تركيا ترجح عقد اجتماع لمسار أستانة حول سورية في مارس

07 فبراير 2020
أكد قالن على التمسك بمناطق "خفض التصعيد" (الأناضول)
+ الخط -


قال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إنّ ثمة إمكانية لعقد اجتماع لمسار أستانة حول سورية، خلال مارس/آذار المقبل، فيما شدد على رفض أنقرة لتغيير حدود منطقة "خفض التصعيد".

وأضاف قالن، في مؤتمر صحافي، الخميس، عقده في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، أنّ الأخيرة ستواصل عبر منظماتها الإغاثية بذل جهود منع تدفق اللاجئين من محافظة إدلب باتجاه تركيا، وضمان بقاء المدنيين في مناطقهم.

ونفى متحدث الرئاسة مزاعم وجود تغيير في الأماكن المشمولة ضمن "منطقة خفض التصعيد" بموجب مخرجات اتفاقيتي أستانة وسوتشي حول سورية. وأضاف بهذا الخصوص: "مناطق خفض التصعيد هي التي حددناها وفق اتفاقيتي أستانة وسوتشي، ولا حديث عن تغييرها".

وفي مايو/ أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" في إدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.

ورغم تفاهمات لاحقة تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وآخرها في يناير/ كانون الثاني الماضي، إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل هجماتها؛ ما أدى إلى مقتل أكثر من 1800 مدني منذ 17 سبتمبر/أيلول 2018. كما تسببت خروقات النظام وحلفائه بنزوح مليون و677 ألف نازح منذ مطلع عام 2019.

وأضاف قالن: "لا يمكن أن نقبل بتغيير حدود منطقة خفض التصعيد"، مشيراً إلى أن "المنطقة دخلت في مرحلة جديدة مع مواصلة النظام السوري هجماته على إدلب".

وشدد على أنّ "تغيير حدود منطقة خفض التصعيد يتنافى مع تفاهمات سوتشي واتفاقية إدلب والتركيبة السكانية للمنطقة، علاوة على أن أي تغيير سيكون تطوراً خطيراً للغاية". وأضاف: "لقد رأوا كيف كان ردنا عندما يتعلق الأمر بتهديد يستهدف جنودنا.. وعلى النظام أن يعلم جيداً أننا لن نترك أي تهديد يطاول جنودنا دون رد".

وأوضح قالن أن تركيا تواصل اتصالاتها مع السلطات الروسية والإيرانية حول إدلب. وذكر أن أنقرة تنتظر زيارة وفد عسكري روسي إلى تركيا، بموجب تفاهم بين الرئيسين رجب طيب أردوغان، وفلاديمير بوتين، خلال اتصال جرى بينهما، قبل يومين. وأكد أن المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الأتراك سيناقشون مع نظرائهم الروس في الاجتماع المرتقب التطورات بإدلب بشكل مفصل.

وأعرب قالن عن توقعه بتحديد خارطة طريق جديدة بعد تباحث المسؤولين من كلا الطرفين. وشدد على أنّ تركيا ستلجأ إلى كافة الوسائل ودون تردد لحماية جنودها في سورية، مؤكداً أن "نقاط المراقبة التركية في منطقة خفض التصعيد ستبقى مكانها ولن تغير مواقعها".


وأوضح قالن أنّ "انسحاب قوات النظام السوري إلى ما وراء حدود منطقة خفض التصعيد، يأتي ضمن أولويات تركيا"، مؤكدًا أن النظام "انتهك التفاهم حول إدلب مئات المرات". وشدد بهذا الخصوص: "من الآن فصاعداً، كل خطأ سيرتكبه (النظام) تحت ذريعة محاربة الإرهاب والإرهابيين، سيكون له عواقب وخيمة للغاية".

وأكد قالن أن النظام لا يريد السلام ولا الحل السياسي، أو المضي قدماً بالمسار السياسي، وإنما يريد الحرب وقتل الناس بالقنابل دون تمييز أو إجبارهم على ترك مناطقهم، بهدف السيطرة على مزيد من المناطق في إدلب.

وقال إن أنقرة أوفت وتواصل الإيفاء بالتزاماتها حول إدلب، مبينا أن تركيا تعمل حالياً من أجل بناء منازل مؤقتة لسكان إدلب على الحدود السورية التركية. وأوضح قالن بهذا الصدد أن ألمانيا قدمت مساهمة في مشروع بناء هذه المنازل المؤقتة.

ولفت قالن إلى أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبدى رغبته بالتعاون مع تركيا على الرغم من معارضة أطراف داخل نظامهم الخاص، وتابع: "ونحن بدورنا لن نترك بالطبع هذا النهج البنّاء دون مقابل". ولفت متحدث الرئاسة التركية إلى أن الرئيس أردوغان لديه علاقات جيدة مع نظيره الأميركي دونالد ترامب.

(الأناضول)