يقول أليكس دي وال، المدير التنفيذي لمؤسسة السلام فليتشر: "على الناس في القارة الأفريقية أن يشاركوا في اختيار الحلول التي تناسبهم لمواجهة المرض، وإلا لن تتمكن القارة من السيطرة على انتشاره".
ووفق تقرير بي بي سي، بعنوان "الإغلاق في أفريقيا لا يُجدي نفعاً"، فإن دول القارة يمكنها إيجاد الحل المناسب لمكافحة الوباء من خلال التجارب السابقة لها للتعامل مع الأوبئة، مثل فيروس نقص المناعة البشرية والإيبولا، بعيداً عن الإجراءات الأخرى التي تتخذها باقي دول العالم. وبالتالي فإن المضي قدماً نحو إغلاق المدن بشكل عشوائي، لا يمكن أن يساعد في الحد من انتشار المرض، بل على الناس والسكان المحليين الانخراط في عملية الإغلاق بحسب ظروف معيشتهم وأوضاعم الاجتماعية. لذا لا بد لأي قرار يتعلق بمكافحة كورونا أن يلحظ عدة أمور، منها:
- اختلاف ظهور الأمراض الفاشية المعدية بشكل مغاير في المجتمعات الأفريقية، تبعاً للظروف الاجتماعية التي لا يعرفها إلا السكان.
- لا يمكن فرض أي تدابير دون موافقة الأشخاص المتضررين، لأن الناس المتضررين لن يقتنعوا بتنفيذ الإجراءات.
عوامل متحكمة
في المجتمعات الأفريقية لا تزال العادات والتقاليد تتحكم بالحياة الاجتماعية للسكان، وتؤثر على نمط معيشتهم، وبالتالي يمكن ملاحظة انتشار المرض في مكان ما بنسب مرتفعة عن انتشاره في مكان آخر، ويعود السبب في ذلك إلى أن العادات التي تحكم المجتمعات تفرض في بعض الأحيان عدم الالتزام بقرارات السلطات للإغلاق، أضف إلى ذلك، فإن الكثافة السكانية، ومستوى التعليم في بعض المجتمعات، تتحكم بسرعة انتشار الوباء، بحسب ما جاء في تقرير لموقع دوتشيه فيله الألماني، بعنوان "الإغلاق في أفريقيا - فخ للموت من نوع آخر للفقراء".
وأشار التقرير إلى أن المناطق العشوائية في أفريقيا لا تملك مثلاً وسائل كافية للوقاية من المرض، كغياب المياه النظيفة، أو عدم توفر شبكات للصرف الصحي، وبالتالي لا يمكن لهذه المجتمعات أن تلتزم بالمعايير المطلوبة من منظمة الصحة، ويمكن أن تشهد معدلات مرتفعة من المرض. كما أن بعض المجتمعات التي يعتمد أفرادها على العمل اليومي لتأمين قوتهم لا يمكنهم الالتزام بالإغلاق، لأن الجوع سيحاصرهم قبل المرض.
ووفق التقرير، على منظمة الصحة والسلطات في الدول الأفريقية معالجة انتشار وباء كورونا وفق التقنيات المتاحة وخصوصية كل مجتمع على حدة.
التركيبة السكانية المختلفة
ومن الاختلافات التي تتميز بها القارة الأفريقية عن باقي الدول التي اجتاحها الفيروس، هي التركيبة السكانية الفتية نسبياً. وبحسب بي بي سي، فإن أحد الأسباب التي دفعت إلى ارتفاع معدلات الوفيات في إيطاليا، هو وجود نسبة كبيرة من كبار السن، نحو 23 في المائة من السكان فوق سن 65 عاماً، فيما على النقيض من ذلك، فإن نحو 2 في المائة من سكان أفريقيا تجاوزوا 65 عاماً، فيما باقي أفراد المجتمع لا يزالون في أعمار صغيرة، ولهذا السبب، قد يكون معدل وفيات الفيروس أقل في القارة، وربما يستطيع الشباب في القارة السمراء مقاومة المرض أكثر من باقي الدول. وبالتالي فإن قرار الإغلاق التام ليس القرار السديد في القارة الأفريقية. والبديل عن ذلك يكمن في نشر التوعية واحترام خصوصية المجتمعات.