تركيا تطمح إلى المركز الثاني عالمياً في السياحة العلاجية

05 يناير 2020
زراعة الشعر من الجراحات الرائجة في تركيا (أوزان كوسه/الأناضول)
+ الخط -
تطمح تركيا إلى حصّة أكبر من سوق السياحة العلاجية البالغة قيمتها 500 مليار دولار أميركي، من خلال تخطّي كوريا الجنوبية التي تحلّ ثانية بعد الولايات المتحدة الأميركية. فالبلاد على الرغم من التطوّر الذي حققته في هذا المجال، لم تحصل بعد على ما تستحقه، بحسب ما قال رئيس جمعية السياحة الطبية في أنقرة، فاتح صومونجو.
ويؤكد صومونجو أنّ الخطة الحكومية تقضي بتحقيق عائدات بقيمة 20 مليار دولار من السياحة العلاجية بحلول عام 2023، وأنّ بلاده تمتلك كلّ عوامل الريادة والمنافسة في هذا السياق، كشف عن بدء استهداف مواطني القارة الأوروبية، على خلفية ارتفاع نسبة الشيخوخة فيها وكذلك ارتفاع تكاليف العلاج.
أضاف أنّ تركيا نجحت بزيادة عدد السياح الوافدين إليها لأغراض علاجية من كلّ أنحاء العالم، خصوصاً من منطقة البلقان وجمهوريات آسيا الوسطى والشرق الأوسط والعالم العربي، لا سيّما مع الأسعار التي تنخفض بنحو 60 في المائة بالمقارنة مع أوروبا والولايات المتحدة الأميركية في مجال جراحات العيون وأمراض السرطان وأمراض العظم والتجميل وزرع الشعر.
والسياحة العلاجية في تركيا واسعة النطاق، تتخطّى الاستشفاء والعمليات الجراحية بحسب ما يقول المحلل التركي خليل أوزون لـ"العربي الجديد". ويشرح أنّ "بلدنا تزخر بطبيعة وينابيع تزيد من فرص بلوغها المركز الثاني عالمياً في مجال السياحة العلاجية، ففيها 1500 ينبوع للعلاج مياهها معدنية وكبريتية وحارة، وهي تحلّ ثالثة على مستوى المنشآت التي تعتمد على المياه المعدنية بعد إيطاليا (300 منشأة) وألمانيا (260 منشأة) وذلك مع 240 منشأة". ويتابع أنّ ذلك "يأتي إلى جانب 1200 مستشفى معتمد محلياً ودولياً، في مختلف أنحاء تركيا، تشتهر بمجالات جراحة العظام وزرع الشعر والتجميل"، مشيراً إلى "ما يُقدَّم على صعيد الإقامات في مصحّات ومنتجعات منتشرة في مختلف ولايات تركيا الواحدة والثمانين، وسط رعاية تعتمد على نظام صارم في تطبيق المعايير الطبية والتقنية".
من جهته، يقول الطبيب محمد الدندل لـ"العربي الجديد"، إنّ "ثمّة من يرغب في الانتفاع من الرعاية الطبية التي تقدّمها المراكز والمستشفيات المزوّدة بأحدث التقنيات والمعدّات المتخصصة في علاج الأمراض المزمنة والحرجة، وثمّة من يهدف إلى الاستفادة من المصادر الطبيعية للحصول على العلاج والتداوي من آلام مزمنة وأمراض جلدية، فيتوجّه المعنيّ إلى أحد الأماكن السياحية الغنية بالمياه المعدنية الحارة أو الكبريتية، أو إلى الشواطئ الرملية التي تساعد في معالجة تقرحات الجلد والأكزيما".
ويؤكد الدندل أنّ "المنشآت المتخصصة في السياحة العلاجية في تركيا حاصلة على اعتمادات محلية ودولية، من قبيل اعتماد اللجنة الدولية المشتركة (JCI) واعتماد المنظمة الدولية للمعايير (ISO)"، لافتاً إلى أنّ "تركيا قطعت شوطاً مهماً في المجال الطبي، مثل استخدامها تقنية الروبوت وتميّزها بالمجالات الجراحية الخطرة كعملية نقل الأعضاء وزرع نخاع العظام والجراحات المتعلقة بمرض السرطان".
في السياق، تتحدّث المرشدة الطبية آسيا من  أحد مراكز الجراحات التجميلية في تركيا، لـ"العربي الجديد"، عن "تزايد العروض وكسر الأسعار في خلال فصل الشتاء، خصوصاً في مجالات زرع الشعر وعمليات التجميل".
تضيف أنّ "هؤلاء السيّاح ليسوا من منطقة الخليج العربي فحسب، بل يفدون من أوروبا ودول الاتحاد السوفييتي بسبب انخفاض التكاليف بالمقارنة مع بلدانهم، خصوصاً بعد دخول التقنيات الحديثة. وعلى سبيل المثال، صار في الإمكان زرع نحو خمسة آلاف بصلة شعر في المرّة الواحدة، والأمر لا يقتصر على الرأس إنّما يشمل كذلك الشاربَين واللحى والحاجبَين".
وهذا القطاع لم يكن لينمو بحسب ما يؤكد أكثر من خبير، ويتمكّن من دخول المنافسة عالمياً، لولا تدخّل الدولة التركية التي رفعت ميزانية خدمات الرعاية الصحية بنسبة 23.6 في المائة سنوياً وميزانية التعليم بنسبة 8.6 في المائة.
ويفيد تقرير رسمي أخير بأنّ النفقات مجتمعة على التعليم والرعاية الصحية بلغت 111.8 مليار ليرة تركية (نحو 18 مليار دولار) في خلال عام 2018، علماً أنّ خدمات المستشفيات حظيت بالحصة الأكبر مع 16.5 مليار ليرة (نحو ثلاثة مليارات دولار)، فيما بلغت خدمات الصحة العامة نحو تسعة مليارات ليرة (نحو 1.5 مليار دولار).
دلالات
المساهمون