تشيلسي مانينغ توجّه رسالة مفتوحة إلى زملائها في السجن

14 فبراير 2017
يطلق سراحها في مايو المقبل (إيليا نوفلاج/رويترز)
+ الخط -





كتبت مسربة وثائق "ويكيليكس"، تشيلسي مانينغ، رسالة في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أمس الإثنين. ووجهت من خلالها الشكر إلى كل زملائها في السجن الذين "ساعدوا على بقائها على قيد الحياة، خلال الأعوام الستة الماضية".

وقالت مانينغ "أعلم أننا متفرقون الآن، لكننا لسنا وحيدين"، وأضافت "سألني أحدكم أخيراً: هل تتذكرينني؟ أتذكرك. كيف يمكنني النسيان؟ لقد علمتموني دروساً لم أكن لأتعلمها بأي طريقة أخرى".

وكان الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، أصدر أمراً بتخفيف الحكم الصادر بحقها، في يناير/كانون الثاني الماضي، على أن يطلق سراحها في مايو/أيار المقبل.

وكتبت مانينغ "حين كنت خائفة، علمتموني كيفية الاستمرار. حين كنت تائهة، بينتم لي الطريق. حين كنت لا مبالية، علمتموني كيف أحسّ من جديد. حين كنت غاضبة، علمتموني كيف أهدأ. حين كنت بغيضة، علمتموني الرحمة. حين كنت بعيدة، علمتموني أن أقترب. حين كنت أنانية، علمتموني المشاركة".

وتابعت "كنا أصدقاء بطريقة لن يفهمها إلا قليلون... كان باستطاعتنا الاختباء من عائلاتنا ومن العالم الخارجي، لكننا لم نستطع أبداً الاختباء من بعضنا بعضاً. تجادلنا، احتدينا، وتشاجرنا مع بعضنا بعضاً... لكننا كنا عائلة دائماً، وكنا متحدين دائماً".

وقالت مانينغ "حين حاول السجن كسر واحد منا، وقفنا جميعاً بوجهه. لقد اهتممنا ببعضنا بعضاً. حين حاولوا تفريقنا والتمييز بيننا بطريقة ممنهجة، أبرزنا تنوعنا، وتصدينا لهم"، وأضافت، "المواطنون خارج السجن قد لا يصدقون أننا نتصرف كبشر، تحت هذه الظروف. لكننا نفعل ذلك. ونبني شبكتنا الخاصة، للبقاء على قيد الحياة".

كما تطرقت مانينغ إلى الوقائع المؤلمة داخل السجن، شاكرة زملاءها على "مساعدتها في تخطي الصدمات العصبية، عند كل حلاقة شعر"، بالإضافة إلى "الوقوف بجانبها، عندما حاولت وضع حد لحياتها".

وكتبت، "كثيرون منكم أحرار الآن وخارج السجون، بعضكم سيعود إلى منزله قريباً، وبعضكم الآخر لا تزال لديه سنوات طويلة لقضائها في السجن".

واعتبرت مانينغ أن "الكتابة أهمّ ما علمتموني إياه. كنت أجيد كتابة المذكرات فقط. أما الآن، فأنا أكتب كإنسانة، لديها أحلامها ورغباتها وارتباطاتها".

وختمت رسالتها: "حين أغادر هذا المكان في مايو، سأفكر بكم جميعاً. وإلى كل الذين يعتقدون أنهم وحيدون خلف القضبان، اعلموا أن هناك شبكة من الأشخاص تفكر بكم دائماً. لن تُنسوا أبداً".




(العربي الجديد)