فيما كانت عاصفة تسريب فيديو لوزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، يصف فيه رئيس مجلس النواب ورئيس "حركة أمل" نبيه بري، بـ"البلطجي"، في ذروتها، جاء تسريب ثان له مع أبناء إحدى البلدات في مسقط رأسه، البترون، ليزيد من الهيجان، ويلغي مفاعيل التراجع الخجول الذي عبّر عنه في حديث إلى إحدى الصحف المحلية بعد تسريب الفيديو الأول.
وفصلت ساعات قليلة فقط بين الفيديو الأول وبين مقطعين صوتيين لباسيل، تحدث فيهما طوال 25 دقيقة عن علاقة تياره بمجلس النواب وبرئيسه، وبتقييمه لعدد من القوى السياسية المسيحية في لبنان. وقال باسيل في التسجيل الأول ومُدته 16 دقيقة: "نريد أن نكسر رأسه (بري) بدل أن يكسر رأسنا". وأضاف إن "برعطة (مناورة) بري لن تنفعه لأنه لا يستطيع التفرد بنا في الدولة".
واتهم باسيل الذي يرأس "التيار الوطني الحر"، بري، بـ"وضع اليد على السلطة التشريعية وإعاقة بحث 126 قانونا تقدمنا بها إلى مجلس النواب، وأحد الأمثلة على ذلك هو مشروع قانون السيارات العاملة على الغاز. وقد روّجوا يومها أنها ستنفجر، ولكن الواقع أن رؤوسهم هي التي ستنفجر لأنهم بلا فهم".
كما شملت قائمة الشتائم التي كالها باسيل لبرّي اتهامه بـ"الوقاحة" لأنه "وافق على قانون الانتخابات الذي انتزعناه بعد مكسبي انتخاب العماد (ميشال) عون رئيساً وتشكيل حكومة متوازنة، ثم رفض تطبيق القانون ويحاول عرقلة انتخاب المغتربين لأنه كيديّ".
وفي التسجيل الثاني، يتحدث باسيل عن علاقته بعدد من القوى المسيحية بشيء من السُخرية، مع تأكيده أن "الأساس هو في الحفاظ على حالة الاسترخاء والهدوء في الصف المسيحي ومنع تفاقم أي خلاف".
وكانت الأزمة السياسية المفتوحة بين رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، ومعه صهره باسيل من جهة، وبين نبيه بري الذي يرأس "حركة أمل"، من جهةٍ أخرى، دخلت مرحلةً جديدة، بعد تسريب مقطع مصور لباسيل يصف فيه بري بـ"البلطجي".
ويظهر باسيل في المقطع المصور، الذي انتشر مساء الأحد، وهو يتحدث أمام حشد من الجمهور عن "حكم غير عادل طاول اللبنانيين المقيمين والمغتربين، لأن رئيس مجلس النواب عندما يحرد (يستاء) فهو يحاول تقسيم المغتربين إلى طوائف، ويهدد الشيعة المغتربين بمنعهم من العودة إلى لبنان أو التضييق عليهم في أعمالهم، في حال شاركوا في مؤتمر الطاقة الاغترابية (الذي تنظمه وزارة الخارجية)".
وهو ما رد عليه مستشار بري ووزير المالية، علي حسن خليل، مُتوجهاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى رئيس الجمهورية بالقول "إذا كان هناك من يسمع فليسمع أن صهره المفضل قليل الأدب، ووضيع، وكلامه ليس تسريبا بل هو خطاب الانحطاط، ونعيق الطائفيين، أقزام السياسة، الذين يتصورون أنهم بالتطاول على القادة يحجزون موقعا بينهم".
واعتبر خليل أن "المس ببري يُسقط كل الحدود التي كان (أي بري) يضعها أمامنا كي لا نفضح الكل في تاريخهم وإجرامهم والقتل والصفقات والمتاجرة بعنوان الطائفية". وختم مستشار بري موقفه بعبارة: "ولنا بعد الآن كلام آخر".