تركيا: مؤتمر لـ"العدالة والتنمية" لتأمين خروج مشرف لداود أوغلو

إسطنبول

باسم دباغ

avata
باسم دباغ
04 مايو 2016
BA8C5652-1814-4728-BA25-9BB0E342D6F7
+ الخط -

علم "العربي الجديد" من مصادر داخل حزب "العدالة والتنمية" أن التوتر الذي انفجر أخيراً بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الحكومة أحمد داود أوغلو انتهى، اليوم، بعد اللقاء الذي جمع الجانبين، بالاتفاق على دعوة حزب "العدالة والتنمية" إلى مؤتمر عام غير اعتيادي خلال أسبوع إلى أسبوعين، لا يترشح خلاله داود أوغلو لرئاسة الحزب، على أن يستمر في وظيفته كنائب عن الحزب في البرلمان التركي.

وبحسب الكاتب في جريدة "حرييت" التركية المعارضة، عبدالقادر سيلفي، والمعروف بقربه من دوائر صنع القرار في حزب "العدالة والتنمية"، فإن المعلومات تؤكد بأن "العدالة والتنمية" يتجه لعقد مؤتمر عام غير اعتيادي يسلم بموجبه داود أوغلو وظائفه في الحزب بما يمثل وداعاً مؤدباً له.

واجتمع كل من داود أوغلو وأردوغان، مساء اليوم، في القصر الرئاسي في العاصمة التركية أنقرة، وذلك دون أن تصدر أي تصريحات من الجانبين، وسط أنباء عن توتر بينهما حول عدد من المواضيع، خصوصاً بعد سحب اللجنة المركزية لحزب "العدالة والتنمية" صلاحيات تعيين رؤساء فروع الحزب من رئيس الحزب لصالح اللجنة المركزية.

واستمر الاجتماع لمدة ساعة وأربعين دقيقة، قبل أن يغادر داود أوغلو القصر الرئاسي متوجهاً إلى مقرّ رئاسة الوزراء، حيث شوهد نائب رئيس الوزراء، لطفي علوان، في مقر رئاسة الوزراء.

ورغم أن الرئاسة التركية شددت على أن اللقاء بين رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية هو لقاء اعتيادي، وبالتالي لن تقوم رئاسة الجمهورية بإصدار أي بيان صحافي حوله، لكن يبدو أن الأمور تجري نحو تغيير حكومي خلال بضعة أسابيع على أبعد تقدير.

وتداولت الأوساط السياسية أخيراً عدداً من الأسماء المقربة من أردوغان كمرشحين لرئاسة الحزب وبالتالي لرئاسة الوزراء، منها بن علي يلدرم، وزير الاتصالات والمواصلات في الحكومة الحالية، وبكير بوزداغ، وزير العدل الحالي، وبراءات البيرق وزير الطاقة الحالي وصهر أردوغان، بما يعني إحكام قبضة أردوغان على كل من رئاسة الوزراء وقيادة "العدالة والتنمية".

وعلم "العربي االجديد" أن داود أوغلو سيعقد، يوم غد، مؤتمراً صحافياً بعد الاجتماع غير الاعتيادي للمكتب السياسي لحزب "العدالة والتنمية"، للإعلان عن المؤتمر. 

وتقدم 47 من أعضاء اللجنة المركزية للحزب من أصل 51 عضواً بطلب لإعادة صلاحيات تعيين رؤساء فروع الحزب من رئاسة الحزب إلى اللجنة المركزية، بينما كان داود أوغلو في زيارة إلى العاصمة القطرية الدوحة.

 ورغم نفي داود أوغلو، خلال الأيام الماضية، أي توتر بينه وبين رئاسة الجمهورية، لم تتوقف الشائعات حول الأمر، بسبب تعليقات أدلى بها الصحافي في جريدة "ستار" المقربة من الحزب الحاكم، نصوحي غونغور، والمعروف بقربه من رئاسة الجمهورية، حول ضرورة رحيل داود أوغلو لأنه بات يشكل عقبة في وجه التحول إلى النظام الرئاسي.

وقال غونغور: "لا يزال التوتر مستمراً مع روسيا وكذلك في سورية، من دون القدرة على إنتاج أي حل، لا يمكن للعدالة والتنمية أن يستمر مع داود أوغلو أكثر من ذلك، على الحزب، وعلى تركيا أن يجدوا لأنفسهم مخرجاً". ولم تمض ساعات على تعليق غونغور خلال مشاركته في أحد البرامج السياسية الحوارية في قناة "أي خبر" (A haber) التركية الموالية للحكومة، حتى أعلنت "ستار" عن قطع علاقتها معه. يأتي هذا بينما صدرت منذ أيام مدونة بعنوان "بليكان دوسياسي" أي "ملف طائر البجع"، لم يعرف صاحبها، ونشرت مادة بعنوان "سلام أولسن" أي "ليحل السلام"، تتحدث عن خلافات كبيرة بين داود أوغلو وأردوغان، لتؤكد بعض تقارير الصحف الغربية الأمر. 

واختلفت قيادات "العدالة والتنمية" حول المدونة، ومنهم من أكد بأنها ليست إلا محاولة لبث الفتنة في صفوف الحزب، بينما أكد آخرون لـ"العربي الجديد" أن المدونة نقلت عن أنصار الرئيس التركي أردوغان.

وألقى داود أوغلو، يوم أمس، للمرة الأولى، منذ اندلاع الحديث عن الخلافات، خطاباً في اجتماع الكتلة البرلمانية للعدالة والتنمية، كان من أقصر خطاباته، فهمه بعض المقربين من "العدالة والتنمية" بأنه إشارة إلى أن المسؤول التركي يستمر في المواجهة، وفهمه بعض آخر بأنه إشارة إلى الاستقالة.

وقال داود أوغلو: "اليوم الجميع يمرون باختبار، لن نتراجع عن الأشياء التي آمنّا بها"، مضيفاً "سأدوس على نفسي، إن هذه المناصب الفانية التي يظن البعض بأنهم لن يتركوها، سأدفعها بظاهر كفي، وخلال حركتي في هذا المنصب لن أكسر قلب أي من رفاق القضية".

ذات صلة

الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
احتجاج ضد مقتل الطفلة نارين غوران في تركيا، 9 سبتمر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

لم تلق جريمة قتل بتركيا، ما لقيه مقتل واختفاء جثة الطفلة، نارين غوران (8 سنوات) بعدما أثارت قضيتها تعاطفاً كبيراً في تركيا واهتماماً شخصياً من الرئيس التركي
الصورة
عبد الله النبهان يعرض بطاقته كلاجئ سوري شرعي (العربي الجديد)

مجتمع

تنفذ السلطات التركية حملة واسعة في ولاية غازي عنتاب (جنوب)، وتوقف نقاط تفتيش ودوريات كل من تشتبه في أنه سوري حتى لو امتلك أوراقاً نظامية تمهيداً لترحيله.
الصورة
الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني، يونيو 2024 (عدنان الإمام)

مجتمع

يُناشد الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني السلطات التركية لإعادته إلى عائلته في إسطنبول، إذ لا معيل لهم سواه، بعد أن تقطّعت به السبل بعد ترحيله إلى إدلب..