تشتت التركيز قد يكون دليلاً على الذكاء

19 يناير 2016
التكنولوجيا تساهم في تشتيت الانتباه (Getty)
+ الخط -


ينصرف انتباه بعض الأشخاص بسهولة أثناء العمل، فيبدأون أمراً وقبل إنهائه، ينشغلون بأمر آخر. قد لا يكون ذلك التصرّف دليلاً على تدّني مستوى الذكاء، كما يعتقد كثيرون، بل على النقيض من ذلك، كشفت دراسة حديثة، أن البالغين الأكثر ذكاء يجدون صعوبة في ترتيب أولوياتهم حول الأفكار والمسائل ويسهل صرف انتباههم.

وتؤكد الدراسة أن واقع الاستخدام المتزايد للحاسبات والهواتف الذكيّة، وغيرها من وسائل التكنولوجيا، جعلت تركيز الأشخاص على قضيّة واحدة أصعب من ذي قبل.

وأظهرت الدراسة التي قامت بها شركة "ستيل كيز" الأميركية، أن نحو نصف المشاركين في الدراسة الذين بلغ عددهم 10 آلاف عامل من 17 بلداً، يفقدون تركيزهم بسهولة في العمل المكتبي، كما تبيّن أنّ المعدّل المتوسط للموظف، هو فتح ثمانية مواقع على جهاز الحاسب في وقت واحد.

وقال المشاركون في الدراسة، إنّهم ينتقلون من موقع إلى آخر كلّ ثلاث دقائق تقريباً، كما لفت آخرون إلى أنّهم يتفقّدون جوالاتهم ما يقارب مئتي مرّة في اليوم الواحد.

وأشارت الدراسة إلى أنّ استخدام الهواتف الذكيّة، ارتفع في العام 2015، ونتج عنه خسارة وقت مضاعف للموظّفين عمّا كان عليه في 2012.

بدوره، قال الطبيب النفسي، نيد هالويل، إنّ الأشخاص الأكثر ذكاء يعجزون عن ترتيب أولوياتهم أو التركيز على مسألة واحدة، كونهم يحاولون حلّ كلّ مسألة فور ظهورها أمامهم. ولفت إلى أنّ ذلك قد يؤدي إلى الإحساس بالعجز عن التعامل مع عبء العمل ككل.

من جهته، قال بوستجان يوبيتش، من "ستيل كيز"، إنّ أرباب العمل يبحثون دوماً عن أشخاص لامعين، بيد أنّ صعوبة القيام بمهام عديدة وسهولة صرف الانتباه أثناء العمل المكتبي تؤثّر على الأشخاص الأذكياء كغيرهم، إن لم يكن أكثر.

واعتبر أنّ الطريقة التي نعمل بها تتبدّل بسرعة ويتعرّض الدماغ لكثير من الضغوط التي قد تؤدّي إلى أعباء إضافية، وأنّ الإحصاءات تفيد أنّ تشتت التركيز في أماكن العمل يستمرّ في الارتفاع.

اقرأ أيضاً: دراسة تكشف أنّ الابن البكر هو الأذكى