تركيا تضع حجر الأساس لأول محطة نووية بكلفة 20 مليار دولار

04 ابريل 2018
البلدان يفتحان صفحة علاقات جديدة (ميخائيل سفيتلوف/ Getty)
+ الخط -



وضعت تركيا، اليوم الثلاثاء، حجر الأساس لتشييد مشروع أول محطة نووية "أك كويو" الذي وقعته أنقرة وموسكو عام 2010، بعد تجميد الاتفاق لنحو ثلاث سنوات، إثر إسقاط تركيا طائرة روسية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015.


وشارك في تدشين مشروع إنشاء المحطة، التي تبلغ تكلفتها 20 مليار دولار، الرئيسان التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الذي يزور أنقرة ليومين.

وأشار أردوغان، بعد وضع حجر الأساس لمحطة "أك كويو" على البحر المتوسط بولاية مرسين، إلى أن بلاده قطعت شوطاً مهماً في العلاقات الثنائية خلال الأعوام الخمس عشرة الأخيرة مع روسيا، وأنه سيتم عقد الاجتماع السابع للجنة الاستراتيجية المشتركة بين البلدين، وتم تنفيذ العديد من المشاريع الاستراتيجية مع روسيا، منها توقيع اتفاقية منظومة الدفاع الجوي "إس 400"، وخط أنبوب السيل التركي، ومحطة الطاقة النووية.

وأضاف أن نسبة النمو وصلت إلى 5.8 في المائة خلال الفترة 2013-2017، وخلال العام الماضي تم تحقيق نمو بنسبة 7.4 في المائة، وأن بلاده تهدف حتى الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية "2023" إلى الدخول لقائمة الدول العشر الأولى اقتصادياً.
وأوضح أن بلاده ستستلم المرحلة الأولى من المفاعل خلال 2023، وعند الانتهاء من بناء المحطة ستوفر 10 في المائة من إجمالي احتياج البلاد.

واعتبر المحلل التركي، سمير صالحة، هذه الاتفاقية الاستراتيجية مهمة بالنسبة إلى البلدين لناحية تعزيز التعاون الثنائي، كما أنها ستكون مقدمة لعقود واتفاقيات ضخمة مشابهة، كتحرك روسيا للحصول على عقد محطة نووية ثانية في مدينة سينوب المطلة على البحر الأسود بقيمة 16.5 مليار دولار، لكن خطوة التعاون الأهم ستكون مع إنجاز خط نقل الغاز الروسي عبر الأراضي التركية إلى العواصم الأوروبية "السيل التركي".

وأضاف صالحة لـ"العربي الجديد" أن هذه التفاهمات هي أبعد من أن تكون مسألة تسوية أزمة التسويق للبندورة التركية في الأسواق الروسية، ويبدو أن الجانبين يتطلعان إلى مزيد من التعاون متعدد الجوانب.

ورداً على سؤال حول ردود الفعل في العواصم الغربية حول الزيارة واتفاقيات التركية الروسية، يقول صالحة: "طبعاً هناك خيبة أمل كبيرة الآن في صفوف القيادات الغربية، فتركيا كانت منذ عام 1949 شريكاً وحليفاً استراتيجياً للغرب تحت سقف حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وهي انفتحت على المجموعة الأوروبية بهدف الحصول على العضوية الكاملة منذ 1959، وكان الرهان على تحالف تركي غربي أوسع، فجاءت موسكو لتقطف ثمار خيبة الأمل الغربية وتتمركز أكثر في أكثر بقلب المشهد الاقتصادي التركي".


وتعتبر "أك كويو" أول محطة نووية تشرع تركيا في إنشائها بمرسين على البحر المتوسط، وتقوم شركة "روزاتوم" الروسية للطاقة النووية ببنائها، لتؤمن تسليمها خلال الاحتفال بمئوية تأسيس الجمهورية عام 2023، وستكون المحطة النووية عند اكتمالها مُجهّزة بأربعة مفاعلات، كل منها يُنتج 1200 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، وستُلبّي 10 في المائة من احتياجات البلاد للطاقة، بقدرة إجمالية 4500 ميغاواط. ومن المقرر انطلاق المشروع في عام 2022، وأن تستمر دورته التشغيلية 60 عاماً.

المساهمون