تشابالا وميغ يلاحقان اليمنيّين

07 يناير 2016
ظنّوا أنهم قد يعودون إلى منزلهم (الأناضول)
+ الخط -

في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ضرب إعصارا (تشابالا وميغ) مناطق ساحلية شرقية وجنوبية في اليمن. وبعد مرور شهرَين، ما زالت آثارهما واضحة، في ظل تعقيدات وتحديات عديدة تواجهها السلطات المحلية والمنظمات الإغاثية المحلية والدولية.
عادت الحياة إلى طبيعتها في أكثر المناطق المنكوبة، إلا أن أسراً كثيرة ما زالت في الخيم أو في مؤسسات ومدارس حكومية، أمام عجز السلطات المحلية عن تأمين أماكن مناسبة لإيوائها، على الرغم من الوعود الحكومية المتكررة.

في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، كبرى المحافظات اليمنية، لم تستطع السلطات المحلية، حتى اليوم، حصر المنازل المدمرة. وتبرّر عجزها بأنها لا تستطيع إنجاز هذه المهمة، بينما الحكومة غير قادرة على تعويض الأسر المتضررة، مثلما حدث في عام 2008 عندما تعرّضت المحافظة لفيضانات. حتى اليوم، لم تستطع الحكومة تقديم تعويضات لأصحاب المنازل والمزارع التي جرفتها الفيضانات في تلك الكارثة.

تتوزع مئات الأسر في عدد من مدارس مديريات المكلا وروم ميفع والديس، مثل مدرسة باعبود وثانوية الشافعي في منطقة الفوّة وغيرهما. وتقدّر منظمات محلية عدد الأسر التي ما زالت نازحة بنحو 800 أسرة تتوزّع على عدد من مديريات حضرموت الساحل وحدها.
وتُعدّ أكثر الأسر النازحة من الفئات الأشد فقراً، إذ كانت في معظمها تسكن منازل مصنوعة من الصفيح أو القش بجوار الساحل. وهذا ما جعلها أكثر عرضة للدمار بمجرّد هطول الأمطار الغزيرة واشتداد الرياح وارتفاع الأمواج.

إلى ذلك، يُعدّ الصيادون في مدينة المكلا من أكثر الفئات المتضررة من الأعاصير التي ضربتها أخيراً، فأكثر سكان المديرية يعملون في هذه المهنة. وقد تضرّر نحو 680 صياداً بأشكال مختلفة. أما معدات الصيد التي خسرها الصيادون، فيتجاوز عددها 12 ألف قطعة من قوارب وشباك ومولدات وغيرها من المعدات. كذلك تضررت بشكل تام تسعة مراكز إنزال للأسماك.

اليوم، ينتظر الصيادون في المكلا تنفيذ الحكومة وعودها وشراء بعض القوارب وإصلاح بعض آخر وتوفير معدّات الصيد، لكنّ آخرين فضلوا البحث عن مصادر دخل أخرى بعد مرور شهرين على الكارثة من دون أي استجابة. يُذكر أن بعض المؤسسات الخيرية في الكويت قدّمت نحو 300 قارب صيد لتوزيعها على المتضررين.

في السياق، يؤكد أمين عام جميعة الإصلاح في المكلا أصيل جوبان، أن "أكثر الأسر المتضررة من إعصارَي (تشابالا وميغ) تعتمد بدرجة أساسية على التكافل الاجتماعي ومساعدة الأقارب والمجتمع المحيط، في ظل غياب تام للمنظمات الإغاثية الدولية". ويستغرب غياب هذه المنظمات على الرغم من الوضع الإنساني في حضرموت، فيما نجد مكاتب لها في عدن. ويشير لـ "العربي الجديد" إلى أن هذه المنظمات تفسّر غيابها بالدواعي الأمنية، بسبب خضوع مدينة المكلا لسيطرة مسلحي تنظيم القاعدة".

ويوضح جوبان أن "عام 2015 كان عاماً سيئاً على محافظة حضرموت، إذ إنها تعرّضت لكوارث وتحديات مختلفة، ولعلّ أبرزها الإعصارَين وتوافد آلاف النازحين إليها بالإضافة إلى المشاكل الأمنية". ويشدّد على أن "المحافظة لم تتلق أي مساعدات بالحجم المطلوب لمواجهة مع هذه الكوارث". ويطالب المنظمات الدولية بفتح مكاتب لها في حضرموت بهدف مساعدة المنظمات المحلية في التقليل من آثار الكوارث والمآسي التي يواجهها الأهالي.
من جهة أخرى، قدّمت جمعية الإصلاح الخيرية بعيد وقوع الإعصارَين، مساعدات إلى أكثر من 12 ألف أسرة تضرّرت منهما.
أمّا في جزيرة سقطرى، فالوضع أفضل حالاً من المكلا. وقد تمكّن سكان العاصمة حديبو ممن تعرّضت منازلهم إلى تدمير جزئي، من إصلاح هذه المنازل وترميمها ليعودوا وأسرهم إليها، تاركين المدارس والمستشفيات التي كانوا قد نزحوا إليها هرباً من الإعصارَين. لكن أسراً عدة في منطقة نوجذ في الجزيرة، ما زالت تعيش في خيم كانت قد قدمتها منظمات وجمعيات عربية بعدما جرفت السيول منازلها.

إلى ذلك، خسرت 129 أسرة في جزيرة عبد الكوري التابعة لمحافظة جزيرة سقطرى، منازلها وقد دُمّرت بشكل كامل من جراء الإعصارَين، لينتقل إلى مديرية قصيعر في مدينة المكلا في انتظار الوعود الحكومية المتمثلة في تعويضها وتشييد منازل جديدة لها.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في اليمن، قد أشار، في وقت سابق، إلى أن نحو 1.1 مليون يمني قد يكونون تأثروا من جرّاء إعصار تشابالا الذي ضرب بعض مناطق اليمن.

اقرأ أيضاً: يمنيون إلى الكهوف
دلالات