تشافي "الماتادور" يرحل عن "الحلبة" الدولية

05 اغسطس 2014
تشافي يودّع المنتخب الإسباني
+ الخط -

"اتخذت قراري بالاعتزال الدولي". بهذه الجملة المقتضبة الحزينة، أعلن تشافي هيرنانديز لاعب وسط برشلونة الإسباني اليوم، نهاية مسيرته مع منتخب بلاده، بعد مسيرة حافلة بالإنجازات الجماعية والفردية، وكان فيها خير قائد لوسط ملعب "الماتادور" وأفضل محرك لهجمات الجيل الأفضل في تاريخ الكرة الإسبانية على الإطلاق.

لم يكن القرار وليد اللحظة، ولكنّ عندما تصل مسيرة اللاعب إلى منعطف يجبره على العودة إلى الوراء، ويبدأ في الشعور أنّ أهميته في صفوف منتخب بلاده قد تراجعت بشكل يطيح به إلى مقاعد البدلاء، ويتسبب الأداء المترنح والمستوى المتردي في سقطات لا تنسى، يكون الرحيل والحفاظ على رونق سجل الإنجازات هو الحل الأمثل.

يعرف محبو "الماتادور" أن حقبة المدير الفني فيسنتي ديل بوسكي، اعتمدت بشكل كبير على لاعبي برشلونة، وعلى رأسهم تشافي؛ فكان أقصر طرق إنجاح الهجمات في طريقة لعب "التيكي تاكا"، ولكنّ مع قلة التجديد في الخطة، واقتراب اندثارها، أصبح المنتخب الإسباني خصماً يسهل التفوق عليه بالسرعة والهجمات المرتدة، كما ظهر في مجريات بطولة كأس العالم الماضية.

ومع هبوب رياح التغيير، التي لم يتحملها "الماتادور" ليخسر معركته الأكبر دون أي مكاسب، ويكون الانسحاب بهدوء هو أحد الحلول الأنسب لـ"المحاربين القدامى"، خاصة وإنّ المعارك المقبلة قد تكون أشرس، وهو ما قد يزيد من الخسائر، وكان هذا هو الحل الذي اختاره تشافي.

لا شك أن تشافي كان قائداً لمجموعة حققت العديد من الإنجازات لإسبانيا، وهو ما قد لا يصل إليه أي جيل آخر من اللاعبين خلال الأعوام المقبلة، ويكفي أن تشافي كان صانع هدفي فوز "لا روخا" على هولندا لزميله أندريس إنييستا، في نهائي مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، وعلى ألمانيا في نهائي كأس الأمم الأوروبية 2008 لمهاجم تشيلسي فيرناندو توريس.

بدأ تشافي مسيرته مع المنتخب عام 2000 تحت قيادة خوسيه أنطونيو كاماتشو المدير الفني للماتادور وقتها، وكان اللاعب الكتالوني قد مر بجميع المراحل السنية مع إسبانيا، وكان أحد أهم اللاعبين في المنتخب تحت 17 عاما والذي حصد بطولة يورو 1999، وكان قوامه هو الفائز بالمونديال بعدها بـ11 عاما.

وكانت البداية الحقيقية للاعب تحت قيادة المدرب الراحل لويس أراجونيس الذي أعتمد عليه في قيادة المنتخب الإسباني بداية من عام 2004، لتبدأ مرحلة تكوين "الماتادور التاريخي"، في طريقه لحصد الألقاب، وتشهد بطولة كأس العالم 2006 في ألمانيا بداية منتخب ينذر الجميع بأنّه اقترب من تسيّد عالم الساحرة المستديرة.

في عام 2008 أحرز لاعب الوسط الكتالوني أول أهدافه الرسمية مع إسبانيا، وكان خلال منافسات يورو 2008، والذي انتهى بتتويج الماتادور بالبطولة، بهدف من صناعته، ويختاره بعدها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) أفضل لاعب في البطولة.

وتتواصل إنجازات تشافي مع برشلونة ومنتخب بلاده، ليقتنص اللقب الأكبر في مسيرته مع إسبانيا، ويتوج بكأس العالم 2010، على حساب هولندا بهدف من صناعته أيضا، ويرشح لجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، ويختاره الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ضمن الفريق المثالي لمونديال جنوب أفريقيا.

وشهد كأس العالم 2014 بالبرازيل، بداية النهاية لجيل "التيكي تاكا" وعلى رأسهم تشافي، الذي تأثر وسط ملعب الماتادور بانخفاض مستواه الملحوظ، ليفقد السيطرة التي اعتاد عليها الإسبان، و"تتشوه" المعالم الخططية للفريق، ويصبح لقمة سائغة في أفواه خصومه ويودّع البطولة من دورها الأول.

كان تشافي يفضل أن تكون كلمة النهاية في مسيرته الكورية مع المنتخب مخالفة للواقع، ولكن القرار الذي اتخذه كان الأقرب إلى الصواب في المرحلة الحالية، بعدما تحول من اللاعب الأول في وسط الملعب، إلى "كمالة عدد" غير مفيدة على الصعيد الخططي، على حد تعبيره، ليخلع مصارع الثيران حلته، بعدما خاض 133 مباراة وأحرز 12 هدفا.

المساهمون