وقال رمزي ص.، من أهالي السويداء، وقد طلب عدم ذكر اسم عائلته لأسباب أمنية، لـ"العربي الجديد": "تتكرر عمليات الخطف في السويداء حتى أصبحت القضية الشاغلة للمجتمع، في ظل عدم وجود أي إجراءات رادعة للخاطفين بالرغم من تداول أسماء محددة لمتهمين بتلك العمليات، وهناك اتهامات بوجود غطاء أمني لهم، خاصة أن منهم من عمل مع الأجهزة الأمنية في عمليات قمع الحراك السلمي المناهض للنظام، إضافة إلى الأعمال غير المشروعة وتغطيتها من قبل المتنفذين والفاسدين بتلك الأجهزة".
وأضاف أن "طبيعة المجتمع في السويداء خاصة جداً، فجميع العائلات مترابطة بعلاقات قرابة ودماء، وأي خلل يترك أثراً سلبياً على الجميع، وخاصة أن الأمر طارئ على السويداء، إذ لم يظهر حتى في أشد سنوات الأزمة، بل كان يقتصر على عمليات خطف أبناء السويداء من قبل مجموعات مسلحة توجد في درعا بهدف الفدية، وبعدها عمليات الخطف المضاد، لكن مع الوقت بدأت تتشكل مجموعات من المجرمين السابقين والشبيحة تقوم بعمليات خطف في المحافظة أو تسهيلها لصالح المجموعات في درعا، وبعد فرض النظام سيطرته على درعا، أصبحت تلك المجموعات تعمل لصالحه وتتقاضى على المخطوفين عشرات الملايين".
من جانبه، قال الناشط المجتمعي عماد ط.، من أهالي السويداء، لـ"العربي الجديد"، "عمليات الخطف تثير العديد من علامات الاستفهام، أولاها لماذا يستهدف الخاطفون الوافدين إلى المحافظة؟ لماذا لا يتم التحقيق في قضايا الخطف وملاحقة المتهمين بها؟ أين دور الشرطة والأجهزة الأمنية التي تلاحق وتتابع الناشطين والسياسيين لكنها تغض الطرف عن المجرمين بل تتعاون معهم في بعض القضايا".
وبين أن "قوى المجتمع المدنية والسياسية والدينية، تطالب النظام بشكل دائم، وهو الذي يعرف نفسه أنه يمثل الدولة والمسؤول عن المحافظة، لأخذ دوره بحماية المجتمع، وخاصة أنه يذكر أن من المسجلين خطر كمجرمين يبلغ عددهم 18 شخصا، وحولهم 147 شخصا يعملون معهم، وفي آخر لقاء تم في مقر القيادة المركزية للحزب قبل عدة أشهر، قيل للمشاركين إن الوضع الأمني في السويداء يعتبر الأفضل من بين المحافظات السورية".
ولفت إلى أنّ "النظام يبتز أهالي المحافظة، عبر تدهور واقعهم الأمني الذي تسبب في رحيل كثير من المقيمين في المحافظة خوفاً من الخطف، وذلك أثّر على الحركة الاقتصادية بها، إذ يطالب المرجعيات والقوى أن تطلق يدها في فرض سيطرته على المحافظة التي يراها عبر إجبار عشرات آلاف الشباب المستنكفين عن الخدمة العسكرية، وعدم الاعتراض أو مقاومة قيام الأجهزة الأمنية بتنفيذ الاعتقالات التي تريد، الأمر الذي ما زال يرفضه المجتمع".
وكان موقع إلكتروني يعنى بالشأن المحلي، قد نقل عن مصادر لم يسمها، أن المواطن منيار العصمان من أبناء السويداء تعرض للخطف على يد مسلحين مجهولين قرب حديقة الفيحاء، يوم الإثنين 25-3-2019، وطالبت الجهة الخاطفة بفدية مالية لإطلاق سراحه.
كذلك فقد المواطنان عبد الله الوهبان وابنه عدنان من أبناء مدينة شهبا، قرب مفرق قرية "مردك" المجاورة، وسط ظروف غامضة، يوم الثلاثاء الماضي، ورجح الأقارب بناء على المعلومات التي وردتهم أن المفقودين تعرضا للخطف.
ونقلت مصادر إعلامية محلية أنباء عن فقدان رشاد رمضان مع سيارته "ستروين بيضاء اللون تحمل لوحة دمشق، يوم الثلاثاء"، موضحة أن "رمضان طبيب بيطري في مدينة شهبا ويعمل في توزيع الأدوية البيطرية".
وفي الريف الجنوبي من السويداء، داهم مسلحون مجهولون محطة وقود "الباشا" في بلدة القريا، وخطفوا 3 مواطنين من ريف دمشق يعملون بالمحطة ضمن "عقد ضمان"، واقتادوهم إلى مكان مجهول، صباح يوم الثلاثاء الماضي.