتزي هو الخيار الأول، للمدرب تاتا مارتينو، فقدم لاعب نادي باريس سان جيرمان، خدمة كبيرة لدفاع منتخب بلاده، حين وقف في وجه سانشيز، وخلّص تسديدته من على أعتاب منطقة الجزاء.
وعلى وقع إضاعة الفرص، اعتمد منتخب تشيلي في الكثير من المناسبات، على الضغط العالي على لاعبي المنتخب الخصم، وعلى إغلاق المناطق الخلفية بكل السبل المتاحة، وشهدت الدقيقة الأخيرة، فرصتين خطيرتين للغاية، عندما وضع سانشيز الكرة بين يدي روميرو، ثم تصدى بعدها برافو لتسديدة لافيتزي.
تشيلي تضغط والأرجنتين تصارع
مع انطلاق الفترة الثانية من اللقاء، افتتح فيدال، لاعب يوفنتوس، أولى الهجمات، بعد أن ارتقى برأسه، وحول عرضية سانشيز إلى مرمى روميرو، لكن الأخير كان في الموعد وأمسك بالكرة، وتراجع بعدها المنتخب الأرجنتيني للوراء، حيث بدت علامات التسرع بادية على اللاعبين، حين رفع حكم المباراة في غضون دقائق قليلة بطاقتين من اللون الأصفر، في وجه رجال تاتا مارتينو. وانتظر الفريق الأرجنتيني حتى الدقيقة 57 ليشكل الخطورة الأولى على مرمى برافو.
وصنع زملاء ميسي خطورة بعد ذلك، من خلال التقدم الهجومي، والتحصل على ركلات ثابتة دون أن تهتز الشباك، ولكن فيدال أضاع حلم التقدم، عندما حاول ترويض عرضية المتألق سانشيز، فخلص زاباليتا الكرة من أمامه سريعاً، ليبعد الخطورة عن مرماه.
وكان سانشيز قاب قوسين أو أدنى من القضاء على الأرجنتين، قبل نهاية اللقاء في الدقائق العشرة الأخيرة، حين سدد كرة على الطائر، لكنها جاورت مرمى روميرو، وكانت رحيمة على الضيوف. ولم تشهد نهاية الشوط الثاني، الكثير من الفرص، حيث سادت الخشونة على احتكاكات اللاعبين باستثناء فرصة هيغواين الخطيرة، التي لم تحتج سوى وضعها في المرمى الخالي. وطالب روخو مدافع الأرجنتين، بركلة جزاء، حين تلقى دفعة داخل المنطقة المحرمة قبل لقطة هيغواين الخطيرة.
الأشواط الإضافية
سيطر المنتخب التشيلي على أجواء الشوط الأول الإضافي، ولاحت فرصة خطيرة لدياز، لكنه سددها عالية عن المرمى. وقبل النهاية بالقليل، أرسل برافو كرة قوية بيده، فمرت الكرة بشكل غريب عن ماسكيرانو، ليجد سانشيز نفسه في موقف سانح للتقدم نحو المرمى، لكن ضغط زباليتا، جعله يسدد الكرة فوق القائم.
وسارت مجريات الشوط الثاني، كما حصل في الحصص السابقة، إذ ظهرت الفرص، ولكن الشباك بقيت نظيفة، مع أفضلية نسبية لزملاء فيدال.
ركلات الجزاء تبتسم لتشيلي
وفي النهاية كانت الغلبة لأصحاب الأرض والجمهور، إذ كانت ركلات الحظ إلى جانبهم، بالفوز 4-1، بعدما أضاع كل من غونزالو إيغواين وإيفر بانيغا، بينما أحرز كل لاعبي "لا روخا اللاتيني" جميع الضربات.