تسمم 28 نازحاً عراقياً في مخيم بزيبز جنوب الفلوجة

11 اغسطس 2015
عراقيون يفرون من الفلوجة (GETTY)
+ الخط -

أعلن مسؤولون محليون في محافظة الأنبار، غرب العراق الثلاثاء، إصابة 28 نازحاً بالتسمم في مخيم بزيبز جنوب الفلوجة، بعد تناولهم لمواد غذائية منتهية الصلاحية، تم خزنها في أماكن غير نظيفة ما تسبب بتعرضها للبكتريا والجراثيم، ثم تم توزيعها على النازحين.

وقال مدير مجمع "الفارس العربي" السكني في عامرية الفلوجة، الدكتور خليل إبراهيم، في تصريح صحافي: "نناشد المنظمات الإنسانية الاهتمام بالنازحين وعدم توزيع أو إدخال مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك البشري، أو منتهية الصلاحية إلى مخيمات النازحين كونهم يعيشون ظروفاً حرجة ولا يمكنهم تحمل المزيد من الأمراض".

وكشف إبراهيم أن المواد الغذائية التالفة تم تجميعها في مركز القطاع بانتظار وصول لجنة مختصة بإتلاف المواد منتهية الصلاحية.

وأكد مصدر مسؤول، فضل عدم الكشف عن اسمه، أنه "تم رصد مواد غذائية منتهية الصلاحية ولا تصلح للاستهلاك البشري، وتبين بعد التحقيقات الأولية أنها تابعة لإحدى المنظمات الإنسانية المتعاونة مع أحد مستشاري محافظ الأنبار".

وكشف المصدر لـ"العربي الجديد" أن "المواد الغذائية المخصصة للنازحين في مخيم بزيبز تم خزنها في حظائر مخصصة للمواشي بشكل مكشوف تحت أشعة الشمس، وبإشراف مسؤول حكومي رفيع المستوى، ما أسفر عن إصابة تلك المواد بالبكتريا والجراثيم، وتسبب تناولها من قبل النازحين بعد توزيعها عليهم في إصابة 28 شخصاً منهم بحالات تسمم".

وحذر المصدر منظمات حقوق الإنسان من توزيع مواد غذائية فاسدة أو منتهية الصلاحية على النازحين أو خزنها في أماكن غير مخصصة لهذا الغرض، مبيناً أن "إجراءات قانونية رادعة ستتخذ بحق المخالفين كون ذلك يشكل خطراً مباشراً على حياة النازحين".


فيما كشفت مصادر لـ"العربي الجديد" أن "المواد الغذائية التالفة كانت قادمة من وزارة الهجرة والمهجرين إلى مخيم النازحين قرب جسر بزيبز برفقة مسؤول حكومي رفيع لم يتم تحديد هويته".

اقرأ أيضاً:العراق.. أمراض وأوبئة وسط النازحين

وأقدم ناشطون ومنظمات إنسانية على إنشاء مخيم للنازحين قرب جسر بزيبز الذي يربط الأنبار بالعاصمة بغداد بعد إغلاق الجسر من قبل السلطات، ومنع النازحين من دخول العاصمة مطلع مايو/ أيار الماضي إثر نزوح أكثر من 100 ألف مواطن من الرمادي بسبب معارك بين القوات العراقية وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

وقال الناشط محمد الدليمي إن "قيام الحكومة العراقية بإغلاق معبر بزيبز بوجه النازحين ومنعهم من دخول العاصمة بغداد شكل صدمة كبيرة لنا، فاضطررنا إلى إنشاء مخيمات للنازحين الذين يفترشون العراء مع أطفالهم ونسائهم، وهذه المخيمات تتوزع على أكثر من 300 خيمة في مخيم جسر بزيبز، و100 خيمة في مخيم الأمل المنشود قرب المجمع السكني في عامرية الفلوجة، ومخيم العيساوي جنوب العامرية، فضلاً عن مخيمات صغيرة متناثرة جميعها في مناطق صحراوية خارج المدن وأغلب تلك الخيام متهرئة وممزقة".

ويضيف الدليمي لـ"العربي الجديد": "هناك نقص حاد في المواد الغذائية والطبية في مخيمات النازحين أسفرت عن وفاة عدد من الأطفال وكبار السن والمرضى. لكننا تفاجأنا أمس بتوزيع مواد غذائية تالفة على النازحين أصابت 28 منهم بالتسمم بعد تناولها، بينهم نساء وأطفال".

وكان ناشطون كشفوا في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد" عن وفاة أكثر من 52 نازحاً، أغلبهم أطفال، بسبب شدة الحر ولدغات الأفاعي ليرتفع العدد بعد أيام قليلة إلى أكثر من 60 حالة وفاة نتيجة نقص الأدوية والأغذية وانتشار الأمراض.

وتستمر الحكومة العراقية بإغلاق معبر بزيبز بوجه النازحين ممن يحاولون دخول العاصمة بغداد، ما يزيد تعريض حياة النازحين للخطر وهم يفترشون الصحراء تحت خيام أغلبها متهرئة وممزقة.

اقرأ أيضاً: وفاة 52 نازحاً في الأنبار العراقية بسبب الحرّ والأفاعي